الحاوي في الطب ج (2)
ـ 43 ـ
أن يعرض الغشي ثم نكمد عينه بعد ذلك بالماء / الحار ثم نستعمل الأكحال المجففة .
المقالة
(1) الأولى من تقدمة المعرفة : قال : احمرار الملتحم إنما يكون عن ورم حار في الدماغ أو أمية وإما عن امتلاء فيه.
من كتاب المسألة والجواب في العين : ما بال من عظمت عيناه تجحظ عند الرمد وتنتاً أكثر لعظمهما ولأن رطوباتهما أكثر.
قال : الدموع في الرمد باردة لأنها غير منهضمة وفي حال الصحة حارة لأنها منهضمة.
قال : حلق الرأس ينفع من كثرة الرمد ، وكثرة الشعر تضره إلا أن ينسبل الشعر السنبالأكثيراً فإنه حينئذ يفي بأن يجفف الرطوبة التي في الرأس يجذبها إليه ، فأما ما. دام / لم ينسبل فإنه يملأ الرأي ولا يدعه ييبس.
قال : والرمد في الصيف أكثر ولا يكون مع الحمى إلا في الندرة ، وإذا حم صاحب الرمد في الصيف فإنه إما أن يصح وإما أن يعمى.
قال : الفضل الحار الرقيق يعمي في الأكثر إذا نزل في العين ولا رمص
(2) معه ، والذي معه رمص فليس بحار ولا لطيف بل غليظ بارد وهو يؤمن من العمى ورداءة القروح.
الرابعة من الفصول : قال : من كان به رمد فأصابه اختلاف انقضى بذلك رمده.
السادسة : إن كان بإنسان رمد فاعتراه اختلاف
(3) فذلك محمود ، لأنه يجذب الخلط الغالب في البدن إلى أسفل ويخرجه.
قال جالينوس : ولهذا يستفرغ صاحب الرمد بالمسهلة والحقن.
قال بقراط : أوجاع العين يحللها شرب الشراب الصرف أو الحمام / أو التکميد أو فصد العرق أو شرب الدواء المسهل.
قال جالينوس : إني لما قرأت هذا الفصل لأبقراط
(4) علمت أنه لم يكذب فيما کتب لکنه يحتاج الى تميز فنظرات اولافي اسباب الاوجاع کلها حتى عرفتها ثم طلبت دلائلها حتى عرفتها ثم آقدمت على استعمال هذا العلاج ، وأول من استعمله فيه فتى
**************************************************************
(1) تقدمة المعرفة لأبقراط مشتمل على ثلاث مقالات كما ذكره في عيون الأنباء 1 / 21 .
(2) والرمص ـ بالتحريك : وسخ جامد يجتمع في المؤق.
(3) الاختلاف هو الإسهال الكائن بالأدوار.
(4) لبقراط من کتبه کتاب الفصول فسره جالينوس وهو الموسوم بتفسير کتاب الفصول لابقراط ، ولعل الرازي أشار إليه.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 44 ـ
كان بعينه وجع وكان قد فصد في اليوم الثاني منذ هاجت عينه وكان ذلك صواباً وكان فافصده يعالجه بالأدوية التي جرت العادة أن يعالج بها من به ورم حار في عينيه وكان يصيبه من الوجع في أوقات نوائب تنوبه أمر صعب جداً ، وكان يقول إنه يحس في ذلك الوقت برطوبات حادة تجري دفعة إلى عينه ، ثم إن تلك الرطوبات كانت تخرج قليلاً قليلاً فتسكن صعوبة الوجع وشدته إلا أنه لم يكن يخلو من الوجع البتة وجعل ذلالک يصي به على هذا المثال نهار يوم الخامس کله ويتزيد فدعاني / ورجلا من الکحالين الرؤساء فأشار الكحال أن يستعمل بعض الأكحال التي لها تغرية مع تسكين الوجع بمنزلة الشياف المتخذ من الإسفيداج المغسول والنشاء والأفيون لأنه رجا بذلك أن يرد عن العين ما يجري إليها بالأدوية المغرية ويخدر الحس قليلا بالمبردة.
