الحاوي في الطب ج (2)
ـ 60 ـ
في الحادية عشرة من منافع الأعضاء
(1) : كلام يدل على أنه ينبغي لصاحب الرمد أن يحلق رأسه.
الثالثة من الميامر : جملة علاج الرمد بعد الفصد والإسهال أن تحك الشيافات اليومية وتقطر ، وتركيبها من الحضيض والزعفران والورد والإسفيداج ونحوها مما يقبض وينضج ، وغلب القابضة في الابتداء ، والمنضجة في الانتهاء تزاد متى اشتد الوجع.
قال : ثم يخلط بها بعد يومين الشياف السنبلي ، ثم يجعل فيها / اسطفطيقان قليلاً قليلا ثم يزاد منه قليلا ، وإن كان في الأجفان خشونة حكت بشيافة متخذة من سك معجونة بماء الصبغ بعد أن ييبس أو بسنبل معجون بماء الصمغ ولا يكحل به واحد في الابتداء بما يصلح للجرب بل يقتصر على حك الجفن فقط.
قال : ولابدّ من تکميد العين في اليومين مرتين او ثلاثاً بماء البابونج والحلبة ولا سيما إن كان وجع العين شديداً والنهار طويلاً
قال : والرمد ينبغي أن يعالج في ابتدائه بشيء يقمع ويمنع من غير أن يحدث في العين خشونة ، وهذه هي لها لا قبض شديد.
لى : هذا مثل الشياف الأبيض.
مسيح ، قال : لذا کانت العين ليست بکثيرة الورم والبثور وکان اللذع شديداً فاعتمد على تعديل المزاج بالأغذية التفهة وصب الماء العذب على الرأس والعين وبياض البيض واللبن فيه والألعبة.
ضماد جيد يسکن : زعفران واکليل المللف وورق کز برة وصفرة بيضة مشوية وأفيون ولب الخبز والخس وميفختج وماء ورد جيد بالغ.
وأيضاً بياض البيض المشوي ودهن ورد في قطنة.
وأيضاً يغسل حلبة بماء مرات ثم يغمر بماء ويترك يومين ثم تصفى ثم يغسل ثم يصب عليها مثلها عشرين مرة ماء ، وي طبخ حتى يذهب النصف ثم يصفي ويلقي في نصف رطل منه درهم زعفران مسحوق ويعالج به في الانتهاء ـ جيد للنضج وتسكين الوجع.
آخر ينضج ويحلل ويسکن الوجع اذا کحل به : زاج الأساكفة عسل ماذي
(2) طبيخ الحلبة بالسوية يطبخ جميعاً بعد أن يسحق الزاج كالكحل ويسحق بالعسل نعماً
**************************************************************
(1) كتاب منافع الأعضاء لجالينوس سبع عشرة مقالة بين في المقالة الأولى والثانية منه حكمة الباري تبارك وتعالى في إتقان خلقة اليد ... وفي الحادي عشر (أي القول الحادي عشر) سائر ما في الوجه ... عيون الأنباء 1 / 96 .
(2) العسل الماذي هو الأبيض ـ بحر الجواهر.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 61 ـ
أيضاً به الأجفان.
المسائل الطبيعية : قال : الرمد اليابس يكون من المرة الغليظة الحريفة.
الخوز : للرمد اليابس : زاج الحبر ينخل بحريرة ويطبخ معه زبد البحر لا ملح في طبخه حتى ينعقد ، ثم يحل ويطلى.
في التي تسكن الأورام الحارة العارضة للعين والأرماد الحارة والضربان فيه
قال : إذا ضمدت بحب الآس مع السيكران
(1) يسكن الأورام الحارة العارضة للعين ، د خان الکندر قوية مسکنة لأورام العين الحارة ، وکذلل د خان الاصطرك ولبن النساء إذا قطر في العين الوجعة منع / حدة الوجع ويقمعها وخاصة أعين الصبيان إذا أدمن القطور فيها ، وإن أخذ صوف لين وبل باللبن ووضع على العين فعل مثل ذلك ، ويحلل الأورام العارضة للعين إذا خلط مع بياض البيض خلطاً جيداً ووضع على العين بصوف لين ، وإن قطر فيها هذا المخلوط منه سكن الوجع ، أفسنتين إن طبخ بميفختج وضمد به العين التي فيها ضربان سکنه.
البادروج ان ضمد به مع شراب سکنجبين سکن ضربان العين ، دقيق الباقلى إذا عجن بالشراب نفع أورام العين الحادثة من ضربة ، وبقلة الحمقاء إذا ضمد بها مع سويق الشعير نفع من الأورام الحارة في العين ويدخل في الأكحال المانعة لسيلان المواد الجاذبة اليها. دياسقوريدوس وجالينوس قالا : بياض البيض الرقيق ايستعمل في أوجاع العين الحارة.
جالينوس : صفرة البيض المسلوق إذا خلطت بالزعفران ودهن الورد نفع جداً من الضربان العارض لالعين ، ولحم البطيخ يسکن ورم العين الحار.
دياسقوريدوس : عصير ورق البنج وقضبانه وبزره ي خلط في / الاشياف المسکن وللأوجاع ، وإن خلط عصارته بسبوريق الشعير أو بدقيقه نفع من أورام العين الحارة وکذالله بزره.
**************************************************************
(1) السى کران هو البنج وجاء بشين معجمة الجامع للمفردات 1 / 117 ، وقال نقلاً عن ديسقوريد وس : ومن الناس من يخلط عصارة الورق والقضبان والبزر وعصارة البزر وحده بالأشياف المسكنة للأوجاع في العين فينتفع بها وقد يوافق سيلان الرطوبة الحادة السائلة إليها وأوجاع الآذان والأرحام ، وإذا خلط بالدقيق أو السويق وافق الأورام الحارة العارضة في العين والرجل وسائر الأورام الحارة.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 62 ـ
دياسقوريدوس : ورق البنفسج وحده آو بسويق شعير اذا ضمد به اينفع من اورام العين الحارة.
الجبن الحديث الرطب الغير المملح إذا ضمد به العين الوارمة ورماً حاراً نفعه. وقال : يهيا من عصارة الجنطيانا لطوخاً نافع للعين الوار مة ورماً حاراً. قال ديا سقوريدوس : وهذه العصارة الباردة تقع في الأشياف مكان الأفيون وقال الهندباء يعمل منه ضماد مانع.
لي : استخراجي اذا کان في العين رمد شديد الحدة فحل الشياف الابيض بماء الهندباء وقطر فيها ، فإن ماء الهندباء مع إسفيداج الرصاص بليغ جداً في التبريد ، وأقوى من ذلك أيضاً أن تدق ويضمد به مع قليل دهن ورد فإنه نافع جداً ولا تتركه يحمى بل تبرده دائماً على الثلج وتعيده وهذا التدبير نافع في منع / القروح في العين.
