الباب الخامس : في الانتشار وأمراض ثقب العين وضيق الحدقة وجميع أمراض
ثقب العنبي والماء وعلاجه وقدحه وكيف ينظر في العين التي فيها ماء
أو غيره وشدة الزرقة التي تكون في العين في سن الشيخوخة


  قال جالينوس فى الثالثة من حيلة البرء : ضيق الحدقة يكون من جفوف رطوبات العين إذا قل اغتذاءها أو عرض لها تقلص في طبقاتها ، قال في الرابعة عشرة منه : الماء في أول كونه ينحل بالأدوية والتدبير فإذا أستحكم فلا.
  الرابعة من الأعضاء الآلامة : فى الفرق بين الخيالات التى تكون عن الماء وبين التي عن المعدة أن الخيالات الكائنة في العين تكون إما لمشاركة العين للدماغ ، أو لمشاركتها لفم المعدة ، وإما لبدو الماء.
  ثقال : والخيالات التي تکون عن المعدة تکون في العينين کلتيهما على السواء الذي عن الماء لا يكون فيهما على مثال واحد ، وإن كان صاحب العلة قد أحسن بالخيالات منذ ثلاثة أشهر أو أربعة / ثم لم ير في العين شيئاً من الضبابية فالعلة من فم كلا المعدة لأنها في مدة هذا الوقت إن كان ذلك الماء لا بد أن تظهر الكدورة في الحدقة ، وإن كان لم يمض للعلة هذا الوقت فسل : هل تلك الخيالات دائمة في كل وقت أم قد تخف في بعض الأوقات حتى لا تكون البتة ، فإن الدائمة تدل على أنه من الدماغ ، والغير الدائمة تدل على أنه من فم المعدة ، ولا سيما إن كانت تخف عند استمرائه غذاءه حسناً وأوكد من ذلك أيضاً إن كان في الوقت الذي يحس فيه بالخيالات يجد لذعاً في فم معدته ، وأوكد من هذا أن يكون إذا تقياً سكنت عنه تلك الأعراض البتة وبطلات ، فأما إن كانت الحدقة من إحدى العينين أشد كدرة أو هما جميعاً كدرتان ليستا بصادقتي الصفاء فهو ابتداء الماء ، فإن كانت الكدرة فيهما بالطبع وحدقتاه غير صافيتين فانظر إلى تسوية الحدقتين ، فإنه إن كانت إحداهما أكدر فالعلة ماء ، وإن كان لم يمضس للعليل منذرأي الخيالات کثير / زمان فالکدرة من طبع الحدقتين لامن الماء ، ويحقق الأمر بأن تغذوه أقل من عادته بغذاء جيد الخلط ، ثم سله من غد إن كان قد استمراً غذاءه حسناً : هل يرى الخيالات فإن لم يرها فإنه عن المعدة ، وإن بقيت بحالها فذلك الماء ، ويؤكد ذلك إن كانت هذه الخيالات تبطل البتة عند تناول العليل الأيارج فإن ذلك للمعدة ، وإن بقيت فالعلة في العين نفسها.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 127 ـ

  قال : وإذا كانت هذه عن المعدة فأيارج فيقرا يبرئها في أسرع مدة مع تعاهد جودة الاستمراء.
  لي : أقلل غذاءه أياماً واعتن بحسن هضمه ، ثم سله : هل يجد تلك الخيالات دائما ؟ وإنما يحتاج إلى هذا عندما يكون عين غير صافية بالطبع.
  دلائل عدم الماء : آن يکون العينان على مثال واحد وآن يکون اذا استمراً غذاءه ، قلت ، وإن لم يستمرئه ظهرت بقوة وهاجت ، وأن صاحبه إذا تقياً مراراً ذهبت تلك الخيالات ، وأن تكون له ستة أشهر أو نحوها ولم تنكدر الحدقة لكن الأمر مشكوك فيه بعده ، وأن تكون الحدقة صافية.
  وأما الخيالات العارضة عن مشاركة الدماغ فإنها تكون عند ارتقاء الأخلاط المرارية إلى الدماغ وفي الحميات المحرقة وورم الدماغ.
  لي : وعند القي ء وهي سريعة الزوال غير لابثة ، قال : وقد تکون هذه الخيالات كثيراً لمن تكون رطوبات عينية صافية غاية الصفاء وقوته الباصرة حساسة جداً.
  لي : هذا هو مثل من يعرض له الطنين في أذنه لذكاء الحس ويحتاج إلى المخدرة.
  الرابعة من العلل والأعراض : قال : ضيق الحدقة إن كان خلقة كان سبباً لحدة البصر ، وإن كان حادثاً فهو رديء ، واتساع الحدقة / رديء في الخلقة کان آو حادثاً في العينين ، وأما أعوجاج الحدقة فإنه لا يضر البصر شيئاً فقد يتعرج الحدقة مرات والبصر بحاله ، قال : ضيق الحدقة يكون إذا نقصت الرطوبة البيضية ويضر بالبصر. قال : فتبقى الطبقة العنبية لا يمددها شيء فتصغر الحدقة ، وليس ما يعرض في هذه العلة من سوء البصر بسبب ضيق الحدقة ولكن بسبب نقصان هذه الرطوبة.
  جوامع العلل والأعراض (1) : قال : ضيق ثقب العنبي يكون من اليبس وهو يعرض أكثر للمشايخ ولا يبرأ ، وقد يكون من الرطوبة وهذا يبرأ ، وإنما يكون ضيق الحدقة من الرطوبة واليبس ، لأن الطبقة العنبية تنقص وتتشنج إن رطبات وإن يبست.
  الثالثة من الميامر : قال : الأطباء ألفوا لابتداء من المرارات وعسل النحل ، وأكثر ما يحمدون مرارة سفاروس (2).

**************************************************************
(1) لعله كتاب العلل والأعراض ست مقالات لجالينوس.
(2) قال الرازي : هو الشبوط ، والشبوط ـ بفتح الأول وتشديد الموحدة أو بالضم والتشديد ، والشباط ـ بالضم والتشديد ـ مارماهي (اي نوع من السملک کما في تذکرة اولي الالباب) ج شبابيط ، قال الخليل من كلام أهل العراق وهو ضرب من السمك دقيق الذنب عريض الوسط لين الملمس صغير الرأس كأنه يربط وإنما يشبه إذا كان ذا طول بالشبوط ـ بحر الجواهر.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 128 ـ

  لي : هو الشبوط ، وقال : ضمان هذه جليل وفعلها حقير.
  آرخيجانس (1) ، قال : إن مرارة البازي (2) تبرىء الماء ، ومرارة / الرق (3) البحر تبرئه.
  المقالة الأولى من قاطيطريون (4) : قال : الماء إذا حط بالمقدحة ينبغي أن يمسك بالمقدحة مدة طويلة في الموضع الذي يراد أن يستقر فيه.
  المقالة الأولى من تقدمة المعرفة : قال : الماء الذي يجتمع في العين يقف في هذه الرطوبة المنصوبة وبين الرطوبة الجليدية وبين الرطوبة التي قلت إنها شبه بياض البيض.
  من كتاب ما بال : قال : من نزل في عينيه الماء من مرض به فإنه لم يبرأ.
  الرابعة من الفصول : قال جالينوس : إن الزرقة العارضة في الشيخوخة تكون من إفراط يبس العين ، قال : وهذه الزرقة إنما هي جفوف يعرض في هذه الرطوبة توهم الجهال أنها ضرب من الماء المتولد في العين.
  من كتاب العلامات : قال : الأعراض التي تعرض لصاحب الماء مثل البق لك ونسج العنکبوت ويري السراج سراجين ، وضعف البصر قد تعرض من امتلاء في الرأس وفي بدء السكتة والصرع وعن المعدة ، وفي هذه الأحوال تكون هذه الأعراض موجودة وليست في العين كدورة ، ويعرض معها أحلام مفزعة واضطراب في النوم وطنين في الأذن وثقل الرأس إذا كان ذلك عن امتلاء الرأس ، وأما إذا كان ذلك عن امتلاء المعدة فتكون مع ذلك أعراض المعدة.

**************************************************************
(1) من العيون ـ بالخاء المعجمة بعد الراء المهملة.
(2) طير معروف من سباع الطيور التي تدمن العلاج على الأفعال العجيبة .... وهو حار في الثانية يابس في الثالثة يحلل الأورام ويجذب السموم إليه ، وريشه يدمل الجراح محروقا ودمه يقلع البياض والطرفة كحلا وكذا مرارته ، وزبله مجرب في جلاء الآثار طلاء ، والإعانة على الحمل وإسقاط الأجنة بخوراً وفرزجة ، وهو رديء الکيموس عسر الهضم يولد القولنج وي صلحه الابازير تذکرة داود ص 98 ، والحبارى : هو طائر كبير العنق رمادي اللون في منقاره بعض الطول ... هو أخف من لحم البط لأنه برىء وفيه شيء من الغلظ إذا أخذ شحمه ودق مع شيء من ملح وسنبل وحبب كالحمص وجفف في الظل ورفع فإذا سقي منه للذرب خمس حبات بماء فاتر على الريق نفع منه منفعة عجيبة وإذا جففت الجلدة التي داخل قانصة الحبارى وسحقت وخلطت بقليل ملح اندراني مسحوق أجزاء سواء واکتحل بها في أول ابتداء نزول الماء في العين كان ذلك أنجع دواء فيه لا يعدله شيء في ذلك من الأدوية الجامع للمفردات
(3) رق هو السلحفاة البحرية على أكثر الأقوال وقيل هو السلحفاة البرية خاصة ـ الجامع للمفردات 2 / 142.
(4) کتاب قاطيطريون من کتب بقراط ، ومعناه حانوت الطبيب وهو ثلاث مقالات ـ عيون الانباء 1 / 32.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 129 ـ