وكنت أنا لا أزال أتهم أشباه هذه الأدوية وذلك لأنها لا تقوي على أن تمنع وترد ما ينصب إلى العين إذا كان انصبابه قوياً كثيراً ، لكنها تمنعه من أن يخرج ، وكذلك إن كان ذلك الشىء حاراً أحدث فى القرنية التأكل ، وإن كان كثيراً عرض منه أن يهيجها ويمددها تمديداً شديداً حتى يحس كأنها تمزق ، فإذا كان ذلك ولم يكن ، مع الدواء من قوة الإحدار ما يبلغ أن يجعل العين لا تحس بذلك الورم لم يسكن البتة ، وإن كان معه من القوة على الإحدار ما يبلغ أن يجعل العين لا تحس بألم الورم الحار العظيم الذي فيها وجب ضرورة أن يضر القوة الباصرة حتى ينقي صاحبها بعد سكون الرمد إما أن لا يبصر شيئاً بتة أو يضعف بصره أو يحدث في طبقات العين غلظ لا يغسر برءه ، / قال جالينوس فلمعرفتي بهذه الأشياء مع علمي بأن الذي ينصب إلى العين ليس هو بقليل الكمية وهو مع ذلك قوي الحدة والحرارة هممت أن أبداً بالتكميد لأمتحن الأمر به فأعرف بالحقيقة واستقصاء حال العلة ، فإن من عادة التكميد فيمن هذه حالة أن يسكن الوجع مدة ثم إنه يجذب إلى العين مادة أخرى ، وذاك أنه بالطريق التي بها يحلل ما قد حصل في العين يجذب إليها غيره من المواضع القريبة منها فحين دعوت بالماء الحار والإسفنج قال المريض : إني قد جربت هذا العلاج طول نهاري مراراً كثيرة فوجدته يسكن عني الوجع ثم يجلب علي منه بعد قليل ما هو أشد منه وأعظم ، فلما سمعت ذلك منه ضمنت له تسكين الوجع بلا دواء مخدر فأدخالته الحما المکان فبلغ من ن وجعه أن نام ليلة أجمع ولم ينتبه / البتة فصرت من ذلك اليوم متى استدللت وعرفت أنه تجري إلى العين رطوبات حادة وليس في البدن امتلاء أداوي وجعها باستعمال الحمام.
ثم رأيت فتى آخر تأملت عينه فرأيتها جافة إلى أن العروق التي فيها منتفخة انتفاخاً شديداً مملوءة دماً فأمرته أن يذخل الحمام ثم يشرب بعده خمراً قليل المزاج وي نام اکثر فنام نوماً ثقيلا ، لما فعل ذللک نام وانتبه من غد قدسکن وجع عينيه ،
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 45 ـ
فهداني ما رأيت من ذلك أن أكون متى رأيت أنه قد لحج في عروق العين دم غليظ من غير أن يكون في البدن كله امتلاء أن أجعل علاجى لصاحب تلك الحال بشرب الشراب ، لأن من شأن شرب الشراب أن يذيب ذلك الدم ويستفراغه ويز عجه بشدة حركته من تلك العروق التي قد لحج فيها ، وهذان النوعان من أنواع علاج العين عظيماً النفع ان استعملا في مواضعهما ، وبحسب هذا النفع يکون الخطأ والاذي متى لم يستعملا على الصواب.