عصارة الورد إذا قطع عن ورقه الأحمر أطرافه البيض جيد جداً إذا طلي على العين للأورام الحارة.
دياسقوريدوس : الحماما نافع من أورام العين الحارة إذا ضمد به مع الزبيب د : حي العالم نافع للأورام الحارة العارضة للعين ، د : حي العالم
(1) يكحل به فينفع الرمد جداً.
ورق الليبروج إذا ضمد به نفع الأورام الحارة في العين ، وتمرة الكرم البري إذا أحرق على خزفة جيد لأوجاع العين
(2). دياسقوريدوس : دخان الکندر
(3) قوته مسکنة لأورام العين الحارة ، / والكرفس إن ضمد به مع الخبز والشيكران
(4) سكن أورام العين الحارة.
جالينوس : اللبن نافع للمواد الحادة المنحدرة إلى العين إذا قطر فيها وحده ، وإذا خلط أيضاً بالشياف اللين. جالينوس : اللبن نافع إن وضع على خارج الأجفان مع دهن الورد والبيض عند نوم صاحب الرمد ، وذاك أنه ينضج الورم الذي في عينه ، وينبغي أن يكون ساعة بحلب.
أريباسيوس ، قال : إن ضرب اللبن ساعة يحلب من ثدي امرأة شابة صحيحة مع دهان ورد خام وبياض البيض وجعل في صوف لين على الجفن عند النوم حلل الورم الحار العارض فيها.
**************************************************************
(1) وقد يکتحل بها (بعصارة حي العالم) للر مد فينتفع بها الجامع 3 / 2.
(2) إذا أحرق (الكرم البري) في خزفة موضوعة على جمر كان صالحاً لأوجاع العين الجامع 8 / ه.
(3) وقوة دخان الكندر مسكنة لأورام العين الحارة الجامع 4 / 86 .
(4) إذا تضمد به (الكرفس البستاني) مع الخبز والسويق سكن أورام العين الحارة والتهاب المعدة الجامع.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 63 ـ
ماء ورق لسان الحمل إذا ديف به الأشياف وقطر في العين نفع من الرمد الحار.
شياف ما ميثاينفع آورام العين الحارة. دياسقوريدوس وجالينوس : / الماء الحار نافع للرمد المزمن. روفس : زهر شجرة السفرجل نافع من أورام العين الحارة إذا ضمدت به رطباً کانت الزهرة أو يابسة.
دياسسقوريدوس : ورق السرو يتضمد به وحده وبالسويق
(1) لالاورام الحارة ، والسماق إذا نقع في ماء ورد
(2) واكتحل بذلك نفع من ابتداء الورم الحار مع مادة ويقوي الحدقة حينئذ. ابن ماسويه ودياسقوريدوس : السداب
(3) إذا تضمد به مع سويق الشعير سکن ضربان العين.
دياسقوريدوس : العدس اذا خلط به بعد طبخه في ماء اکليل المللک ودهن ورد سكن ورم العين الحار. وماء عنب الثعلب يداف / به الأشياف الأبيض فينفع الأورام الحارة جدا.
ديااسقوريدوس : الرمد والورم الحاروالضربان ، الصبر ينفع الأورام الحارة في العين.
دياسقوريدوس : القرع ان تضمد به سکن الاورام الحارة العارضة للعين ، عصارة الشوکران يدخل في الشيافات المسکنة لاوجاع العين وينفع نفعاً عجيباً من الضربان فيها ويلين الورم الحار.
دياسقوريدوس : الشادنة بن خلط بلبن امرأة نفعت من الرمد والجرب في العين والحمرة المزمنة الدموية.
دياسقوريدوس : إذا خلط الأفيون بصفرة بيضة مشوية وزعفران وضمد به كان صالحاً لأورام العين الحارة.
دياسقوريدوس واسحاق : إذا حدث في العين ورم وضربان فاقتصر بالعليل على المزورات
(4) ، ومره بالسكون وترك الحركة بتة ، ويجعل نومه / ورأسه مرتفع ، ولا ينظر إلى الضوء ، ولا يصيح ، واغمز يديه ورجليه ، وأكثر من ذلك ومن دلكهما ، وشدهما أيضاً شداً شديداً وحلها بعد ذلك ، واجعل على عينيه ورق البنفسج الطري أو لبن جارية كما حلب من ساعته مع دهن ورد وبل به قطنة وارفدها به من خارج ، فإن كان
**************************************************************
(1) وقد يتضمد به (ورق السرو) وحده وبالسويق للجمرة والنملة والأورام الحارة العارضة الجامع 2 / 8.
(2) إذا نقع في ماء ورد واکتحل بذلك الماء نفع من ابتداء الرمد الحار مع مادة الجامع
(3) وإذا تضمد به (السداب) مع السويق سكن ضربان العين الجامع 2 / 6 .
(4) المزورة غذاء يكون فيه اللحم ـ بحر الجواهر.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 64 ـ
ما يسيل من العين مالحاً فقطر فيها لبناً أو بياض البيض ونقها من الرمص برفق ، وإن اشتد الوجع فخذ ورداً يابساً أربعة مثاقيل وزعفران مثقالاً يسحق ويعجن بماء طبيخ إكليل الملك وضمد به ، هذا يكون في أول الأمر إلى أن يحضر الكحال.
مجهول : للبشر والورم الحار في العين انقع سماقاً في ماء غمره فإذا قبل طعمه صفه واطابخه حتى ينعقد ثم اتخده شيافا واکحله.
لوجع العين من الثلج والبرد : يغمس الميل في حبة من الثوم ويمر فيها مرات ويکتحل به.
إسحاق : للوجع الشديد والضربان في العين والورم قال : يطبخ الرمان الحلو بشراب حلو ويجعل ضمادا إن شاء الله.
والسعوط ينفع من وجع العين لأنه ينفض منها رطوبات دموية.
للورم في العين س. من التذكرة : صفرة بيض وفلفل ومر وزعفران ودهن ورد تبل به صوفة وتوضع عليها ، وينبغي في الرمد أن يجتنب الجماع والغضب ، لأنهما يرفعان بخاراً کثيراً الى الرأس ، وكذلك تفعل الحركة ، ويلين البطن ويحجم النقرة والأخدعين والكاهل ، ويلزم السكون وقلة الغذاء وترك النبيذ البتة.
الکمال والتمام لابن ماسويه
(1) ـ المواد التي تميل الى العين : يطبخ ورق كهل الدلب بخل ويوضع على العين إذا كانت المواد حارة ، وإذا كانت / غير حارة فمع مطبوخ.