  قال : والماء يكون أبيض وأسود وأزرق ولون الذهب وأدكن ومنه الجصي ومنه الجامد الذي لا يتحرل ، قال : والاطباء قدير فعون الجفن ويدلکون العين وينظرون ، فإن كان الماء ينتشر بالدلك ثم يعود ويجتمع فإن القدح (1) لا ينجع ، قال : ألا ! إن هذا رديء جداً لا ينبغي أن يعمل ، لأنه يحول به الماء من موضع إلى موضع ويجعله رديئا عسر القدح سريع الانتقال والزوال.
  قال : ولكن انظر إلى الماء فإن رأيته صافياً نيراً مجتمعاً يكاد البصر ينفذ فيه فاقدحه ، وإن كان كدراً غليظاً جامداً صلباً فلا تقدحه.
  لي : المانع من القدح علتان : اما شدة غلظ الماء ولزوجته حتى لايمکن آن يتنحي ، واما شدة رقته حتى آنه يعود لذا تنحي.
 من أجزاء الطب : قال : إن أقدم على قدح العين وفي البدن امتلاء أو رداءة أخلاط أو بالعليل صداع قبل أن تصلح هذه الأشياء أحدث القدح ورماً في الطبقات التي تثقبها ، ويكسب الرأس كله علة مشاركة للعلة للعين ، فينبغي قبل ذلك أن تروم قلع هذه الأشياء ، ومن بعد القدح تحفظ العين لئلا يحدث فيها ورم ، والرأس حتى لا يحدث فيه وجع.
  العاشرة من منافع الأعضاء : قال جالينوس : إن الماء يكون في الموضع الذي فيما بين الصفاق القرني والرطوبة الجليدية والمقدحة / تذهب وتجيء في مكان واسع إلى فوق وإلى أسفل وعن يمين وشمال ، وفي الجملة إنا قد نرى المقدحة تدور في جميع الجهات ولا يدافعها شيء فيدل على أن هناك فضاء واسعاً.
  قال : إذا شق الصفاق القرني فأول ما يلقاك الرطوبة البيضية ، وهذه الرطوبة تنصب وتسيل وتخرج من الثقب الذي يكون عند القدح كثيراً ، ويتبع ذلك تقلص العين وغورانها.
  قال بعد هذا : إن الرطوبة البيضية تدفع الجفاف عن الجليدية وعن باطن الصفاق العنبي.
  لي : فمن هاهنا يبين لك أن البيضية داخل العنبية ، فأما القول الأول الذي قال : إن أول ما يلقاك إذا شققت الرطوبة البيضية يعنى من الرطوبات لا من الطبقات ، وأما أن البيضية تسيل عند القدح كثيراً فإنما يكون ذلك متى أثقب العنبي وهو لدقته يخاف ذلك عليه ، ولذلك رأس المهت (2) غير محدود ، ولولا هذا لكان رأس المهت ينبغي

**************************************************************
(1) القدح بالفتح عند الكحالين نقل الماء من موضع إلى موضع آخر بآلة معروفة.
(2) والمهت ـ بکسر الميم وفتح الهاء وتشديد التاء آلة يقدح بها ، والمهت المجوف هو ميل مجوف على هينة المهت قد نصب ميل آخر مجوف على وسطه قائماً کالعمود بان يدخل رأسه في العين حتى يراه قد وصل إلى الماء ويدخل رأس العمود في فمه ثم يمصه حتى ينجذب ذلك الماء إلى خارج من الثقبة بتمامه إلى تجويف الميل ثم يكبس الباقي الواقف في الثقبة بذلك الميل حتى ينحط إلى داخل العنبية ويتعلق بالخمل ـ بحر الجواهر.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 130 ـ

  أن يكون / في غاية الحدة حتى لا يحتاج أن ينكى عليه بقوة شديدة جداً لكن أريد به أن : يكون إذا نفذ القرني دفع العنبي واندفع له ، لأنه ليس بحار ، والعنبي مع رقته مدمج عليه لزوجة كأنها غرقى (1) البيض فينزل المهت عنه ، وقال : والزرقة إنما هي جفوف الرطوبة البيضية.
  لي : جاء رجل ليقدح عينه وکان ما لم يستحکم فامر ته آن يديم آکل السملک ويحتجم لكي يستحكم الماء ثم يقدحه ، لأنه إن قدح قبل الاستحكام عادماً بقي مكانه سريعا.
  اليهودي ، قال : ليس للماء الأخضر والأسود والکدر جداً ، والأصفر له علاج ، قال : إذا جلس الرجل للقدح فأجلسه على كرسي ، ومره أن يشبك أصابع يديه على.
  ساقيه ، قال : والمقدحة تدخل تحت / القرني والرطوبة البيضية تحت العنبي.
  قال : لذا قد حته فضع على عينه مخ بيضي ودهن بنفسج مضروبين بقطنة وينام على القفا ثلاثة أيام ، ثم يغسل وجهه وعينه ، فإن ورم ورجع الماء فأعد عليه وينام أيضاً على القفا سبعة أيام.
  الطبري : شم المرزنجوش خير لمن يخاف عليه نزول الماء في عينه وکذللث ينشق دهنه ، قال : رأيت الماء يتحرك فإنه يرجا برءه ، وإن لم يتحرك من موضعه فلا برء له ، وينفع من داء الماء إرسال العلق على الصدغين ، وينفع من اتساع الحدقة الحجامة على القفا.
  أهرن ، (2) قال : يكون الماء ضروباً ، فمنه أبيض لطيف جداً ، ومنه أغلظ إلا أنه أبيض أيضاً ، ومنه أغبر ، ومنه أشهل ، ومنه أخضر.
  قال : والذي يقدح الأبيض والأغبر ، من هذين ما إذا دلكته بإبهامك على الجفن فأزلته سريعاً لم يتحرك لكن لزمت مكانها ولا يتشتت ولا يتفرق ثم يعود ، فأما الذي إذا شددت الإبهام على الجفن ودلکته ورفعته سريعا تفرق وتشتت ثم عاد فاجتمع فانه ردي جدا.

**************************************************************
(1) الغرقى ـ بالكسر ـ هو القشر الرقيق الذي في داخل البيض على بياضه تحت القشرة الصلبة التي تسمى القيض.
(2) أهرن هو القس صاحب الكناش وألف كناشه بالسريانية ونقله ماسرجيس إلى العربى وهو ثلاثون مقالة . 109 / 1 وزاد عليها ماسرجيس مقالتين ـ عيون الانباء

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 131 ـ

  لي : دواء جي يؤخد من شحم لحنظل فيطبخ ويعقد عصيره ويؤ منه جزء ومن دهن البلسان نصف جزء ومن الفربيون مثله ومن النوشادر مثله ، فيعجن بمرارة ماعز غليظة قد شمست ويجعل شيافاً ، ويستعمل بماء الرازيانج ، قال : وينفع من اختيارات الکندي (1) : يؤخذ بزر الكتم (2) فينعم سحقه جداً ثم يكحل به العين ، فإنه نافع جداً في تحليل الماء وإذهابه ـ من أسرار علاج الماء.
  بولس قال : قد يعرض اتساع الحدقة فيصير الإنسان (3) لذلك الأشياء أصغر مما هي عليه وربما بطل البصر البتة ، فيعالجوا بالفصد والإسهال ثم يفصدوا المأقين ويحجموا على النقرة ، وينطل العين والوجه بماء الملح وخل قليل ويغسل به الوجه مراراً ، قال : وقد يعرض ضيق الحدقة / فيرى الإنسان الأشياء أكبر مما هي ، فعلاجه الرياضة ودلك الرأس والوجه والعين دلكاً متتابعاً ، ونطول الوجه بالماء العذب الفاتر والأدهان ، وأكحلهم بالأكحال الحادة فإنها جيدة لهم.
  قال : وقد يعرض للرطوبة الجليدية يبس فيذهب صفاءها ويصير منظره كمنظر الماء وليس هو بماء ، وإلا برء له البتة.
  لي : فأما الماء فينبغي أن يعالج قبل استحكامه بالفصد والإسهال المتصل با لحنظل والقنطوريون ، ويمنعوا الحمام وشرب الماء ما آمکن ويلطفوا التدبير وليتغرغروا ، وإن كانت التخيلات عن المعدة فيعالجوا بالأيارج مرات كثيرة متوالية ، ويکحل لابتداء الماء . لي : لابتداء الماء سكبينج ثلاثة حلتيت عشرة خربق أبيض عشرة "اجعل شيافاً واکحل) به وينفع من الماء د هر البلسان / والمرارات والعسل والزيت العتيق ونحوها.
  لي : الفرق بين هذه وبين الماء بأنه شديد البياض غير مشف صلب غير متحرك.
  من كناش الإسكندر ، لابتداء الماء : خربق أبيض أوقية فلفل أبيض نصف أوقية أشق نصف سدس أوقية ، يتخذ أشيافاً بعصارة الفجل ، فإنه جيد لابتداء الماء.
  مجهول ، قال : ألوان الماء مختلفة ، منها كلون الدخان أسود وأبيض وأصفر وأخضر وأحمر ، والمحمود من ذلك ما كان صافى اللون كلون اللؤلؤ البراق ، وأما غير هذا فلا برء له ، قال : مز صاحب الماء أن يقوم ورينتصبب ويجعل ناظره بحذاء ناظرك سواء ، وضع إبهامك فوق الجفن الأعلى وغمزه وادالكه ثم ارفعه سريعاً ، فان

**************************************************************
(1) الکندي هو يعقوب بن اسحاق الکندي فيلسوف العرب.
(2) الكتم ـ بالتحريك يقال له بالفارسية نيل.
(3) الإنسان أراد به إنسان العين.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 132 ـ