وأما التكميد فهو أسلم وأبعد من الخطر فاستعماله على حالة ريح ، وذلك أنه كاهل إما أن يصير للطبيب علامة يستدل بها على نجاح ما يحتاج إليه وإما أن يصير له سبباً للصحة ، وذلك أنه إذا كان قد علم أن مادة تجري إلى العين في ذلك الوقت فإن التکميد يحلال ما في العين حاصل فيبرئها ويردها الى حال الصحة ، فان کانت المادة تجري بعد فإن أول ما يستعمل التكميد ليسكن الوجع بعض السكون بالإسخان فقط ، ثم إنه بعد قليل يزيد في الوجع فيصير ذلك علامة لك على العلة فتعلم أنه يحتاج إلى استفراغ البدن كله ، فإن كان فيه امتلاء مطلق فبالفصد ، وإن كان فيه رداءة خلط فبالإسهال من ذلك الخلط ، وليس يعسر عليك تعرف ذلك.
قال : فأما متى كان في البدن امتلاء لم يحتمل شرب الشراب ولا استعمال الحمام ، وإنما يصلحان إذا كان دم قد لحج في عضو من / الأعضاء من غير امتلاء في ثل السدن.
قال : فأما متى كان في البدن امتلاء فإن الشراب والحمام ليس ببعيد أن يمزق أغشية عينه ، فأما إن كان الوجع إنما هو بسبب شدة رداءة دم غليظ من غير أن يكون في البدن امتلاء فاستعماله الحمام والشراب صواب ، وأما الفصد فليس بصواب.
قال هذا لي : في قوم زعموا أن الفصد وشرب الشراب والحمام كله ينبغي أن يجمع على صاحب وجع العين.
من كتاب الفصد
(1) قال : قد يظهر من سرعة نفع الفصد للعرق المحاذي للعين الكتفي في علل العين العظيم الدموية ما يدعو / الناس إلى التعجب منه.
وذلک آن فتي کثير الدم کان في عينيه ورم عظيم جذاً والمادة تنصب اليها کثيراً ، والا جفان قد غلظت وفيها خشونة تلذع عينيه فتزيد في الضربان والوجع ، ففصدته
**************************************************************
(1) كتاب الفصد هو كتاب لجالينوس يشتمل على ثلاث مقالات قصد في المقالة الأولى منها المناقضة لأراسطراطس لأنه كان يمنع من الفصد وناقض في الثانية أصحاب أراسطراطس الذين برومية في هذا المعنى بعينه ووصف في الثالثة ما يراه هو من العلاج بالفصد عيون الانباء 1 / 97 .
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 46 ـ
وأخرجت له نحو ثلاثة أرطال دم فلما كان الساعة التاسعة أخرجت له رطلاً واحداً من دم فبريء.
لي : من ها هنا يحتج قوم أن التثنية ينبغي أن تكون ، في الساعة التاسعة ، قال : فانفتحت عينه على المكان ، فلما كان في اليوم الثاني كحلناه ببعض الشيافات بعد أن خلطنا به شيئاً من الشياف المتخذ بشراب كما أن عادتنا أن نفعله وجعلنا على جفنه منه ثم كحلناه بعد ذلك في الساعة الرابعة ، فلما كان في الساعة التاسعة كحلناه وأدخلته الحمام نحو مغيب الشمس ، فلما كان في اليوم الثالث جعلنا مع الشياف اللين من الشياف المتخذ بشراب شيئاً كثيراً.
لي : وهذا هو الأحمر والأبيض ، قال وقلبنا أجفانه وحككناها في اليوم الثالث فبرىء في اليوم الرابع.
قال : وإذا كان مع الرمد خشونة وغلظة في الأجفان فإنه يحتاج إلى بعض الأدوية التي فيها حدة ، ولا يمكن أن يستعمل إلا بعد استفراغ البدن.
قال : وأبلغ العلاج للورم الحار ما دام مبتدئاً في العين فصد القيفال ، فأما بقاياه المزمنة ففصد الاماق.