قال جالينوس في حيلة البرء
(2) : إن المخدرات تسكن أوجاع العين الصعبة بإماتتها الحس لا بدفعها السبب ، وإنه رأى قوماً لما ألح أطباؤهم في ذلك ضعفت أبصارهم ونزل فيها بعد ذلك الماء.
قال جالينوس : الأشياف المتخذة بالأفيون تسكن وجع العين إلا أنه يخاف أن يعقب ضعفاً في البصر ، فإذا عالجت به وسكنت حدة الوجع فعالج بعد ذلك بالأشياف التي تسخن ، وأحمدها شياف دار صيني.
**************************************************************
(1) الكمال والتمام كتاب ليوحنا بن ماسويه الذي كان مبجلاً حظياً عند الخلفاء والملوك ... وكان مسيحي المذهب سريانياً قلاده الرشيد ترجمة الکتب القديمة ـ عيون الانباء 175 / 1 (9) 1 : حادة ـ بدال مهملة.
(2) لجالينوس من كتبه كتاب حيلة البرء أربع عشرة مقالة وغرضه أن يصف كيف يداوي كل واحد من الأمراض بطريق القياس ويقتصر فيه على الأعراض العامية التي ينبغي أن يقصد قصدها في ذلك ويستخرج منها ما ينبغي أن يداوي به كل مرض من الأمراض ويضرب لذلك مثالات يسيرة من أشياء . 92 / 1 جزئية ـ عيون الأنباء
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 65 ـ
قال جالينوس : قد رأيت قوماً كثيراً ابتدأت أعينهم أن ترم فبرؤوا برءاً تاماً في يوم واحد بالإسهال وحده.
وقال : المحاجم التي تعلق على الفأس من أقوى الأشياء التي يعالج بها لانحدار مادة تنصب إلى العين وأعظمه نفعاً ، وينبغي أن / يكون ذلك بعد تنقية البدن كله بالاسهال والفصد ، لأنه إن علق عليه والبدن كله ممتلىء ملأ الرأس كله.
وقال : لأن العين عضو کثير الحسينبغي آن يقطر فيها عند وجعها الأدوية بغاية الرفق ، ويكون ما يقطر فيها رطوبات بعيدة عن التلذيع جداً مثل بياض البيض فإنه موافق له ، لأنه بعيد عن اللذع ولأنه لزج يثبت زماناً ويسكن الوجع ، لأنه يملس الخشونة ، لأن هذه الرطوبات التي حالها وقوامها هذا القوام تملس كل خشونة حادثة عن مادة حريفة ، وبسبب طول بقائها لا تحوج إلى إعادة صبها في كل وقت وهو آجود من آن تسيل الجفن في کل قليل ذ ذللک يؤلم العين ، وذکاء حس العين يوجب أنه ينبغي أن يقطر فيها ما كان أملس عديم الخشونة ولذلك ينبغي أن يسحق أدويتها نعما.
وقد يحدث الوجع الشديد في العين إما من حدة خلط ينصب إليها وإما لأن طبقاتها تمتد من أجل امتلائها / برطوبة أو ريح بخارية ، وينبغي في هذه الحالات أجمع أن تستفرغ البدن بأسفصد والإسهال وأمل المادة إلى الناحية المخالفة بالشد والدلك والاستفراغ منها ، وإذا كان الوجع من تلذيع الخلط الحاد قطرت في العين بياض البيض کيما يکسر بذلله حدة المادة ويغسلها به وباللبن الصحيح ، فإذا نضجت هذه المادة واستحكم نضجها وكان البدن كله نقياً فالحمام من أنفع الأشياء هؤلاء ، وذلك آن الوجع يسکن به من ساعته وينقطع سيلان الرطوبة التي کانت تسيل الى العين ، وذلك أن جل المادة يستفرغ في الحمام من البدن كله والبقية التي تبقى منها تمتزج وتعتدل ، وعالج التمدد بعد الاستفراغ والدلك والربط للأطراف بتكميد العضو الوارم والوجع بماء عذب معتدل الحرارة ، وأما الرطوبة والريح البخارية فدواءها بها بعد الاستفراغ بطبيخ الحلبة بعد أن يغسل فيها مرات ، فإن هذا يحلل أكثر من سائر أدوية العين المحللة.
قال : وقد تكون آفة العين من الرأس وحده بأن يدفع إليه المواد وإن لم يكن جميع البدن ممتلئاً ، ولذلل متى طال سيلان المادة / الى العين فدع العين وأقبل على 17 الرأس وأصلح منه سوء مزاجه ، وفي أكثر الأمر هذا يكون لسوء مزاج الفاعل لمثل هذا إما باردا وإما رطبا وإما جميعا ، وقل ما يحدث سوء مزاج حار ينحدر بسببه مادة حريفة إلى العين ، وإذا كان ذلك في الندرة فلا تداوه بالأدوية القوية بل بدهن الورد أو
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 66 ـ
زيت الإنفاق
(1) وبالاستحمام بماء عذب كثير ، وإذا كان بارداً فبالأدوية القوية المحمرة نحو الخردل والشونيز ، وهذه المادة ر بما کان الدافع لها الدماغ نفسه ، ور بما کانت العروق الضوارب وغير الضوارب ، وفي هذه الحالة تسلل العروق وتقطعها قطعاً بترة وأوغل في القطع إلى عمق كثير ـ هذا متى كانت في العروق الظاهرة.
فأما إذا كانت في العروق الباطنة المنحدرة من فوق مع العصب فلا يمكن فيها هذا ، ولذلك فهذه المواد التى تنصب فى هذه العروق (عسرة البرء) ، وأما إذا كانت تنصب في العروق الظاهرة إلى سطح الجسد فقد يمكن أن يقوي بما يوضع عليها أيضاً. فيمنع بذلله السيلان من غير قطع ، ور بما کان السبب في ضربان العين / وجعها دم حار يصعد إلى الرأس ويكثر في العروق الضوارب خاصة ، وينبغي حينئذ أن يفتش عن هذه العروق في الرأس وفي الصدغين وخلف الأذنين ويحلق الرأس ليتهيأ استقصاء التفتيش ثم انظر أعظمها وأشدها حرارة ضرباناً فاقطعه ، وقد يمكن أن تسل عروق الأصداغ فإنه علاج نافع ، وإن رأيت العرق الذي تريد قطعه عظيماً ونبضه قوياً جداً فالأجزم أن يربط مما يلي منه أصله بخيط إبريسم لئلا تعفن سريعاً ثم بتر العروق ، فإذا نبت اللحم يسل الخيط إذا عفان بلا خوف ، وأما العروق غير الضوارب فالأجود فيها إذا كانت عظاماً أن تربطها أيضاً ، وأسرع ما يلتحم الموضع إذا كان منصوباً ولم يحركه المريض. وليکن ذللي کله بعد استفراغ جملة البدن.