  رأيت تلك الرطوبة التي في ثقب العنبي تتسع وتترجرج وتنتهض فإنه يقدح ، وإن كان لا تتحرك البتة وهو على لون الجفن ثابت لا يترجرج فلا يقدح ، أو ضع على العين قطنة وانفخها بفيك نفخاً شديداً بالنفخ الحار نفخاً بشدة ثم نفخها سريعاً ، فإن تحرك وكان صافياً فإنه يقدح ، وأيضاً إن كان مع / الماء صداع فلايقدح لانه يزيد ، والماء گ الأبيض الجيد الصافي المترجرج فهو الذي يبصر صاحبه الشمس والضياء ، فإذا قدحته فليستلق على ظهره في موضع مظلم ويشد العين كيلا تزول ويأكل طعاماً خفيفاً ويضمد العين بمخ بيضة ودهان بنفسج وقطن نقي ويرفد فوقه بر فادة لينة وجدد ذللف في کل يوم مرة أو مرتين على ما تراه من حرارة البلد أو الوقت أو المزاج ـ وقطر في عينه لبن جارية وبياض البيض إلى أسبوع وليكن مفتراً ، فإذا مضت الأيام وسكن الوجع فقطر فيه الشياف الأبيض وذرها بالبرود (1) اللين.
  قال : الماء الذي مثل حبة لؤلؤ يبصر بها الشعاع ماء طيب ، والأخضر الذي لا يبصر به الشعاع ماء رديء لا يقدح.
  شمعون قال : إنما يجب القدح إذا لم يبصر صاحبه بالليل ولا بالنهار وليس صداع ولا سعال ، وإذا قدح فليكن في استلقائه على ظهره مثل الميت الذي لا يتحرك وليحذر الغضب والجماع والشراب . / لابتداء الماء : يسعط برارة الديك آوينقع الزعفران آويکحل بماء الفوتنج البري أو بالفلفل أو المسك.
  الاختصارات من کتاب عبد الله بن يحيي ـ قال : الماء آلوان فالجيد منه الطيب الذي يقدح ما كان منه أبيض صاف كلون اللؤلؤ البراق ، وإذا كان صاحبه يبصر قليلاً بالنهار فإنه لم يجتمع فلا يقدح حتى يجتمع . قال : ولا يقدح الاسمانجوني والزجاجي والأسود والأغبر والأخضر . قال : وإذا قدح يستلقي على ظهره ويشد رأسه لئلا يتحرك وأطعمه أخف الطعام وأسرعه انهضاماً ، وترفد عيناه بعد أن تضع عليهما مخ بيضة مع دهن بنفسج وجدد ذلك في أول النهار وآخره ثلاثة أيام ، ثم قطر في عينيه لبناً إلى أسبوع ، فإذا سكن الوجع بعد السابع يقطر فيهما شياف أبيض قابض وليقدح إما في أول الشتاء أو في آخره.
  ابن ماسويه قال : لايقدح الماء حتى يجتمع ، فان قد حته ولم يستحکم جميعه عاد.
  من جوامع العلل والأعراض ، المقالة الثانية (2) : قال : اتساع الحدقة / يكون لثلاثة لك

**************************************************************
(1) قال في بحر الجواهر : البرود كل دواء مبرد وأكثر ما يستعمل فى أدوية العين إذا كان أكثرها من أشياء باردة.
(2) كتاب العلل والأعراض لجالينوس ألفت فيه مقالات متفرقة وإنما الإسكندريون جمعوها وجعلوها كتاباً واحداً وعنون جالينوس المقالة الأولى من هذه الست المقالات في أصناف الأمراض ووصف في تلك المقالة كم أجناس الأمراض وقسم كل واحد من تلك الأجناس إلى أنواعه حتى انتهى في القسمة إلى اقصي أنواعها ، وعنون المقالة الثانية منها في أسباب الأمراض وغرضه موافق لعنوانها وذلك أنه يصف فيها كم أسباب كل واحد من الأمراض وأي الأسباب هي ـ عيون الأنباء 1 / 92 ، فلفظ الرازي : اتساع الحدقة يكون لثلاثة أسباب ـ الخ.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 133 ـ

  أسباب إما ليبس الطبقة العنبية ، وإما لورم يحدث فيها ، وإما لرطوبة تكثر في داخلها ، والذي من اليبس عسر البرء ، والذي لورم يسهل برءه ، وكذلك الذي عن الرطوبة يحدث في داخلها ويكون علاجه بالاستفراغ ، قال : ما يحاذي الثقب من القرني يتكمش إما ليبس كما يعرض للشيوخ ، وإما لاستفراغ الرطوبة البيضية ، ويفرق بينهما أن مع هذا ضيق الحدقة وليس مع الأول ذلك.
  اريباسيوس قال : يصلح لابتداء الماء أن يخلط عصارة الرازيانج بمثل ربعها عسل ويغلي حتى يغلظ ويکتحل به دائما ، فانه عجيب.
  وقال : يضعف البصر من اتساع ثقب العنبي فيرى الإنسان الأشياء أصغر مما هي ، وتعرض له في آخر الأمر ظلمة.
  وعلاجه الفصد والإسهال وقطع عروق المأقين والمحاجم على الأخدعين والسکب على الوجه والعين من ماء وملح ..
  قال : وضيق الحدقة منه ما يحدق مع صغر العين كلها ومنه ما يحدث فيها وحدها ويعالج بالماء الفاتر العذب ودخول الحمام والدخول في الماء الصافي وفتح العينين فيه والاکت حال بالماء.
  الکمال والتمام : شياف المرارات اينفع من الظلمة والانتشار الماء ، وزاد فيه سوي المرارات سلخ الأفاعي وخطاطيف محرقة وزنجبيلاً وفلفلاً أبيض وسكبينجاً ومراً.
  من كتاب العين (1) : اتساع ثقب العنبي يعرض فيه إما من ضربة شديدة وهو مع مرض حاد ويكون من ورم في العنبية ، والثاني يعرض بلا سبب باد ، وأكثر ما يعرض للنساء والصبيان ، وکل من عرضي له لايبصر شيئا ، فان آبصر فقليلا ، ورهور مرض مزمن لي : اتساع الثقب يعرض إما من كثرة الرطوبة البيضية فتمدد العنبية ، وإما ليبس كل شديد في العنبية فيتسع الثقب ، وإما لورم / في العنبي وضيقه يعرض إما لقلة البيضية فيتم.
  في علامات الماء إذا اجتمع واستحكم فإنه سهل المعرفة ، وقبل أن يجتمع فإنه

**************************************************************
(1) لعله كتاب تشريح العين ، هذا الكتاب أيضاً مقالة واحدة ، وقال حنين : إن عنوانه أيضاً باطل لأنه ينسب إلى جالينوس وليس هو لجالينوس وخليق أن يكون هو الروفس أو لمن دونه ـ عيون الأنباء 1 / 90.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 134 ـ

  يخفي سببه ، وله علامات ، منها آن يري قدام عينيه کالبق الصغار يطير آو کالشعر آو شعاعات ، فإذا اجتمع وكمل الماء بطل البصر. وأما أصنافه فإن منه شديد الزرقة والصفاء ، ومنه كالزجاج في لونه ، ومنه أبيض كالبرد ، ومنه كلون السماء ، ومنه أخضر ، ومنه مائل إلى الزرقة.
  قال : وقد يكون جمود في الرطوبة الجليدية تشبه الماء ، ولا ينبغي أن يقدح ، قال : وربما كان مع الماء سدة فاستدل عليها بتغميض إحدى العينين ، وميز الفرق بين الأعراض الحادثة من الماء والحادثة عن بخارات المعدة فانظر أولا فإن كان التخيل بالعينين معاً وبالسواء فيهما فإنه من المعدة ، وإن كان في واحد فلماء.
  وانظر أيضاً في الوقت وذلك بأن تنظر هل مضت له مدة نحو ثلاثة أشهر أو أربعة منذ عرض التخيل ، ثم تفقد الحدقة بعد هذه المدة ، فإن لم تكن فيها كدورة فإن ذلك عن المعدة ، لأنه لا يمكن أن يكون ذلك للماء ولا يكدر الحدقة في هذه المدة.
  وأيضاً إن رأيت التخيلات في جميع الأوقات لابثة بحال واحد فإنها للماء ، فإن كانت تخف حيناً وتثقل حيناً فإنها للمعدة وخاصة إن كانت تخف عند الجوع وتثقل عند التخمة ، وإن كانت تسكن بعقب القيء ويتم ذلك كله إن أخذ الفيقرا فيسكن ما تجده ، فأما الذي للماء فلا يسكن للفيقراء ، والذي للمعدة فبالفيقرا شفاءه.
  وقد يعرض مثل هذه تخيلات عن ألم الدماغ إلا أن ذلك يكون في الأمراض الحادة ، وإذا كان ورم حار في مقدم الدماغ فيكون عند القيء مثل هذه التخيلات.
  علاج ابتداء الماء : يفرغ البدن والرأس بفصد وإسهال وتلطيف غذاء ، ويكحل بأدوية المرارات وماء الرازيانج وعسل وسکبينج وحلتيت وکندش ودهن بلسان وفلفل وآشق ، قال : وينفع من الماء العسل ولبن البلسان وزيت عتيق وعصارة الرازيانج والحلتيت والمرارات فكل هذه تنفع من الظلمة ومن ابتداء الماء ، لأنها تلطف وتنقي ، واستعمل هذه وغيرها من الأكحال الحادة في حال خفة الرأس وحين هبوب الرياح الشمالية ، ولا يكون شديد الحر ولا شديد البرد ، / ولا تستعمله والرأس يمتلىء ، وقطر كلا بعقبها في العين لبن النساء وکمدها حتى يسکن الوجع.
  في الماء لانطيلس وبولس ، قال بولس : الماء يجتمع تحت القرني ، وإذا استحكم منع البصر البتة ، وإذا لم يجتمع نعماً أضعف البصر.
  قال : ويعرض للشيوخ لضعف تحلل البخار منهم وضعف حرارتهم الغريزية وفي الهواء البارد الشديد وبعقب قيء شديد أو ضربة أو سقطة أو صداع أو مرض مزمن ، وقد ينعقد في ثقب العنبي شيء صلب غليظ ليس مما يورث العمى ، ولا علاج له ، ويميز بينهما أن صاحب الماء يفرق بين الليل والنهار وموضع قرص الشمس وأولئك لا.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 135 ـ