من کتاب العلامات : قال : الرمد حمرة تعرض في بياض العين مع دموع کثيرة وورم وحمرة وامتداد وثقل ، وإذا لم تكن معه دمعة فهو من جنس الحمرة وورمه أثقل وأبطأ ، وأما الانتفاخ العظيم الثقيل جداً فإنه فلغموني ، والورم البلغمي في العين قد يبلغ إلى أن يعلو بياضه سواده إلا أنه لا تكون معه حمرة ولا تسيل معه دموع ومعه ثقل ، والذي ينزل من الظاهر يكون معه عروق الجبهة والوجه منتفخة وعروق العين لال الظاهرة ممتلئة / والأجفان ثقيلة ، وإذا كانت النزلة تنزل من داخل القحف فلا يظهر الامتلاء في العروق الظاهرة وهاج العطاس والحكة في الحنك والأنف.
السادسة من ابيذيميا : ينبغي آن يکمد العين بجاورس في خرقة لينة.
قال : متى حدث الوجع في العين فإن كان في البدن كله امتلاء فصدنا القيفال ثم استعملنا بعد الأكحال التي هي في غاية اللين ومنعناه النهار أجمع الطعام ثم أدخلناه الحمام بالعشي ، فإن لم يكن به امتلاء استعملنا بعض الأدوية التي ذكرناها أعني المسكنة ثم الحمام إذا لم تحتج إلى فصد ولا إسهال.
السابعة من سادسة من ابيذيميا : قال : الرمد الذي يکون في العين فيه عروق حمر وهو يابس ويكون في أوقات غور النظر شفاءه الحمام وشرب الشراب وجميع التدبير الذي رطب مع حرارة معتدلة.
الأولى من الأهوية والبلدان : قال : الذين بلادهم جنوبية يعرض لهم رمد كثير
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 47 ـ
إلا أن ذلك الرمد لا يكون طويلاً ولا شديداً وذلك لتخلخل مجاري عيونهم وأبدانهم وانطلاق طبائعهم ، فإن حدث في الهواء برد بغتة فعند ذلك يطول الرمد ويصعب ، لأن عيونهم وأبدانهم تکشف.
لي : التكميد والحمام ها هنا واجب قال : والرمد في البلدان الباردة وفي الشتاء لايهيج کثيراً فلذا هاج کان صعباً مفرطاً ، وذلک لان طبقات العين کثيفة مستحصفة
(1) ولا تنحل فتمدد وكثيراً ما تنفطر أغشية العين لشدة التمدد ، وأصحاب الأبدان اللينة والبلدان الحارة وإن كثر الرمد فيهم فإنهم يسلمون منه ولا تطول مدتهم ، وأصحاب البلدان المتكاثفة والبلاد الباردة فقال ما يعرض / فيهم فإذا عرض لم يكادوا يسلمون منه لا وطال بهم.
اليهودي : مصلح طلاء للورم الحار واستر خاء الاجفان : صبر آقاقيا شياف ما ميثا وأفيون وزعفران يكون عندك وعند الحاجة اطله بماء الهندباء فإنه عجيب جداً.
آخر : عدس مقشر صندل وورد يابس کافور يطلي بماء الهندباء.
أهرن : ينفع من الورم الحار في العين : هندباء يدق ويجعل معه شيء من دهن ورد ودقيق شعير من خول بحرير ومخ بيضة ، ويوضع عليه فانه جيد.
قال : في المواد التي تنحدر إلى العين من الرأس : أما التي تنحدر من خارج القحف فيسهل علاجها بالا طلية وفصد عرقي الصد غين والتي خلف الاذن وکيهما ، وعلامة المادة المنحدرة من فوق القحف حمرة الوجه وحرارة الجبهة وامتلاء العروق.
وأما التي تنحدر داخل القحف فيكون معه عطاس / ودغدغة وهو عسر العلاج.