حفظ الأصحاء :
(2) قال جالينوس : ينبغي أن ينقل فضول العين في الأكثر إلى كود الأنف فإن لم يمكن فإلى الفم بالغرور وإلى / الأنف بالأشياء المعطسة المفتحة للسدد.
جالينوس : أقافيا عشرة ماميثا خمسة حضض عشرة أفيون ثلاثة صندل عشرة قرنفل خمسة زعفران خمسة مر خمسة ، يجعل شيافاً ويطلى على الورم البلغمي بخل أو بشراب وخلي ، وعلى الورم الحار بماء عنب الثعلب.
أزمان الأمراض :
(3) قال : ما دام يجري من العين دمع كثير رقيق حار فهو ابتداء فإذا بدأ يغلظ ويقل فقد ابتدأ النضج حتى إذا غلظ والتصقت الأجفان فقد قارب الكمال حتى إذا قل هذا الرمص
(4) وغلظ جداً فقد كامل النضج.
**************************************************************
(1) زيت الإنفاق هو المعتصر من الفنج وإنما سمي به لأنه يتخذ للنفقة ويقال له الركابي.
(2) لعل الرازي أراد به كتاب الحيلة لحفظ الصحة وهو ست مقالات وغرضه فيه أن يعلم كيف حفظ الأصحاء على صحتهم عيون الأنباء 1 / 98.
(3) لعله مقالة في أوقات الأمراض لجالينوس وصف فيها أوقات المرض الأربعة أعنى الابتدائية والتزيد . 96 / 1 والانتهاء والأنحطاط ـ عيون الأنباء .
(4) الرمص ـ بالتحريك وسخ جامد في المؤق.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 67 ـ
اليهودي : لطوخ الورد نافع من الورم الأحمر والحار والبشر / والسلاق
(1) : ورق الورد خمسة مثاقيل صندل أبيض مثله قاقله نصف مثقال إسفيداج نشا من كل واحد مثقال كافور دانق زعفران نصف يعجم بماء الهندباء.
اليهودي : ضماد للورم الحار في العين : يؤخذ عدس مقشر وورد أحمر وقردمانا فيطبخ نعماً حتى يتهراً ويصفي الماء ويضرب مع بياض البيضة وصفرتها ودهن ورد ويوضع على العين.
قال جالينوس في الفصد : رايت عيناً قد اشتکت منذ عشرين يوماً فلم يحدث فيها قرحة إلا أن بها ورماً عظيماً جداً والمادة المنصبة إليها كثيرة والأجفان قد غلظت وفي آجفان حدي العينين خشونة باذا نخست العين اشتد آلمها وزاد في الضربان ، وتلذيع ذلك الفضل المنصب ، وكان الذي يدبره يمنعه من الفصد فقصدته أول يوم ثم عالجته ساعة فصار إلى مكان فى الساعة الخامسة فأخرجت / له فى دفعة واحدة ثلاثة أرطال من دم ، فلما كان في الساعة التاسعة أخرجت له رطلاً واحداً ، فا نفتحت عيناه من يومه ، فلما كان في اليوم الثاني كحلته بالغداة ببعض الشيافات اللينة بعد أن خلطتها بالشياف اللين المتخذ بشراب ، وجعلت حك جفنه به ، ثم كحلته في الساعة الرابعة ثم في الساعة التاسعة ، وأدخلته الحمام مع مغيب الشمس ، فلما كان في اليوم الثالث قامت آجفانه ، وعالجته مرتين وزدت في مقدار الشياف الذي فيه الشراب ، فلما کان في اليوم الرابع براً برءاً تاماً.
قال ؛ وينبغي أن يفصد ما دام ورم العين مبتدئاً القيفال ، فإذا بقيت منه بقية ما فافصد عرقي المأقين کثيراً.
الأهوية والبلدان
(2) : إن الرمد العارض فى الشتاء والأبدان / المستحصفة إذا كان قوياً دريء جداً وأقل ما يعرض ، فإذا عرض كان منه انشقاق صفاق
(3) العين كثيراً ، لأن المواد لا تخرج منه.
ابيذيميا : متى انصب الى العين خلط لذاع حار وکان البدن ممتلناً تقد منا بفصد
**************************************************************
(1) السلاق ـ بالضم : غلظ في الأجفان عن مادة غليظة رديئة أكالة بورقية يحمر بها الأجفان وينتشر الهدب ويؤدي إلى تقرح أشفار الجفن يتبعه فساد العين ، وهو المراد ههنا ، والسلاق أيضاً بشر يخرج على أصل اللسان وقيل هو تقشر في أصول الأسنان أو في جلد الإنسان ـ بحر الجواهر.
(2) كتاب الأهوية والمياه والبلدان البقراط هو ثلاث مقالات : المقالة الأولى يعرف فيها كيف تتعرف أمزجة البلدان وما تولد من الأمراض البلدية ، المقالة الثانية يعرف فيها كيف تتعرف أمزجة المياه المشروبة وفصول السنة وما تولد من الأمراض البلدية ، المقالة الثالثة يعرف فيها كيفية ما يبقى من الأشياء التي تولد الأمراض البلدية كائنة ما ـ عيون الأنباء 1 / 21.
(3) صفاق ککتاب : الجلد والباريطون وطبقات القرني ـ بحر الجواهر.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 68 ـ
القيفال ثم بالتنقية ، ثم استعملنا بعدّ الأدوية التي هي في غاية اللين والبعد عن التلذيع ، ومنعناه الطعام نهاره کله ، ثم أدخلناه الحمام بالعشي ، وإن لم يحتج إلى الفصد والإسهال استعملنا الأدوية وسائر التدبير والخمر الصرف فسكن أورام العين التي تکون عن شدة.
أبيذيميا : الذرب
(1) يشفى من الرمد ، وقال : الرمد يمتلىء فيه عروق العين دماً کثيراً اکثر ما يکون في اوقات غور المطر ويکون شفاء ه بالحمام والخمر وب جميع التدبير الذي يرطب مع حرارة معتدلة.
الأخلاط
(2) ـ قال : إذا كان البدن قوياً وليس ثم حمى وحدث رمد مفرط فإنا نسيل الدم إلى أن يحدث الغشي مثل الحال في الحمى المحرقة ، ثم نستعمل بعقيب ذلك التكميد بالإسفنج اللين بالماء الحار ثم نستعمل بعض الاكحال المجففة على ان جميع الأكحال مجففة.
روفش إلى العوام قال : الرمد الذي من الدخان والغبار ينبغي أن تغسل العين وكذلك جميع أنواع الرمد ، واطل الأجفان بزعفران وورد فإنه نافع ، ويكفيه ذلك ولا يحتاج إلى أن تغسل العين إلا بهذين. قال : وطلاء الأجفان بالزعفران والورد نافع جداً.