  قال : وينبغي أن يغمض العين التي فيها الماء ويعصر جفن العين بالإبهام وإلى العين يکبسه ويحرکه الى هذا الجانب وهذا الجانب ، ثم يفتح العين وينظر فيها ، وذلل أن الماء إذا لم يكن بعد اجتمع واستحكم إذا عصرته بالإصبع يفترق وينقطع ، وإذا كان مجتمعاً يصير أولاً أعرض مما كان ويتسع ثم يرجع إلى شكله وعظمه الذي كان عليه ، وإن كان الماء جامدا فإنه لا يتحرك بالغمز البتة لا فى العرض ولا فى الشكل.
  قال : واللون أيضاً يدل على ذلك لأن الحديدي والأسربي يدل على أنه قد لك اجتمع اجتماعاً متوسطاً وأنه موافق العلاج ، / وأما ما كان شديد البياض كلون الجبسين (1) وبلون البرد فإنه شديد الجمود لا يصلح للقداح.
  قال انطيلس : الماء الجبسيني والأسود جداً رديئان لا يصلحان للقدح.
  قال : وقدح الماء المستمسك الذي لا يترجرج بالعصر والغمز ولا يزول عن شکله لاينتفع بقدحه ، وذلك أن الشديد الجمود لا يتعلق يشىء إذا نحى عن الناظر لكنه لا يعود من ساعته ويرتفع ، لأنه شديد الملوسة لا رطوبة له.
  قال : ومن الماء ضرب لا يستمسك أبداً ، ومنه ما يستمسلک بعد سنين کثيرة ، والذب ، نقدس منه المحت قة / حداًة الماقة ، أن سنة والذي يقدح منه المجتمع باعتدال ، ولا يقدح المرقق / جداً ، وعلامة لمرقق ينقطع من الغمز والعصر ، وعلامة الجامد أن لا يتحرك بتة ، وعلامة المعتدل الجمود أن يعرض ويتسع ثم يعود الى شکله.
  قال : والبردي الشديد البياض لا يقدح لأنه شديد الجمود ، والحديدي والأسربي يقدحان لأنهما معتدلا الجمود.
  العلاج : قال : يجلس العليل في الفيء حذاء الشمس ، لأن الماء يرى في هذا الموضع رؤية بينة فأما في الشمس أو في نور كثير فلا يرى ، ثم يربط عينه الصحيحة نحو الزاوية الصغرى ، ثم يبعد عن سواد العين بقدر طرف الميل.
  لي : هذا يكون إذا دخلت المقدحة وتنتهي إلى ثقب العنبي فقط.
  قال : يعلم على ذلك الموضع بذنب المقدحة بأن يغمز عليه حتى يصير فيه جوبة ، وذلك لخلتين : إحداهما ليتعود العليل الصبر ويمتحنه ، / والثاني ليصير للرأس الحاد

**************************************************************
(1) (الجبسين) الجص والجص هو الجبسين وهو حجر رخو براق منه ابيض واحمر وممتزاج بينهما ويسمي بإفريقية جبس الفرانين وهو من الأبدان الحجرية الأرضية .... إذا عجن بالخل وطلي على الرأس حبس الرعاف ، ديسقوريدوس وإذا شرب تحجر في البطن وعرض منه خناق ولذلك ينبغي أن يستعمل في علاج من شربه ما يستعمل في علاج من شرب الفطر أي الكمأة هو أردأ من جميع أصنافها ـ بحر الجواهر ابن البيطار 1 / 159.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 136 ـ

  مكان يقوم فيه لا يزلق عنه إذا دفعناه بشدة ، ثم تضع الرأس الحاد في ذلك المكان وتغمز فيه بقوة حتى تحس بالمقدحة قد وصلت إلى فضاء عريض ، وينبغي أن يكون قدر ذهاب المقدحة إلى العمق قدر البعد الذي يكون من العنبي إلى آخر السواد.
  قال : ثم يصير المقدحة فوق الماء فإن النحاس يظهر لصفاء القرني ، ثم نزله خلف الغشاء القرني الذي فيه الماء أو تكبسه إلى أسفل ، ويمسك المقدحة عليه ساعة ثم تشيلها ، فإن صعد الماء كبسناه أيضاً حتى لا يصعد ، ثم يخرج المقدحة إخراجاً بانفتال قليلاً قليلاً ، ثم يقطر في العين شيئاً من ملح وماء ويغسل به العين ، ويضع عليها قطنة بصفرة البيض ودهن ورد ، ويشدها ويشد معها الصحيحة لئلا تتحرك الأخرى بحركتها ، غذاءه إلى السابع ، ويكون الشد بحاله إلى ذلك اليوم إلا أن يمنع مانع من وجع أو ورم حار او غير ذللاک ، ثم يحل ويجرب هل يبصر ، ولاينبغي آن يجرب هل يبصر بعد ، القدح / ساعة يقدح على المكان ، لأن ذلك يصعد بالماء سريعاً لتفرس الإنسان بالناظر وإن عرضت له حرارة فحل العين قبل السابع وزم إصلاح ما حدث.
  انطيلس قال : إذا دخلت المقدحة فليكن الرأي الحاد مائلاً إلى الزاوية الصغرى ، لأنه كذا يسلم سائر الأغشية ، ثم أدر المقدحة قليلاً قليلاً حتى تجعله فوق الماء ، ثم الكبسه إلى أسفل.
  قال : فإن كان الماء كدراً عسر الانكباس يعلق ويرجع فبدده بالمقدحة في النواحي كلها فإنه قد يبرىء إبراء تاماً ، وادفعه إلى الزاوية الصغرى أو الكبرى أو إلى فوق ، وانظر في أي مكان يحتبس أحسن وأجود ويتعلق فادفعه إليه ، وقد تعلق مرات کثيرة فوق فبراً العليل ولم يعاود.
  قال : واعلم أنه ربما قد أمعنت المقدحة فخرج الدم وجمد في ثقب العين فعرض من ذلك شيء لا يبرأ البتة.
  قال : وبعد القدح شد العينين جميعاً ، وضع عليهما دهن ورد وبيضاً ، تحلها إلا في كل ثلاثة أيام ما لم يحوجك إلى ذلك وجع أو ورم ، وإذا حللتها فاسخنها قليلا بتکميدها بماء طبيخ الورد أو ورق الخلاف ، تفعل ذلك إلى السابع أو إلى تمام سكون الوجع تم حلها ، وإن رجع في بعض هذه الأيام فأدخل المقدحة ثانية في ذلك الثقب بعينه لا في غيره ، لأن ذلك الثقب لا يلتحم البتة لأنه في غضروف.
  تياذوق : مما ينبغي أن يدعه صاحب الماء : الحجامة والسمك والحوم الضأن والصوم والنبيذ والبقول ويأكل مرة نصف النهار.
  وينفع من بدو الماء ويحد البصر أن يسحق شيئاً من حلتيت بعسل ويكتحل به

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 137 ـ

  ويأكل منه صاحب الوجع ، أو يكتحل بشيء من الفربيون أو كما ذريوس.
  للانتشار. لي : إذا كان الانتشار من ضربة يعالج بالفصد أولاً ثم يحجم الفأس ثم يوضع الأشياء الباردة وتقطرها في العين ، لأنه إنما هو ورم حار في العنبي ، وأكثرهم يسكن عنه وإن لم تعالجه في مدة عشرين يوماً ، والأجود أن تعالج وأن لا يكون في موضع مضيء لئلا تتعب العين / بالضوء تنظر فيه ، ومما يصلح أن يضمد به : ورق الهندباء المسمي سطوي (1).
  قال بختيشوع : نه جيد الانتشار من ضربة وهذا يعمل بخاصيته ، وينفعه الورد الرطب واليابس والصندل والفلفل والقرنفل والنيلوفر ، وورق الخلاف نافع جدا ، وزهرته ، فإذا سكنت الحدة فدقيق الباقلى بالشراب يعجن ويوضع عليه ، قال (2) : إنه نافع للانتشار ..
  ورأيت الغلام الأعجمي الذي كان أصابه انتشار أصاب عينه لما عالجه ابن علي بالوردي براً في عشرة أيام ، فرد إلى ها هنا نسخة وردي جيد ، والذين ينتشرون من ضربة يبصر قليلاً فقد كان ذلك الغلام ورجل آخر مغربي أصابه نشابة في عينه فانتشر يبصر قليلاً.
  العاشرة من منافع الأعضاء : قال : العلة المسماة الزرقة إنما هو إفراط يبس الرطوبة الجليدية ـ وهو أعظم آفات العين.
  لي : هذا يشبه في النظر إلى الماء إلا أنه أبيض جصي لا يشف ، راكد لا يتحرك من مكانه البتة ، فاعلم ذلك ولا تقدحه ، قال : والمقدحة تجيء وتذهب في مکان واسع وتري من جميع النواحي.
  لي : هذا المكان هو الموضع الذي يؤخذ فيه القرني عن العنبي حتى صار يشبه الصنج (3).
  لي : في هذا الموضع من الكتاب حجة على من توهم أن الماء داخل العنبي ، فإنه قد صرح بذلك.
  لي : وقال في ما بال : من أصابه الماء من ضربة لم يبرأ ، وهذا إنما يكون لأن

**************************************************************
(1) (سطوني) نبات ثمره وورقه يقبضان ... وإذا تضمد بورقه نفع من اتساع ثقب حجاب العين الذي يقال له العنبي العارض من ضربة وهو الذي يقال له باليونانية سحنس وقطع نزف الدم ، وقال نقلا عن جالينوس وإذا ضمدت به (بسطوني) العين نفع من اتساع الحدقة وهو الانتشار متى كان ذلك إنما يحدث عن ضربة ـ الجامع للمفردات.
(2) آراد به دياسقوريدوس.
(3) الصنج ـ بضمتين : قصاع الشيزي.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 138 ـ

  الأنبوب الموضوع على البيضة يتخرق فيدخل إلى الثقب متى قدح ماء آخر.
  لي : كان ابن فراس يتخيل مثل البقة مدة طويلة ولم تكن في عينيه كدورة إلا أنه كان دائماً ، وهذا يدل على أنه کان قدام الجليدي في طرف البيضية أو القرني شيء يوجب ذلك.
  مسائل الفصول (1) : قال : مقدار ثقب العنبي يكون بقدر الرطوبات / فإن أفرطت كلا مددتها مدا شديدا فاتسع لذلك وبالضد.
  المقالة الرابعة من العلل والأعراض : قال : صغر ثقبتي العنبي يكون إما لنقصان البيضية في عدم التمدد ، وإما من ترطب الطبقة العنبية فتكمش ، قال : وسعة الحدقة تكون إما لرطوبة كثيرة تمدد العنبية وهى كثرة الرطوبة البيضية ، وإما لأن يكون هذا التمدد وقع في العنبي نفسه.
  قال : والطبقة العنبية تتمدد إما من ورم يعرض لها ، وإما من يبس ، وإما لكثرة للسعة الكائنة بسبب الورم الحار وغيره مما يلي لعبر العنبية فمددها فإنه يبرأ.
  لي : قد بان من كلامه أن للانتشار ثلاثة أسباب وللضيق سببان ، قال : والرطوبة البيضية إن غلظت نقصت من جودة البصر ، وإن غلظت غلظاً كثيراً كحالها المسماة نزول الماء عاقب البصر ، وإن وقع هذا الغلظ في الثقب كله لكن حواليه أبصر من به ذلك الأشياء أصغر مما هي ، لأن حدقته قد ضاقت ، وإن وقع ذلك في الوسط أبصر في الذي يبصره كوة ، لأن عينه لا يقع على بعض ما ينظر إليه ويقع على حوالي المواضع الذي يبصره فيظن أن ما لا يبصره ليس كوة هو ، فإن كانت / هذه الرطوبة كله الغليظة مبددة في مواضع كوة من الحدقة رأى كأن بقا يطير أو ذراً أو شكل أمر ، قال : ورأيت غلاماً عرض له أن أصاب عينه حديدة حارة فسالت البيضية وتكمش ثقب حدقته من ساعته وصغرت وتكمشت القرنية أيضاً بأجمعها ، إلا أنه لما عولج اجتمعت هذه الرطوبة وبرأ ، إلا أن هذا أمر نادر قليل ، فأما في أكثر الأمر فيتبع سيلان هذه العمي.
  السابعة من منافع الأعضاء : قال : الذين ينزل في عيونهم الماء ينبغي أن ينظر هل يتسع الناظر إذا غمضت العين الأخرى فإن كان لا يتسع فإن القدح لا ينفعه ، لأن مع ذلك سدة. لي : ينظر في هذا.