لي : علاجه الفصد وقلة الغذاء وتقوية الدماغ والعين وجذب المادة إلى أسفل بفصد الرجل والحقن الحادة والإسهال التام القوي ، واجتذاب المادة نحو الأنف أنفع شيء وأبلغه فيه ، وذلك أني رأيت من يسيل من أنفه رطوبات حادة فيسلم دائماً من الرمد ، ولست أرى أن علاجاً أبلغ لمن يعتريه رمد من مواد تنحدر إلى عينيه من نفخ الأدوية الحادة في الأنف وشمها لتميل المادة إليه.
قال أهرن : علاج الرمد والقروح قلة الأكل والشرب والسكون وترك الجماع البتة والفصد في أول الوجع.
بولس قال : إذا حدث في العين وجع فانظر هل ذلك لفلغموني أم لخلط حار انصب إليها بلا ورم أم لامتلاء الصفاقات وتمددها من أخلاط غليظة أم لرياح منفخة ،
**************************************************************
(1) مستحصفة أي مستحكمة.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 48 ـ
فعالج اللذع الأشياء التي تعدل المزاج ، فإن كان الورم فلغمونيا فاستفرغ الدم وأسهل وادلل الأعضاء / السفلية ، افعل ذلك إلى أن ينضج الورم ، حتى إذا نضج الورم الحاد ولم تکن في البدن فضول کثيرة فالحمام حينئذ موافق ، فان کان الورم فلغمونيا فعالج باستفراغ الدم وإسهال البطن ودلك الأعضاء السفلية ، وأما أنواع التمدد كله فعالج باستفراغ البدن کله ثم بما يحل ما قد احتقان في الصفاقات ، ويکمد بالاشياء الحارة ويصب فيه طبيخ الحلبة ، فإن كان التمدد من دم غليظ في عروق العين من غير امتلاء في البدن فليشرب الخمر فإن له قوة تسخن وتفتح وتستفرغ.
قال : وأما الرمد فإنه إذا كان من سبب باد مثل حرارة الشمس أو غبار أو دهن دخل في العين فإنه ينحل سريعاً بفقد السبب البادي.
قال : وأما الذي يهيج بلا سبب باد ولا يكون مفرطاً فإنه ينحل في ثلاثة أيام أو أربعة وسهل علاجه وهو أن يتوقى الأسباب الهائجة من خارج ويقلل من الأكل والشرب والحركة ويلين البطن ويستفرغ البدن ، فإن لبث بعد ذلك فاستعمل الأشياف. المانعة ، فاذا سکن / التزيد فاکحله بدواء السنبل وکمده بطبيخ کليل المللف والحلبة ، وإن كانت المادة التى منها الرمد غليظة وليست بشديدة الحرارة فلا تستعمل هذا الشياف لأنه يزيد في غلظ المادة بل استعمل الأشياء التى لها قوة تحل وترق كالشياف المسمى حناقون بعد استفراغ البدن كله ، فإن كانت الرطوبة شديدة الانحصار في الرأس فانصب المحجمة على نقرة القفا بشرط ثم علق على الجبهة من ناحية العين الوجعة العلق وضمد العين عند الوجع الشديد بالضماد المتخذ من الزعفران والكزبرة والأفيون ودهن ورد وخشخاش ، وإن لم يكن الرمد حاراً وأردت أن تدفع المادة فاكحل العين بالصبر وحده فإنه دواء مهيأ معد لما يحتاج إليه.