وفي الفلغموني في العين يجعل الرأس مرتفعاً ولا يسمع صوتاً ولا حساً إن آمکن ، وتدلك قدماه ويربط اطرافه ويجعل على الجبهة أدوية مانعة ، ويعالج العين بالمجففة بلا لذع ، وإن كانت المادة مالحة أكالة يعالج باللبن وبياض البيض والماء الفاتر ، / وبادره بالعلاج قبل أن تحدث قروح.
قال : جميع الأشياء الحريفة الحادة المنجرة إلى الرأس كالعسل
(3) ونحوه يحدث الرمد.
**************************************************************
(1) قال في بحر الجواهر الذرب ـ محركة : إسهال معدي ، وقيل هو انطلاق البطن المتصل وقيل هو أن لا ينهضم الطعام في المعدة والأمعاء ولا ينفذ في جميع البدن بل يستفرغ من أسفل فقط استفراغاً متصلاً ـ بحر الجواهر.
(2) كتاب الأخلاط لأبقراط وهو ثلاث مقالات ويتعرف من هذا الكتاب حال الأخلاط أعني كميتها وكيفيتها وتقدمة المعرفة بالأعراض اللاحقة بها والحيلة والتأني في علاج كل واحد منها ـ عيون الأنباء 1 / 32 ، وفسر هذا الکتاب جالينوس سماه تفسير کتاب الاخلاط لابقراط.
(3) أفضله (العسل) الأحمر اللون الناصع الطيب الرائحة الصافي الذي ينفذ فيه البصر لصفائه ومذاقته حريفة حادة لذيذة في غاية اللذاذة إذا أنت رفعت منه شيئاً بإصبعك سال إلى الأرض ولم ينقطع فإن انقطع وما سطعت منه رائحة حادة قوية فليس بمحمود ، والبصل فيه حدة وحرافة أيضاً ـ الجامع 2 / 121 : وقال في دفع مضار الأغذية : البصل مسخن ملهب لا يصلح للمحرورين بالا المتحد بالخل ويطيب الطبيخ ويذهب بزهومة اللحم ويضر بالرأس وبالعين إذا لم يكن مخللاً وإن صلق أو شوى أصلح حدته کلها ، ديسقوريدوس والطري الني ء منه (البصل) آشد حرافة ـ الجامع 1 / 97.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 69 ـ
الفصول
(1) : قال : عند امتلاء الرأس يعرض الرمد ضرورة إلا أن يكون العين في غاية القوة.
إذا كان بإنسان رمد واعتراه اختلاف فذلك محمود ، لأنه يجتذب / الخلط إلى هل أعفل ، وينبغى للطبيب أن يبتدىء بإطلاق البطن ، ولذلك يحقن الأطباء في الرمد ويسهلون بالأدوية من فوق.
قال : وأوجاع العين يحللها شرب الشراب الصرف أو التكميد أو الحمام أو فصد العرق أو شرب الدواء.
قال جالينوس : قد جرت عادة الأطباء أن يستعملوا في الأوجاع الحادثة من الرمد الأكحال المغرية مع تسكين الوجع كالشياف المتخذ بالإسفيداج والأفيون والنشا ، لأنهم يرجون أن يصدوا المواد عن العين بالأدوية المغرية ويحذرون مسها بالأدوية المخدرة ، فأما أنا فلم أزل منهما لأمثال هذه الأدوية ، وذلك أنها لا تقدر أن تمنع وترتد ما ينصب إلى العين إذا كان قوياً ، لكنه تبلغ من عملها فيه أن تمنعه أن يخرج ، فإذا كان ذلك الخلط حاداً أقرح الطبقة القرنية من أحدث فيها التأكل وإن كان كثيراً عرض أن يمددها تمديداً شديداً حتى كأنه يفرق اتصالها فيكون ذلك زائداً في الوجع ، وإذا كان الأمر في المغرية على هذا ثم لم يكن معها من المخدرة أمر قوي عرض / من الوجع أمر لا يحتمله صاحبه ، وإن كان معها من المخدرة ما يبلغ من شدة للم فعله أن يجعل العين لا تحس بألم الورم الحار العظيم الذي فيها وجب ضرورة أن يضر بالقوة الباصرة حتى أن صاحبها بعد سكون هذا الرمد عنه إما أن يذهب بصره بتة ، وإما أن يضعف ويبقى مع ذلك في طبقات العين خلط جاس يعسر برءه ، فإذا علمت أن المادة المنصبة إلى العين قوية كثيرة أو حادة لذاعة ، وقد اجتمع لها الأمران فابدأ باستفراغ البدن كله استفراغاً قوياً إما بالفصد وإما بالإسهال حتى تعلم أنه ليس في البدن امتلاء ، وکمد العين بماء حار باسفنج ، فان رأيت التکميد يسکن الوجع من ساعته ثم يهيج منه ما هو آشد فاعلم آن المادة التي تجري الى العين ليست باليسيرة فهو يجلب إليه بعدّ أكثر مما يحلل فأعد الاستفراغ وأدخله الحمام ، فإني رأيت رجلاً کان قد فصد في اول رمده وکان يسکن عنه الوجع بالتکميد ساعة العلاج ثم يرد عليه
**************************************************************
(1) كتاب الفصول لأبقراط سبع مقالات ـ عيون الأنباء 1 / 21 ، وفسره جالينوس جعله أيضاً في سبع مقالات ـ عيون الأنباء 1 / 99.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 70 ـ
وجع مفرط فأدخلته الحمام فبلغ من تسكين الوجع أن نام يومه أجمع بعد أن كان قد أسهره الوجع أياماً وليالي ..
واعلم أنه قد يجري إلى العين رطوبات حارة وليس في البدن امتلاء فإذا حدست ذلك فاستعمل الحمام والتكميد والشراب الصرف من يومك ، ولا تحتاج أن. تستفرغ البدن من ذلك.
فاني رأيت فتى به رمد قد طال فتأملت عينيه فرآيتهما جافتين بالا آن العروق التي فيها منتفخة انتفاخاً شديدة مملوءة فأمرته أن يدخل الحمام ثم أمرته أن يشرب بعد خمراً القليلة المزاج وأن ينام أكثر نومه ، فنام ولما فعل ذلك فانتبه وقد سكن عنه وجع عينه قحداني مار آيت من ذلک آن آکون متى رايت قديهيج في عروق العين دم غليظ من غير أن يكون فى البدن كله امتلاء أن أجعل علاجى لصاحب تلك الحال بشرب الشراب ، لأن من شأن الشراب أن يذيب ذلك الدم الغليظ ويستفرغه ويزعجه لشدة حركته من تلك العروق التي قد لحج فيها.