**************************************************************
(1) كتاب الفصول لأبقراط فسره جالينوس جعله في سبع مقالات ، لعل الرازي أراده بلفظ مسائل الفصول.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 139 ـ

  لي : دواء جيد للانتشار من ضربة : يعجن دقيق الباقلى ويضمد به ، فإنه جيد جداً.
  أريباسيس : يصلح لضيق الحدقة شياف يتخذ من الأس والزعفران.
  لي : عماد هذا على الملينات القوية منها ، لأن القوي صلب.
  لي : والعلة المسماة زرقة وهي أن ينظر في ثقب العنبي فيرى كأن ذلك الموضع من الجزء العنبي هو أزرق ، فإن كان العنبي كله أزرق فلذلك الموضع يكون أشد زرقة حتى يستبين ذللک ، وصاحبه لا يبصر / إذا استحكم ويضعف بصره إذا بدا ، وإنما هو جفوف وغلظ يعرض للجليدي. لي : ضيق الحدقة يكون من يبس.
  لي : إذا حدث من القدح في العين دم فلا تبال به البتة لكن المزجه بالماء بالضرب بالمقدحة ويكبسها جميعاً إلى أسفل ، وربما كان الماء عسر الوقوف فيمد منه عمداً بأن يغمز المقدحة إلى ناحية الزاوية الصغرى فضل غمز ، ثم يمزجها جميعاً ويكبسها.
  لي : اعلم أن ضيق الحدقة يكون من اليبس والرطوبة فاعلم التدبير والسحنة ، ثم عليك بالعلاج.
  ذكرت هذا بعد : إذا كان مع ضيق الحدقة ضعف البصر فالعلة من يبس ، لأن ضيق الثقب لا يكون علة لسوء البصر البتة فى شىء من الأحوال كذا.
  قال جالينوس : بل نما يکون ذللک بالعرض ، لان ضيقه دليل على يبس قد نال الجليدي أيضاً لقلة البيضى ، وإذا كان إنما يضيق لكثرة البيضي فالجليدية بحالها الطبيعية ، فالثقب يزداد جودة فى البصر.
  الثالثة من قاطاجانس : (1) قال : المعز تقدح عيونها بآلة دقيقة ، وفي خلال كلامه أن ذلك لا ينفع في قدح أعين الناس.
  لي : إذا رأيت مع ضيق الحدقة العين كلها ضامرة نحيفة فالعلة من جفاف رطوبات العين وقلة اغتذائها ، وإذا كانت العين مع ذلك سمينة منتفخة ـ وقل ما يكون ـ فالعلة من ترطيب العنبية فلذلك استرخت ، فيکمش الثقب.
  لي : تفقدت غير واحد فرأيت أحداقهم ليست خالصة الصفاء بل كدرة ضبابية وأحسب الروزكور بالضد.
  قاطيطريون (2) قال : من اينظر في عينيه الماء وغيره ونحوه من جميع مايعالج

**************************************************************
(1) قال صاحب العيون : قاطاجانس کتاب من مصنفات جالينوس عيون الانباء 1 / 82.
(2) قاطيطريون کتاب لابقراط ، ومعناه حانوت الطبيب وهو ثلاث مقالات ويستفاد من هذا الکتاب ما يحتاج إليه من أعمال الطب التي تختص بعمل اليدين من دون غيرهما من الربط والشد والجبر والخياطة ورد الخلع والتنطيل والتكميد وجميع ما يحتاج إليه ـ عيون .

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 140 ـ

  بالحديد فينبغي أن تميله وتزيله عن استقبال الشمس ، / وبالجملة فافعل ذلك لجميع من يعتل عينه وذلك أنه ليس يمكننا استقصاء تعرف ما يحدث فى العين من العلل والعليل مواجه للضوء لاستقصاء معالجته ، ولذلك ينبغي أن يهرب في علاج العين باليد وفي تعرف ما بها من العلل من مواجهة الضوء ويتحرى أن يكون إما مستدبراً للضوء وإما زابلاً من مواجهته ، وقولي هذا إنما هو لما في داخل الجفن فإن الأجفان قد يمكن أن تعالج والإنسان مستقبل للضوء نحو قطع الجفن والشرناق ، وبالجملة كل علاج يحتاج الطبيب فيه إلى أن تكون العين مفتوحة الأجفان ، فأما إن كانت العين قد رمدت رمدر شديداً أو كانت فيها قرحة فإن المعالج ينبغي أن يكون محول الوجه عن الضوء أصلاً في وقت علته خلا الوقت الذي يريد الطبيب أن يقطر في عينه الدواء فإن في ذلك الوقت ينبغى أن يميل إلى الضوء ليراها حسناً ولا يستقبله ، وكذلك إذا أراد أن يكشط ظفرة أو تقدح أو تعالج بنحو هذا فإنه ينبغي أن يجلس العليل جلسة تسلم بها الحدقة من مصاكة الضوء وملاقاته ولا يحول بين الطبيب وبين جودة النظر واستقصائه.
  قال : من يقدح عينه إن لم يحفظ شكله الذي يحتاج إليه الطبيب وأخذ يتحرك ويتمدد تمدداً شديداً حتى يملا وجهه الدم کان ذلک رديناً جداً.
  من كتاب العين : قال : الثقب يتسع إما من الطبع وإما من / مرض ، والمرض يكون لامتداد العنبية ، وتمددها يعرض إما ليبس وإما لورم وإما لكثرة الرطوبة البيضية ، وضيقه يعرض إما بالطبع وإما لمرض ، ومرضه الذي يضيقه قلة البيضية أو ترطب الطبقة العنبية.
  تجارب البيمارستان : العين المقدوحة ترى الماء فيها يترجرج تحت القرني أو تحت الناظر أو حواليه وقد براً غير واحد من الانتشار ، وابتداء الماء بالاكتحال بالحلتيت والأكل منه وهو عجيب في جلاء البصر.
  لي : معجون جيد للماء في ابتدائه يبرئه ان شاء الله : وج حالتيت زنجبيل بزر الرازيانج ، يجمع بعسل ويستعمل کل يوم بندقة.
  قال : عصارة البصل إذا اكتحل بها للماء النازل فى العين نفعت من الماء جداً ، بزر الرازيانج نافع لمن ينزل الماء في عينيه والرازيانج كله ، والسكبينج أبلغ الأدوية للماء النازل في العين.
  لي : يستعمل في الانتشار ورق الخلاف إن ضمد به العين بعد أن يدق ينفع من الانتشار الحادث من ضربة.
  لي : يعصر ويجفف ويستعمل مع الورد شيافاً لذلك أو كحلا / فإنه بليغ.
  المرارات تحد البصر ، وفضل التي فيها مرة حمراء اللون على التي فيها خضراء

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 141 ـ

  کثير جداً في الحدة ويخلط بها للعين ماء الرازيانج وردهان بلسان وسکبينج وعسل.
  جوامع الأعضاء الألمة : قال : العلة المسماة الزرقة تحدث عن يبس الجليدية.
  لي : قد رايت رجلا ضعيف البصر فتفرست في ناظره فرايته کدرة زرقاء ثم جعلت أدمن النظر إليه أشهراً هل يزيد الظني أنه ابتداء ماء فكان بحاله فحدست أنها الزرقة فأقبلت عليه بالترطيب بكل حيلة فكان أصلح إلا أنه لم يبرء برءاً تاماً. جدا.
  دياسقوريدوس : النفط جيد للماء في العين ، دقيق الباقلي إذا عجن بشراب وضمد به کان بليغ النفع من الانتشار الحادث من ضربة.
  دياسقوريدوس : عصارة بخور (1) مريم او ورقه ان خلط بعسل / او کحل آذهب الماء البتة ، والشو نيز اذا سحق وخلط بلدهن الايرسا وسعط به نفع من ابتداء الماء في العين جداً ، والحلتيت إن خلط بعسل أو اكتحل به أذهب ابتداء الماء ، والسكبينج يذهب بابتداء الماء وهو نافذ فى ذلك جداً.
  لي : الفربيون له قوة جالية للماء العارض في العين إلا أن لذعه لها يدوم النهار کله فلذلل يخلط بعسل او بغيره ويدخل في الاشياف ليکسر (2) من حدته.
  ابن ماسويه : قال : الزعفران خاصيته إذهاب الزرقة العارضة / بعقب المرض.
  لي : يعني الماء. لي : لولا أن الماء قد يزيد ويستحكم اجتماعه بعقب الحجامة وخاصة على النقرة وأكل السمك ولذلك نأمر بذلك إذا أبطأ اجتماعه وأنه قد يعرض بلا ضربة لعلة أنه ليس من أمراض سوء المزاج البتة ولكن من أجل ذلك يعلم أنه قد يكون من انتفاخ أنبوب العنبي وإنما يكون لسقطة أو ضربة وهو جزء من الرطوبة البيضية والآخر من بخار البيضية إذا غلظ ولم يلطف فيتحلل ويخرج من نفس بدن القرنية وكذلك أرى أن الأدوية القوية التحليل اللطيفة نافعة منه خاصة بعقب تكميد

**************************************************************
(1) لعل "بخور" سقط منه اي عصارة اصل بخور مريم ، وبخور مريم يعرف بافريقية بخبر المشايخ وأهل الشام يعرفونه بالركف ، له ورق شبيه بورق قسوس وفي الورق آثار لونها إلى البياض .. عليها زهر شبيه بالورد الأحمر .. وله أصل أسود شبيه في شكله بالشلجم إلى العرض مائل ، وقال نقلاً عن ديسقوريدوس إذا شرب الأصل مع الشراب المسمى أدرومالي أسهل بلغماً كثيراً وکيموسا رديا .. واذا خلط ماؤه بعسل واکتحل به وافق الماء العارض في العين وضعف البصر الجامع للمفردات ـ
(2) ولهذا الصمغ (أي لفربيون) إذا اكتحل به قوة جالية للماء العارض في العين إلا أن لذعه لها يدوم النهار کله ولذلله يخلط بالعسل والشيافات على قدر افراط حد ته ـ ابن البيطار 3 / 158.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 142 ـ

  العين وکل ما يسخن الرأس کالشراب الصرف العتيق القليل وتکميد العين باليا بس وتقليل الغذاء وتجفيف البدن وإسخانه وتحليل البخار الذي قد بدأ يجتمع وخاصة إن أعين ببعض الأشياف المحللة.
  حنين : اتساع ثقب العنبي العرضي يكون من شيء يمددها ، وتمددها إما لورم يحدث فيها من ضربة أو غيرها وإما من كثرة الرطوبة البيضية وإما من يبس فيها فيمدد لذلك ثقبتها ، وضيقها يكون إما من رطوبة العنبية وإما من قلة البيضية ، وقد يعرض أن يري شبه البق والشعر وليس لابتداء ماء لکن لجفوف البيضية في بعض المواضع.
  لي : الفرق بينهما أن يكون ، بعقب سخونة نالت البدن وبعقب / نقصان من العين وقلة رطوبتها البيضية حتى يظهر النقصان عليها يحرز إن شاء الله.
  لي : جميع هذه التخيلات أربعة ضروب إما لابتداء ماء وإما لشيء في المعدة وإما لجفاف البيضية وإما لذكاء الحس.
  لي : شياف عجيب استخراجي على ما رأيت في کتاب غريب : ينقع شحم الحنظل في الماء ثم يعقد ذلك الماء ويؤخذ مرارة تيس فتجفف في جامة ويؤخذ من المرارة عشرة دراهم وعقيد شحم الحنظل في الماء درهمان ونوشادر مثقال وفربيون مثقال يجمع الجميع بدرهم سکبينج ويشيف ويحل بماء الرازيانج ويکتحل به ان شاء الله ، للماء تؤخذ الجلدة الخضراء التي تكون على قانصة الحبارى فتنظف وتجفف في الظل ويجاد سحقها ويکتحل به مع العسل ينفع من نزول الماء في العين.
  شياف المرارات المختصر النافع : يؤخذ زنجبيل وفلفل ودار فلفل ودارصيني ودردي محرق ووج وصمغ الزيتون البري وعروق الصباغين ورماد الخفاش ورماد الخطاطيف محرقة بنوشادر اوفر بيون وحلتيت وسکبينج فيس حق في هاون نعماً ثم يسقى بمرارة الماعز ومرارة الشبوط حتى يعجن ثم يتخذ شيافا بمرارة ماعز ومرارة شبوط والكحله بماء السذاب فإنه كاف.
  تشريح الأحياء : المرض المعروف بالزرقة المزمنة نتو جمود الرطوبة الجليدية وانعقادها ويحداث منها عمي تام.
  مسيح : ما زاد من أدوية الماء الداخلة في شياف المرارات دم الورل (1) زنجبيل

**************************************************************
(1) الورل هو العظيم من أشكال الوزع وسام أبرص والطويل الذنب الصغير الرأس وهو غير الضب لحمه حار جداً ويسمن بقوته وشحمه وخصوصاً قضيفات النساء وله قوة جذب للسلاء والشوك وزبله مجرب لبياض العين وکذا زبل الضب ، وقال نقلاً عن الرازي وشحمه اذا دللا به الذکر فانه يعظم ويکون دلکه شديداً ـ الجامع للمفردات : / 193.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 143 ـ

  فلفل الخطاطيف شرذق سلخ الحية. قال : إذا اتسع الناظر من غير أن يتغير لونه رأى 32 صاحبه الأشياء أصغر فافصد / قيفاله في ذلك الجانب ، أو احجم أخدعيه ، ثم أسهله ثم انطل رأسه وعينه بماء البحر أو بماء وملح وخل ممزوج ، وقطر في العين لبن امرأة بعد أن يكحل بالأكحال التي تعرف بالسنبلية ، وأما من يرى الأشياء أصغر فليدوم غمز رأسه وعينيه وينطل بماء عذاب فاتر ويدهن الرأس بدهن البنفسج والخيري ويک حل بکحل مضاض حاد.
  للماء : يؤخذ الجلد الخضراء التي تکون من قانصة الحباري فينظف ويجفف في الظل ثم ايجاد سحقها ويکحل للماء فإنه عجيب دياسقوريدوس : ماء البصل إذا اکتحل به مع عسل ينفع من ابتداء الماء.
  دياسقوريدوس : الحلتيت إذا اكتحل بعد أن يخلط بالعسل نفع من ابتداء الماء.
  جالينوس : عصارة نافعة من الماء النازل في العين.
  بولس : شحم الأفعى يمنع من نزول الماء في العين ، المرارات القوية تصلح لابتداء نزول الماء في العين والسکبينج يشفي الماء النازل في العين.
  دياسقوريدوس ، قال : السکبينج آفضل الأدوية للماء النازل في العين ، والعقرب البحري خير له.
  دياسقوريدوس : وعروق الصباغين وعصارتها جيدة لبدو الماء في العين.
  استخراج. لي : على رأي جالينوس عصارة بخور مريم ان اکتحل به مع عسل نفع من نزول الماء في العين.
  دياسقوريدوس وجالينوس ، فرفيون ، قال : د لهذه الصمغة قوة جالبة للماء في العين إلا أن لذعها إياها يدوم النهار كله ولذلك تخلط بالعسل وتخلط بالأشياف الفاعلة لذلك ، النفط (1) نافع للماء في العين ، والرازيانج نافع لمن نزل في عينه الماء.
  جالينوس قال : الشونيز إن أسعط به بعد أن يخلط بدهن الأيرسا / وافق ابتداء نزول الماء في العين.
  دياسقوريدوس : لبن التين البري وعصارة ورقه اذا اکتبحل به مع العسل نافع لابتداء الماء في العين.
  حنين ، قال بولسي : زعم جالينوس آن دماغ الخفاش مع عسل اينفع من ابتداء نزول الماء في العين.

**************************************************************
(1) والنفط (بالكسر والفتح ـ بحر الجواهر) هو صفوة القير البابلي ولونه أبيض وقد يوجد منه أيضاً ما هو أسود وله قوة تستلب بها النار فإنه يستوقد من النار وإن لم يماسها وهو نافع من بياض العين ـ الجامع للمفردات

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 144 ـ

  استخراج ، شياف المرارات المختصر النافع : يؤخذ زنجبيل فلفل دار فلفل دار صيني دردي محرق وج صمغ الزيتون البري عروق الصباغين رماد الخفافيش رماد الخطاطيف محرقة نوشادر فرابيون حالتيت سکبينج فيس حق في هاون نعما ثم يسقي مرارة الماعز ومرارة الشبوط حتى يعجن ويکتحل به بماء السذاب ، آو خذ فرابيونا جزءاً   فلفلاً أربعة أجزاء فاجعل منها شيافاً بمرارة الماعز ومرارة الشبوط ويكتحل به بماء السذاب فإنه نافع.
  من العلل والأعراض : ينبغي أن ينظر أولاً إلى من في عينيه ماء هل يتسع ثقب أحد عينيه إذا فتح الأخرى فإذا كان كذلك نظرت هل يقدح الماء أم لا وذلك أنه إن عدم الخلة الأولى لم يبصر وإن قدح ، لأن هناك سدة في العصبة المجوفة ، ويفرق بين الخيالات التي ترى مثل البق وغيره إذا كان من الماء ، وإذا كان من غلظ منقطع في الرطوبة الجليدية بل الذي يکون من الماء يکون على حالة واحدة دائما والذي عن الرطوبة البيضية يكون في بعض الأحيان أخف.
  / الأعضاء الآلامة : الخيالات التي تتقدم نزول الماء في العين قد تكون عن الدماغ ، قال : وليست تكون هذه الخيالات دائمة وتكون عند نزول الافة بالموضع المتخيل من الدماغ ، وقد تكون بمشاركة العلة للمعدة ، ويفرق بينه وبين الذي يخص العين التي تريد أن تنزل فيها ماء بأن الذي من المعدة في العينين جميعاً سواء ، والذي يخص العين إما في عين واحدة وإما غير مستوي فيهما ، ولا يكاد يستوي الأمر فيهما ، وإن كانت العلة متطاولة الزمان فهى تخص العين أيضاً ، وإن كانت قريبة العهد فيجوز أن يكون بمشاركة المعدة وقد تكون من الدماغ ، وإن كانت تدوم على حالة واحدة فالعلة في العين وإن كانت تزيد وتنقص فالعلة بمشاركة المعدة ، وإن كان إذا شرب إيارج الفيقرا انتفع به فالعلة في المعدة ، وإن كان لا ينتفع بذلك فالعلة تخص العين.
  / قال جالينوس في الأدوية المقابلة للأدواء (1) : إن المر (2) القتال الذي يخلط به لبن بعض اليتوعات القاتلة تفشل الماء إذا كان رقيقاً مبتدياً.
  جالينوس في الترياق الى قيصر : ان دم الخفاش اذا خلط بعسل واکتحل به نفع من نزول الماء في العين ، وكذلك يفعل دماغ الشاة ، وقال فيه أيضا : إن مرارة

**************************************************************
(1) هو كتاب الأدوية المقابلة للأدواء لجالينوس جعله في مقالتين ووصف في المقالة الأولى منه أمر الترياق وفي المقالة الثانية منه أمر سائر المعجونات ـ عيون الأنباء 1 / 98.
(2) الأدوية المقابلة للأدواء هو (المر) صنفان ويخلط به لبن شجرة بأرض فارس وهي شجرة قتالة فيصير هذا المر إن كان قتالا لكنه عجيب في الأكحال لأنه يحلل المدة بغير الذع وربما جفف الماء في ابتدائه إذا كان رقيقاً ، وقال عن الرازي : ولذلك هو من أدوية العين وقد يخلط بالقوابض فيوصلها ـ الجامع للمفردات : / 5 : 1.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 145 ـ