وهذان النوعان من أنواع علاج العين عظيماً النفع إن استعملا في مواضعهما ، وعلي حسب ذلالک يکون الخطر فيهما ان لم يستعملا على الصواب ، وأما التکميد فهو أسلم وأبعد من الخطر ، والمستعمل له على حال ريح اما آن تصير له علامة اdستدل بها على ما يحتاج إليه ، وإما أن يصير له لصحة العين ، وذلك أنه إن كانت قد انقطعت مادة ما تجري إلى العين فى ذلك الوقت فتبرئها البتة وتردها إلى حال الصحة ، وإن كانت المادة تجري بعد فإن استعمالك التكميد يسكن الوجع بعض السكون بالإسخان فقط ثم إنه بعد قليل يزيد في الوجع بأزيد من حالته الأولى فتصير ذلك علامة لك على العلة ، فتعلم أنه يحتاج إلى استفراغ البدن كله إن كان فيه امتلاء مطلق بالفصد ، وإن كان فيه رداءة خلط فبالإسهال من ذلك الخلط ، وليس يعسر عليك تعرف ذلك ، والحمام وشرب الشراب في أوجاع العين قبل الاستفراغ إن كان البدن ممتلئاً لم كل يؤمن / معه أن ينفطر طبقات العين الشدة تمددها ، فإن كان وجع العين من غير امتلاء في الجسد فاستعماله صواب ، وذلك أنه يحلل الخلط ويسكن الوجع ويبرئه برءاً تاماً.
بختيشوع :
(1) ضماد نافع لوجع العين المفرط : صفرة بيض مسلوق ودهن ورد
**************************************************************
(1) بختيشوع معناه عبد المسيح لان في اللغة السريانية البخت : العبد ، ويشوع عيسي عليه السلام ، والمعروف في صناعة الطب بهذا الاسم ثلاثة ، أحدهم بختيشوع بن جورجس كان يلحق بأبيه في معرفته بصناعة الطب ومز اولته لاعمالها وخدم هارون الرشيد وتميز في أيامه والثاني منهم بختيشوع بن جبريل بن بختيشوع کان سريانياً نبيل القدر وبلغ من عظم المنزلة والحال وکثرة المال ما لم يبلغه احد من سائر الاطباء .... ونقلت من بعض التواريخ آن بختيشوع بن جبريل کان عظيم المنزلة عند المتوکل ، والثالث منهم بختيشوع بن يوحنا کان عالما بصناعة الطب حظيا من الخلفاء وغيرهم واختص بخدمة المقتدر بالله وکان له مرن المقتدر الإنعام الکثير والأقطاعات مر الضياع وخدم بعد ذلك الرضي بالله .... مات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بغداد ـ عيون الانباء 1 / 125 و 138 .
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 71 ـ
وزعفران وحماما ، يضمد به ، فيسكن الوجع الشديد جداً ، الهندباء ينفع أورام العين الحارة ، إكليل الملك يطبخ بعقيد العنب ويوضع على الوجع الذي من الورم الحار بعد استفراغ البدن فينفع جداً ، والبابونج نافع أيضاً جداً ، ودقيق الحلبة وبزر الكتان مع صفرة البيض نافع.
الرابعة من الميامر : قال جالينوس : التوتيا المغسول يجفف بلا لذع ، ولذلك يعالج به العين إذا كانت تنحدر إليها مادة حريفة لطيفة ، وذلك بعد أن يستفرغ الرأس وجملة البدن إما بالفصد وإما بالإسهال ، والرأس خاصة يستفرغ بالغرور والمضوغ والعطوس ، والتوتيا المغسول من شأنه أن يجفف الرطوبات تجفيفاً معتدلا ، ويمنع الرطوبة الفضلية المحتقنة في عروق العين إذا طلبت الاستفراغ من النفوذ في ممر طبقات العين ، وكذلك الرماد الذي يكون في البيوت التي يخلص فيها النحاس مع النشا ، فإن استعملت هذه المغرية التي تسد قبل أن ينقي الرأس ويستفرغ ما فيه من الفضل في وقت تجلب الرطوبات وانحدارها الى العين جلبت على المريض وجعا شديداً ، وذلك لأن طبقات العين تتمدد بسبب ما يسيل إلى العين من الرطوبات. وربما حدث فيها بشدة الامتداد شق في الطبقات وتأكل.
قال : ولطيف بياض البيض داخل في هذا الجنس وهو / يفضل عليها ، فانه يغسل الرطوبات اللذاعة ويغري ويملس ما يحدث في العين من الخشونة إلا أنه لا يلحج ولا يرسخ في الثقب والمسام الدقاق ، ولذلك لا يجفف كتجفيفها فأما عصير الحلبة فهو في لزوجته شبيه ببياض البيض إلا أن فيه قوة تحليل وإسخان معتدل ، فلذلك يسكن آوجاع العين.
جالينوس : الأدوية القوية القبض مضرة فيما يحدث في العين من الوجع بسبب ما يحدث في طبقاتها من الخشونة أكثر من منفعتها في قمع المادة ، فأما القليل منها فقد يلقى في الأدوية ليقوي العين ويتبين لها بذلك أثر ونفع عظيم ، وأما الأدوية القليلة القبض فجيدة وللرمد خاصة ثم لسائر علل العين قروحاً كانت أو بشراً أو مواداً سائلة ، ومثال هذه الورد وبزره وعصارته والسنبل والساذج والزعفران والمر والماميثا والجندبادستر والكندر وعصارة الحلبة فهذه كلها تنضج الأورام وسائر علل العين وتحلل وخاصة المر.
وقال : وأول الابتداء ينبغي أن تجيد الاستفراغ لئلا تعالج العين والأخلاط ذائبة
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 72 ـ
لا تنحل وتنصب إليها بالفصد ، وربما / فصدنا الشريانين اللذين ناحية القفا حيث خلف الأذنين وحجمنا النقرة ، وربما سلنا شريان الصدغ حتى لا يبقى شيء يسيل فيه ما يسيل ثم يبتدىء بالأدوية ، فإن هذه المواد إذا طال سيلانها أورثت طبقات العين سوء مزاج ثابتاً يحيل ما تحته وإن كان جيداً ، وهذا النوع من الوجع يزداد بالأدوية الحادة رداءة ونوفراً ولذعاً ، وكذلك بالقوية القبض يحتاج إلى ما يجفف من غير الذع على ما ذكرت ، وعملها قد يتبين في زمان طويل ، وينبغي أن لا يضجر لذلك ، فاستعمل كل ضرب في موضعه ، واستعمل من القوية القبض شيئاً حيث يحتاج إلى جميع العين ولطي النتو ، والمر والكندر والزعفران والحلبة حيث يحتاج إلى إنضاج ، والحادة الحريفة حيث يحتاج إلى استفراغ ، ولا تبال باللذاع الحادث.