  الضبع (1) العرجاء تنفع من نزول الماء إذا خلطت بعسل واكتحل بها من كتاب العلامات : إذا أردت النظر إلى الماء الذي في العين / فشل الجفن الأعلى ومره أن ينظر إلى فمه أسفل وادلك العين بإبهامك فإن ذلك أبين لأنه عند الحركة تتبين طبيعة الماء ، فإذا رأيته ينفذ فيه البصر فهو طيب ، وإن كان غليظاً كدراً فهو رديء.
  الميامر ، قال : أقدم أدوية الماء المرارات وشياف المر.
  قال جالينوس : ضمان أدوية المرارات عظيم ، وأما فعلها فكثيراً ما لا يتبين منه شيء إلى خسيس جداً.
  من الأكحال الممتحنة : شياف لبدو نزول الماء وهو يقلع البياض وينفع الانتشار ، يؤخذ مرارة نسر فيجعل في سكرجة (2) ويجعل درهم حلتيت في صرة وتدلکه فيه وهو مسخن حتى ينحل کله فيه ثم يلقي فيه درهم بلسان ثم تدعه حتى يغلظ وتجعله شيافا وارفعه فانه عجيب من العجب. لي : في هذا صلاح له.
  مجهول ، قال : أقم من بعينه ماء بين يديك محاذياً للشمس وضع إبهامك على جفنه الأعلى ثم ارفع يديك سريعاً وانظر إلى الماء فإن لم تره يتحرك حين رفعت يدك وحركته فإنه يقدح وأما الذي يتفرق ويجتمع فلا علاج له.
  حنين ، قال : الماء يكون فيما بين العنبي والرطوبة الجليدية وهي رطوبة غليظة تجمد في ثقب العنبي فتحجر بين الجليدي وبين البصر ويستدل على ابتدائها وهو أصعب ، لأنه إذا استحكم سهلت المعرفة أن يرى من قد أصابه ذلك ولم يستحكم قدام عينيه شبه البق الصغار يطير أو يرون شبه الشعر أو شعاعاً فإذا كملت الآفة ذهب البصر البتة ، وألوان الماء مختلفة : فمنه ما يشبه الهواء ومنه ما يشبه الزجاج ومنه أبيض ومنه أخضر ومنه بلون السماء ومنه يميل إلى الزرقة ، وهذا إذا كان الماء شديد الجمود وهذا النوع أعني شديد الجمود لا يكاد يبرأ بالقدح ، وينبغي قبل القدح أن تأمر بتغميض إحدى العينين فإن لم يتسع ثقب الأخرى العليلة لم يتعينا في القدح لأنه وإن قدح قدحاً صالحاً لم يبصر ، لأن علة ذهاب البصر حينئذ ليست هي الماء بل العلة في

**************************************************************
(1) مراد الأطباء بالضبع العرجاء الهرمة فإن الضبع إذا هرمت صارت عرجاء فالعرج من علامة هرمها حارة يابسة في الثانية طبيخها بالماء والشبت ينفع من وجع المفاصل إذا جلس فيه نفعا بينا ، قال الدميري ومن عجيب أمرها أنها كالأرنب يكون سنة ذكراً وسنة أنثى فيقلح في حال الذكورة وتلد في حال الأنوثة ـ بحر الجواهر.
(2) قال صاحب بحر الجواهر : السكرجة المطلقة ستة أساطير وربع وقيل أربعة وعشرون قسطا والسكرجة الكبيرة تسع أواق والسكرجة الصغيرة ثلاثة أواق والسكرجة اليهودية نصف قسط.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 146 ـ

  من علل تكون في المعدة ويفرق بينهما آنه متى کان التخيل في العينين جميعاً معاً او بعين واحدة ، وهل تخايل إحدى العينين مثل تخايل الأخرى / سواء ، فإنه إن كان التخيل في إحدى العينين او کان فيهما جميعاً غير متساو فالعلة في العين ، وان کان التخيل في العينين جميعاً وبالاستواء فيهما فالعلة من المعدة.
  وأيضاً سل عن الوقت فإن كان قد مضى له ثلاثة أشهر أو أربعة منذ كان التخيل ومع ذلك ليس بالحدقة ضباب (1) ولا كدر لكنها صافية فالعلة عن المعدة وإن كان لم يمض للتخيل زمان طويل فانظر هل التخيل دائم او يخف في بعض الاحيان ويثقل في بعض ، فإن دوامه دليل الماء ، وسكونه وخفته وقتاً بعد وقت دليل ألم المعدة ، وخاصة إن كان هيجانه عند التخم وسكونه عند حسن الاستمراء أو التخفيف من الطعام ، وإذا كان مع كون التخيل يجد صاحبه في معدته لذعاً أو تقيأ الفضلة اللذاعة سكن التخيل فانه دليل المعدة ، وان کان اينتفع بالفيقرا ويسکن ذلالک التخيل فذالک دليل انه عن المعدة وهذا الدواء شفاؤه ، والذي يكون عن الماء فلا يسكن بالفيقرا.
  علاج الماء : قال : يفرغ البدن ثم الرأس ويلطف الغذاء ويستعمل الأدوية التي تقع فيها المرارات وماء الرازيانج والحلتيت والعسل ودهن البلسان والفلفل والأشق ، قال : والأدوية النافعة للماء تتخذ / من المرارات وعصارة الرازيانج والحلتيت والعسل ودهن البلسان ونحو ذلك وكل هذه تنفع من ضعف البصر ومن ابتداء الماء لأنها. تلطف وتسخن وتنقي.
  الأعضاء الآلامة : يفرق بين الخيالات إذا كانت فى العين لابتداء الماء وبين الكائنة عن المعدة بأن الكائنة عن المعدة تكون فى العينين جميعاً على مثال واحد ، والذي يخص العين لايکاد يجتمع لکليهما ، وإن أجتمع فلا يستوي حالهما فيه ، فإن كانت للخيالات مدة ثلاثة أشهر أو أربعة وكانت الحدقة مع ذلك صافية نيرة من الضبابة فالعلة عن المعدة ، وإن لم يمض لذلك هذا الوقت فانظر هل تلك الخيالات دائمة منذ حدثت ، فإن الدائمة تدل على الماء فى العين ، وغير الدائمة على علة المعدة ، وخاصة إن كان إذا خف بطنه واستمراً غذاءه حسناً لم يحس بها ، وإذا كان يحس بها بعقب لذع في المعدة ، ويسکن عنها اذا هو تقياها على المکان فان هذا وکيد ، وتجد قوما ليست الحدقة منهم بالطبع صافية فلا تعجل حتى يجتمع الى ذلل سائر الدلائل وانظر هل العينان جميعاً على مثال واحد فإنه إذا كان على مثال واحد فأحرى أن لا تكون كدرة من أجل الماء لكن من أجل طبيعتهما ، وأقل غذاء من يتخيل

**************************************************************
(1) ضباب ـ بالفتح : ندي کالغبار يغشى الارض بالغدوات وقيل سحاب يغشى الارض رقيق کالدخان.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 147 ـ

  أيضاً هذه الخيالات وسله بعد استمرائه هل يرى ذلك أو هل نقص / ما رأى فإن كان كذلك فهو عن المعدة ، وإن كان عن المعدة سهل برؤه بشراب هذا الإيارج وجودة استمراء الغذاء.
  انطيلس قال : الماء يعرض في العين يعين عليه برودة المزاج وبرد الهواء ورطوبة العين ، والذي يقدح هو المعتدل الجمود ، فأما الجامد والمترقق جداً فلا يقدح ، والذي إذا غمزات ابها ملک على الجفان وحرکته ورفعت الجفان فلم تره قد تفرق ثم عاد ورجع لکن بقى بحاله لا يتحرك فهو جامد ، قال : والذي لونه لون الحديد والأسراب فإنه معتدل الجمود فليقدح ، وأما الذي لونه مثل الجبسين أو كلون البرد فإنه شديد الجمود فلا يقدح.
  لي : ينظر في هذا من الكتاب المجموع. قال : من كان بعينه ماء فلا يتقيأ فإنه ينجلب بالقىء إليها مادة.
  قال انطليس في القدح : يجلس العليل في الظل وفي موضع يحاذي وجهه قرص الشمس وي مسلک رأسه ويأمره بمد حد قته الى الزاوية العظمي مع قطر الميل شبيه فك الطرف كله إلى العين / بلغ الناظر ثم خذ مثل رحى الرأس فاكبس الموضع الذي تريد أن تضع عليه المقدح ليصير له جوبة ولا يزول رأس المقدح غمزت عليه وقدر رأس المقدح بقدر ما يبلغ الحدقة أو يحوزها قدر شعيرة ولا يكون أطول من ذلك لأنه إن كان أطول من ذلك فشد عليه شيئاً والأجود أن يكون ذلك برمانات من صفر تركبها وتنزعها متى شئت ثم انکي على المقدح حتى يخرق الملتحم والقرني فان العنبي يندفع له ولا العين قطنة وغمضها (1) حتى تستوي الحدقة ودع المقدح في موضعه ثم افتحها وانظر اين تري رأسه فان کان لم يبلغ موضع الماء فاغمزه قليلاً وإن كان قد جاوزه فجرّه قليلاً إلى خلف حتى يكون مع الماء سواء فإذا فعلت ذلك فشل أسفل المقدحة قليلاً قليلاً فإن رأسه ينكبس ولا تزال تفعل ذلك بذنب المقدحة على / ما تحتاج إليه واقصد أن يغمر الماء إلى أسفل فإن كان عسراً يرجع إذا غمزته فبدده في النواحي أين سهل عليك حتى يبصر من ساعته فلذا فرغت فضع على العين بياض البيض ودهن الورد ثلاثة أيام ويکون نائماً على القفا ثم بعد ذلك الكحله بالشياف الأبيض لأن العين لا بد أن يهيج ، فإذا قدحت فشد العين التي لا تقدح ، وكذلك عند النوم على القفا شد العين الأخرى وينام في بيت مظلم وتعاهده بالنظر لتعرف حاله ، وانظر آن لايهيج به عطاس ولايتکلم ولا

**************************************************************
(1) ربما جربوا ذلك (القدح) بوجه آخر وهو أن يوضع على العين قطنة وينفخ فيها نفخ شديد ثم ينحى وينظر بسرعة هل يرى في الماء حركة فإن رأى فهو منقدح ـ القانون 2 / 181 .