واعلم أنه لا يوافق العلل الحادة اللذاعة القروح دواء فيه كيفية طعم ظاهر ، لأن المر والحامض وكل قوي يزيد في وجع هذه ولا يوافقها / إلا المسيخة الطعم على ما قد قلت ، وقال : وتعالج هذه بالشياف الأبيض يقطر فيها بياض البيض ، لأنه أوفق من اللبن في علاج العين ، وإذا كان الرمد يكون بخشونة الجفن فإنا نقدم فنحك الجفن بأدوية الجرب حتى نصلحه ثم نعالج الرمد ، فأما في القروح فلا يمكن ذلك.
قال : الرمد ورم حار في الملتحمة ، والملتحم هو قطعة من الجلد المغشي على القحف ، وعلاجه مشترك لعلاج الأورام ، ويخصه شيء من أجل العضو فعالجه بما يمنع أولا من غير أن تحدث خشونة ، وذلك يكون بما لا تكون قوية القبض ، وبعد الاستفراغ استعمل ذلك بالرطوبات البعيدة من اللاذع ، وبياض البيض وماء الحلبة موافقان ، وإن كان الوجع خفيفاً فكمدها في اليوم مرتين ، وإن كان قوياً فمرات ، ولا خفاء آن هذا يکون بعد جودة الاستفراغ ، فلذا سکن الوجع وانتهي فاکحله بالشياف السنبلي ومسه برفق وأدخله الحمام ، فهذا كاف للرمد ، وفي بعض الأوقات عند الوجع الشديد في الرمد والقروح يحك الشياف بعصارة الليبروج والبنج ونحوه.
قال : جملة أدوية العلل الحادة في العين المعدنيات المغسولة والنشا / والكثيرا والصمغ وبياض البيض واللبن وطبيخ الحلبة.
كحل لجالينوس حافظ لصحة العين : يؤخذ من الحجر الأفروجى
(1) فكسره مثل البندق وانفخ عليه بفحم في بوطا أو قدر حتى يحمى كالنار لا يرى فيه دخان فاقلبه في إناء فخار وصب عليه سمناً ليس بعتيق وقلبه فيه حتى يطفىء ناره ثم احمه ثانية وألقه في الشراب اللطيف الجيد الأحمر حتى يطفىء فيه ثم احمه ثالثة وصب عليه عسلا ،
**************************************************************
(1) قال في مخزن الأدوية : (هو) بالفارسية ـ بفتح الف وسکون فاء وضم راء مهملة وسکون واو وجيم حجر افردي نيز فامند ، ماهيت آن سنکسيت مانند قيشور بحر الجواهر ـ مخزن الادوية.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 73 ـ
ثم خذه فإنه يلين ويكتسب لزوجة ، ثم خذ من هذه الأدوية التي أذكر وهي مسحوقة كالبهاء قد سحقت أياماً كثيرة : نحاس محرق وفلفل أبيض وورق الساذج
(1) أوقية وإثمد أوقية ونصف / ومما أحرقت رطلاً وأنعم سحق الجميع معاً ، فإذا أردت أن تجربه فصب عليه من دهن البلسان الصافي منه لا غير آوقية ونصفاً واسحقه حتى يستوي معه وارفعه كحلاً يابساً ، فإذا رأيت به في العين كدورة ونحوها فلا تنتظر أن ترمد ولكن افتح العين وأمر منه بالميل على الجفن ويکفيلاک منه آن يخمل الميل مثل الهباء من غير أن يقرب طبقات العين ولا تغمض الجفن إذا اكتحل ، وفي أكثر الأمر يكفي أن يمر الميل على الجفن الأسفل وإذا أردت الاستكثار منه فعلى الأعلى أيضاً ، واكتحل به أيضاً في سائر الأيام ، لحفظ صحة العين إذا كان الوجع شديداً صفرة بيضة مشوية.
قال جالينوس : وما يضمد به الجبهة فيمنع انصباب المواد الى / العين فهو الكرنب ، وسويق الشعير يوضع علي العين نفسها ، إن كان الوجع شديداً صفرة بيض مشوي ، وماء إكليل الملك مسلوقاً بشراب أو عقيد العنب أو سويق شعير معجوناً بعصارة الرمان الحلو ، ويطبخ إكليل الملك بالميفختج ثم أخلط به الزعفران وأفيوناً قليلاً وضمد به بعد أن تعجنه بدهن الورد ، واجعل المائعات على الجبهة ، والمسكنات للوجع على العين نفسها مثل هذا الدواء : يؤخذ ورد وصفرة البيض وزعفران ودهن ورد فيجمع ويوضع عليه ، وإن اشتد الوجع فاخلط بها المخدرات أو دقيق الحنطة ، إذا طبخته بعقيد العنب ووضعته عليه سكن الوجع ، أو خذ صفرة بيضة مسلوقة وشيئا من آفيون وشيئاً من زعفران فاجمعها بشراب وضمد به العين ، ولذا کان الوجع شديداً فحل الزعفران وأدفه باللبن وقطره في العين ، فإنه عجيب.
شياف الوجع العين المبرح : يؤخذ زعفران وأفيون مثل خمس الزعفران فاجعله شيافاً بعقيد العنب ، وإذا أردت فحك واحدة بلبن امرأة وقطره فى العين واطله أيضاً من خارج فإنه جيد ، وإذا كان اللهيب ، والحرارة شديدة فضع على العين والجبهة بزرقطونا / حي العالم وهندباء وعنب الثعلب ودهن ورد وبياض البيض ونحوه.
لي : الأشياء الباردة اللينة أجود في تسكين الوجع من هذه ، واحتل في تنويم العليل فانه نافع ، ومما يطلي على الجبهة دقيق سميذ وکندر آبيضي وبياض البيض ،
**************************************************************
(1) قال في بحر الجواهر : ساذج ورق تنبل وهي أوراق هندية قوته قريبة من ورق السنبل حار يابس في الثانية وهي من الأدوية القلبية ينفع الخفقان والمعدة والكبد الباردتين ووجع الطحال وريح الأمعاء مسمن مدر يقوي البدن صالح لأورام العين إذا أغلي بشراب ولطخ بعد السحق على العين ويسهل الحمل ويخرج المشيمة إذا طلي على البطن مع الخل أو يبخر به وإذا وضع تحت اللسان دفع البخر وإذا نثر على الثياب حفظها من السوس وقدر ما يؤخذ منه إلى مثقال.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 74 ـ
ولزوجة الصدف والصبر وبياض يلطخ من الصدغ إلى الصدغ ، واعلم أن الأدوية القوية القبض تجذب للعضو الوارم ورماً وفسخاً بشدة عصرها له ، فلذلك ينبغي أن يترك في الأورام ، وذلك أنها تهيج وجعاً شديداً ، والأدوية القوية التحليل تحدث تأكلاً بتهيج الوجع ، فلذلك المعتدلة في هذين أوفق في الأورام الفلغمونية وخاصة إن كان في عضو حساس دقيق جداً مثل العين.
من اختيارات حنين : الذرور الاصفر جيد بعد انتهاء الرمد ، وللصبيان : انز روت سبعة دراهم شياف ماميثا أربعة دراهم مر نصف درهم صبر أسقوطري
(1) درهم أفيون 128 وزعفران من کل / واحد در همان.
الأدوية الموجودة بكل مكان : قال : إذا رأيت مع الرمد بياضاً ورمصاً أبيض ولم تر حمرة فأعطه أيارجاً ، وإن كانت حمرة وثقل فالفصد وحجامة الساق والنقرة وبين الکتفين.
من كتاب العين : الرمد ثلاثة أصناف : أولها كدرة تعرض في العين عن غبار أو دخان ، وهذا ـ إذا ذهبت هذه الأشياء التي هيجته ـ يسكن إن لم يكن قد أثرت فيه جداً ، والثاني ورم حار في الملتحم ، والثالث يكون هذا الورم صعباً على الملتحم قد علا على القرنية لشدة صعوبته وورمه.
قال : والوجع الشديد في العين يعرض إما لحدة الرطوبة التي تورم العين ، وإما لتمدد صفاقاتها من امتلائها ، وإما لارتباك رطوبات غليظة أو رياح فيها ، فإن كان من حدة الرطوبة فاستفرغ بالمسهلة التي تجذبها إلى أسفل واغسل ما سال إلى العين منها 129 بياض البيض ، فإذا أفرغت البدن وبدأ الورم ينضج فالحمام نافع لهذه العلة / ـ وإن كان السيلان لم ينقطع ، لأنه يسكن الوجع من ساعته ويقطع السيلان ، لأن عامته تنحل من البدن كله في الحمام ، وما بقي يعتدل برطوبة الماء العذب ، فإن كان الوجع من تمدد الصفاقات بامتلائها من رطوبة فاستعمل الفصد والإسهال والجذب إلى أسفل بذلك الأعضاء السفلية وربطها ، وكمد العين بالماء العذب الفاتر ، واستعمل الأدوية المحللة بعد ذلك مثل التكميد وتقطير ماء الحلبة.
فأما قبل إفراغ البدن فإياك واستعمال التكميد والأدوية المحللة بعد ذلك
**************************************************************
(1) الصبر هو ثلاثة أنواع : السقوطري والعربي والسمنجاني فالسقوطري يعلوه صفرة شديدة كالزعفران وإذا استقبلته بنفس حار من فيك خلت أن فيه ضرباً من رائحة المر وهو سريع التفرك وله بريق وبصيص قريب من بصيص الصمغ العربي فهذا هو المختار ، وأما العربي فهو دونه في الصفرة والرزانة والبصيص والبريق ، وأما السمنجاني فرديء جداً منن الرائحة عديم البصيص وليست له صفرة ـ الجامع.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 75 ـ
کالتکميد ، واکثر مما تحلل ، ور بما کانت الفضول السائلة الى العين انماهي عن الرأس وحده بأن فيه امتلاء وليس في البدن ذلك فالفصد حينئذ لإفراغ الرأس وفي الأمر الأكثر مزاجه المولد للفضلات فى العين إما بارداً وإما رطباً ، وفى الأقل يكون حاراً ويولد فضلات حارة ، وأصلح مزاجه وقوّه لئلا يولد الفضول بعد استفراغه على ما يجب ، واعلم أنه ربما كان الدماغ نفسه هو الباعث لهذه الفضلات إلى العين وذلك يكون تحت القحف فاستفرغه ثم أصلح / حينئذ مزاجه ، وربما كانت الفضلة تسيل من. فوق القحف وينفع حينئذ الطلاء لها بالأدوية المجففة ، فإن لم تنجح فينبغي أن يقطع هذه الأدوية وتفرق أجزاءها ، وربما عرض في العين وجع من دم غليظ يرتبك في آورادها فقط فيمددها فتري العروق من العين في هذه الحال ممتلئة والعين ضامرة ، فعلاج ذلك بشرب شراب صرف قوي يقوي أن يسخن ويفتح ويفرغ ذلك بعد دخول الحمام ، فهذا علاج أوجاع العين ، فأما الرمد فإنه ورم حار في الملتحم ، وما فوق الورم الحار في العين بالكلية ، وما يخص العين من أجلها أنها عضو كثير الحس وهي لذلك سريعة الألم لا ينبغي أن تحمل عليها بالأدوية القوية بل تلينها وتجيد سحقها وتشيل الجفان بر فق شديد ، واستعمل في آول الرمد ـ ان لم يکن معه وجع شديد الأدوية القابضة التى ليست بمفرطة القبض كالأكحال المسماة أكحال يومها ، وتركيب هذه مما يقبض كالأقاقيا ومما ينضج ويحلل مع قبض كالزعفران والحضيض الهندي ، ومما ينضج ويحلل من غير قبض مثل المر والجند با دستر والکندر الذکر ، وتفقد / تركيبها ، فإن كان القبض فيها أكثر فدفها ببياض البيض واللبن ، وإن كان أقل أهل فغلظها ، فإن هذه الأدوية تنقص العلة من يومها ، فإذا سكنت العلة فاستعمل الحمام من بعد مشي معتدل ، ثم اكحله بما هو أقوى من هذه ليقبض العين ويقويها ، وهذه هي المسماة ناردينون
(1) وهي السنبلية ، وخلط بها من الأكحال الحريفة المسماة أسطاطيقا في أول الأمر شيئاً يسيراً ، ثم زده في استعمالك إياه.
فأما الرمد الشديد الذي يعلو فيه الملتحم على القرنية فاستعمل أولاً فيه الكحل المسمى الوردي الأبيض ، فإذا نقص الورم فالوردي الأصفر ، وإن كان الوجع شديداً فاکثر التکميد ، وان کان الوجع يسيراً فيکفيل آن تکمد مرة او مرتين بطبيخ کليل الملك والحلبة ، وأما الأضمدة فاتخذها من الزعفران وإكليل الملك وورق الكزبرة وصفرة البيض والخبز المنقع في عقيد العنب ، وان کان الوجع شديداً فاخلط معها بطبيخ قشور الخشخاش ، فأما الأطلية فاتخذها من الزعفران والماميثا والحضض والصبر والصمغ ، وأما ما يوضع على الجبهة ليكف السيلان ، فإن كانت الفضلة حارة
**************************************************************
(1) هو السنبل .