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 148 ـ

  يسعل ولا تحله إلى ثلاثة أيام إلا أن يحدث أمر يوجب ذلك فإن احتجت أن تعيد فيه المقدح ففي ذلك الثقب بعينه لأنه لا يلتحم سريعاً.
  قاطيطريون (1) ، قال جالينوس : إن القادح يحتاج أن يمسك الماء تحت المقدحة مدة طويلة في الموضع الذي تريد أن تستقر فيه حتى يلتزق بذلك الموضع التزاقاً عظيما.
  العلل والأعراض : قال : إن ملاك القدح وجودته أن يكون قليل الوجع ، قال : ولا ينبغي آن يکون في موضع غالب الضوء ولايقابل الشمس على التحقيق لکن يزول عنها قليلا
  قال انطيلس : وقوم بطوا أسفل الحدقة وأخرجوا الماء ، قال : وهذا إنما يكون في الماء اللطيف ، وأما في الغليظ فلا لأن الرطوبة البيضية تسيل مع ذلك الماء ، وقوم أدخلوا في مكان القدح أنبوب زجاج ومصوه فامتصوا الرطوبة البيضية معه.
  الإسكندر قال : مرارة الضبع نافعة لمن نزل في عينه الماء ، وكذلك مرارة الذئب فإنها قوية تمر فيه وفي جميع الغشاوات في العين ، ومرارة النسر إذا خلطت مع فراسيون ، وإن صبت مرارة الأرنب في عين من به الماء أبرأه ، قال : ومرارة الكلب تنفع لمن في عينه لحم ميت ، وتمنع بدو نزول الماء في العين والقديم النازل ، والبياض ينفعه عصارة أناغالس بعسل ، وماء رازيانج نفعت نفعاً عظيماً وأجود المرارات مرارة الطائر. لي : شياف المرارات : مرارة الماعز تعقد ويلقي فيها لکل أوقية درهماً حلتيت ودرهم من عصارة أناغالس مع عسل ، وزبل الفار جيد للماء.
  أيشوع بخت ، قال : الماء الذي يتفرق ويعود سريعاً جداً إلى حاله لا ينجع فيه لاي (2) القدح.
  ابن سرابيون قال : الماء يحدث فى ثقب العنبى بين الطبقة العنبية إلى الرطوبة الجليدية لي : قد قارب الحق وقد فرغنا نحن مکان الماء على التحقيق.
  قال : والصافي النير فإنه يقدح والماء الكدر فلا ، قال : ويصلح لهذه العلة في الابتداء الإيارجات الكبار ونحو ذلك ، ومن الشيافات الاصطفطيقان والغريز ، والأنفع فيها شياف المرارات ، وكل مرارة إذا خلطت بالعسل وماء الرازيانج نفعت نفعاً عظيماً وأجودها مرارة الطيور.

**************************************************************
(1) قال جالينوس في قاطيطريون. وقاطيطريون اي حانوت الطبيب وهو کتاب لابقراط يشتمل على ثلاث مقالات ... وقال جالينوس إن أبقراط بنى أمره على أن هذا الكتاب أول كتاب يقرأ من كتبه وكذلك يظن به جميع المفسرين وأنا واحد منهم وسماه الحانوت الذي يجلس فيه الطبيب لعلاج المرضى والأجود أن تجعل ترجمته كتاب الأشياء التي تعمل في حانوت الطبيب ـ عيون الأنباء 1 / 22.
(2) هو اذان الفار.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 149 ـ

  لي : شياف المرارات : تؤخذ مرارة الماعز فتعقد ويلقى فيها لكل أوقية درهماً حالتيت ودرهم فرابيون ويحلان في ماء السذاب ويمرخ به ويشيف فانه عجيب. من كناش مسيح ، إذا كانت الخيالات ترى من نوع واحد دائماً فالعلة تخص العين وبالضد.
  قال : إذا كان الماء مستحكماً فلم يبصر العليل لا بالليل ولا بالنهار وکان صحيحا قوي البدن ليس به صداع ولا سعال ولا زکام وکان ممن يضبط نفسه على الغضب والحركة والشراب والجماع فليقدح بثقة ، وإلا فإن علاجه فضل لأنه إما أن يرجع الماء لهذه الأسباب التي ذكرنا وإما أن يشتد وجعه لا سيما إن كان به صداع.
  دقيق الباقلي لذا عجن بالشراب نافع من اتساع ثقب الحد قة. دياسقوريدوس : وجدت في قرابادين عتيق آن شياف المرارات نافع للانتشار ، ورأيت في الجامع وغيره من الكتب ما صح به عندي صحة قوية أن الأدوية النافعة لنزول الماء في العين هي بعينها نافع للانتشار.
  كحل أصبته في الجامع ينفع من ابتداء نزول الماء وابتداء الانتشار هكذا وصف ، ويقوم هذا الشياف مقام شياف المرارات اينفع من الانتشار وينفع منه المرارات مفردة إذا جعلت شيافا مع ماء الرازيانج والشهد وغير ذلك إذا كحل بها رطبا والصموغ وغير ذلك من أدوية الماء ، وهذه صفة الكحل : يؤخذ سذاب بري أو بستاني ـ إن لم تصب برياً ـ وبورق أرمني وبزر الفجل وصبر وزعفران وملح هندي / وخردل وفلفل أسود ثلاثة ثلاثة در اهم بزر النا نخواه ونوشادر وزنجار من کل واحد در همان ونصف ونوي الهليلج الكابلي المحرق وبزر الرازيانج وفلفل أبيض وزبد البحر من كل واحد أوزن أربعة دراهم قليميا الذهب ومرقشيثا ونحاس محرق وحضض خمسة خمسة فراخ الخطاطيف المحرقة ونوشادر وقشور الغرب وماء الغرب من كل واحد عشرة دراهم مر ستة دراهم دار فلفل ثلاثة ونصف شونيز ثلاثة ونصف توتيا هندي ثلاثة ونصف تسحق هذه الأدوية بماء السذاب المعصور وماء الفجل وماء الرازيانج يسحق بهذه أسبوعاً سحقاً ناعماً ثم يشيف وي جفف في الظل ويکتحل به على الريق وعند النوم کل يوم ، ولا يكتحل به على الشبع فإنه نافع غاية المنفعة.
  استخراج جيد : يؤخذ فرابيون وحالتيت وزنجبيل وفلفل ودردي محرق في سحق بمرارة شبوط (1) ويجعل شيافاً ويكتحل به بماء السذاب للانتشار فإنه جيد بالغ ، أو خذ

**************************************************************
(1) شبوط ـ بفتح الأول وتشديد الموحدة أو بالضم والتشديد ـ والشباط بالضم والتشديد ـ قال الخليل من كلام أهل العراق وهو ضرب من السمك دقيق الذنب عريض الوسط لين الملمس صغر الرأس كأنه يربط وإنما يشبه البربط إذا كان ذا طول بالشبوط ـ بحر الجواهر.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 150 ـ

  فلفلاً منخولاً بالنفض في طاقات حرير / جزءاً فربيوناً نصف جزء فا عمله شيافاً بمرارة 32 الماعز ، أو خذ من الفلفل وحده مع المرارة واكتحل به بماء السذاب أو بماء الرازيانج فإنه نافع.
  لي : أصبت في بعض الكتب أن ثمرة سوى (1) لأنه في الثالثة من اليبس تنفع من الانتشار ولم أعلم ما هذه الثمرة ولكن هو شاهد على أن الانتشار من الرطوبة.
  لي : الأدوية القابضة نافعة جيدة للانتشار إذا لم تكن باردة وكلها يصلب اللحم ولذلك أرى أن الاکتحال بالملح الأندراني خير ما يكون لهذه العلة وكذلك الشبت ، والأكحال المعمولة من القاقيا ونحوه.
  شياف المرارات : يؤخذ مرارة الشبوط ومرارة نسر ومرارة الجداة بالسوية مجففة فتعجن بماء الرازيانج المغلي المروق ويجعل شيافاً.
  شياف ، لي : يؤخذ مرارة التيس الجبلي أو الأهلي إن لم يصب فجففه ثم اعجنه بماء الرازيانج المغلي المروق وتجعل شيافاً.
  قال جالينوس في كتاب الفصول : إن العين إذا عدمت الغذاء وجفت ضاقت حدقتها ، والرطوبات متى كانت معتدلة مددت الحدقة باعتدال ، وإذا أفرطت مددتها تمديدا شديدا واسعا رديا.
  بختيشوع : ورق سطوي وهو نوع من الهندباء (2) نافع للانتشار من ضربة.
  حنين : الانتشار يكون إما بسبب باد وإما من ضربة أو سقطة ، فأما الذي يعرض : من ضربة فإنه مرض حاد يكون من ورم يعرض في العنبية ، وأما الذي يكون بسبب باد فمرض مزمن ، وأكثر ما يعرض للنساء والصبيان ، وأكثر من يصيبه لا يبصر شيئاً ، وإن أبصر فقليلاً ، ويکون کلما يبصر اصغر مما هو عليه.
  شياف المرارات ، تؤخذ مرارة السباع والطيور ودم الحرذون (3) وخطاطيف محرقة وسلخ الأفعى وزنجبيل وفلفل أبيض يتخذ شيافاً بماء الرازيانج ويحك على خشب ابنوس ويکتحل به لبدو الماء.

**************************************************************
(1) قال الرازي : ولم أعلم ما هذه الثمرة ، ونظن أنه سطوني كما قال ابن البيطار في كتابه الجامع 2 / 18 هو نبات ثمره وورقه يقبضان ، أنفع ما في هذه النبات ثمرته وورقه وقوتهما قابضة تقبض بلا لذع ... وإذا ضمدت به العين نفع من اتساع الحدقة وهو الانتشار متى كان ذلك إنما يحدث عن ضربة.
(2) الهند با بکسر الهاء وفتح الدال ، والهندباء بفتح الدال وقد يکسر مقصورة وممدودة کاسني ـ بحر الجواهر.
(3) قال في بحر الجواهر : الحرذون دويبة تشبه الضب طبعه قريب من طبع الورل وهو قتال كذا في المنهاج ، وفي الديوان هو ذكر الضب ويقال هو دويبة تشبه الحرباء موشاة بألوان.