في النوازل ، قال : إذا ابتدأت النزلة فنزلت إلى العين فامنع من الطعام والشراب ما آمکن وليکن الشراب الماء ولي ترل الحركة / والجماع وأفصده ولين البطن والطخ الجبهة والأجفان بالأشياء المانعة القابضة الباردة ، وإن كانت النزلة باردة ورأيت لون العين أبيض فاطل الجبهة بعد الاستفراغ وتلطيف التدبير ، أطل على الجبهة هذا الطلاء : يؤخذ من الكبريت الأصفر والبورق ونحوهما والترياق
(1) يداف بماء ، ويطلى
**************************************************************
(1) الترياق لعل الرازي آراد به ترياق الاربعة واخلاطه على ما ذکره الشيخ في القانون : جنطيانا رومي وحب الغار وزراوند طويل ومر أجزاء سواء يدق ويعجن بعسل منزوع الرغوة بقدر الكفاية والشربة مثقال بماء وقيل إن من الأطباء من جعل مكان المر قسطا مرا وحكى صهاريخت أنه وجد في نسخة زيادة من زعفران جزء هذا ترياق الأربعة الأدوية ، ينفع من لسع العقارب والعناكب ومن الأمراض الباردة ، والترياق الفاروق هو أجل الأدوية المركبة وأفضلها لكثرة منافعه وخصوصاً للسموم من النواهش واخلاطه کثيرة ولذللي راجع القانون 3 / 310 .
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 49 ـ
على الجبهة فينفع من النزلات الباردة ، وينفع أيضاً إذا شرب نفعاً عظيماً.
فإن كانت النزلة تنزل في العمق فإنه يكون أقل زماناً فاستعمل استفراغ البدن وبعده السعوط والتعطيس الدائم والغرغرة وحلق / الرأس واطله بالأشياء التي تحمره ويستعمل فيهم سهل العروق
(1) وقطعها ، والعلاج باليد الذي نذكره ، والكي في وسط الرأس إلى أن يصل الكي إلى العظم ، والحجامة أيضاً على النقرة ولها قوة عظيمة ، وإمالة المادة الي خارج.
ويستدل على أن النزلة تنزل من خارج القحف من امتلاء العروق في الوجه وتمددها فيما يلي الصدغ والجبهة ، وينتفعون بالأضمدة المجففة والعصائب ، وإذا لم تكن هذه الأشياء قريبة العهد أعني دلائل النزلة لكن مزمنة وعرض معه عطاس مؤذ ودغدغة في الأنف فإنه يسيل في الباطن.
قال : فأما الورم الرخو الحادث في الأجفان فانه اينفع منه الکماد بالخل والماء أو بما قد غلى فيه عدس وورد ، وتلطخ الأجفان عند النوم بالزيت.
السرطان
قال : السرطان قد يعرض في العينين في الصفاق مع ألم وتمدد وحمرة ونخس في الصفاقات القرنية وأوجاع تنتهي إلى الأصداغ وسيما عند الحركات وتذهب شهوة / الطعام وتهيج العلة من الأشياء الحادة ، وهي علة لا شفاء لها ، لكن ينبغي أن يسكن وجعه بشرب اللبن والأغذية المتخذة من الحنطة واللبان والتى تولد كيموساً جيداً ولا تسخن البتة ، ويصب الأشياف اللينة المسكنة للوجع في العين ويعني بأن يكون البدن کله جيد الاخلاط غير ممتلي ء ولا حاد الدم.
الاسکندر ، قال : الحمام الحار يرمد العين ، فمن کان مستعداً له فلاينبغي آن يدخله.
شرك
(2) ، قال : لا ينبغي أن يعالج العين الوجعة أولاً ثلاثة أيام بالإكحال لنضج الوجع ثم يعالج.
لي : من الصواب أن يقتصر في الرمد في الأيام الأول على الفصد والإسهال ودلك الأعضاء وقلة الغذاء ولزوم الدعة والسكون ، وإن كانت المادة قوية فلا بد من أن يقوي العين.
**************************************************************
(1) العروق التي في الصدغين.
(2) هو شرك الهندي من علماء الهند وفضلائهم الخبيرين بعلم الطب والنجوم ، قال ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء 1 / 22 : ووجدت الرازي أيضاً قد نقل في كتابه الحاوي وفي غيره عن كتب جماعة من الهند مثل كتاب شرك الهندي وهذا الكتاب فسره عبد الله بن علي من الفارسي إلى العربي لأنه أولاً نقل من الهندي إلى الفارسي.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 50 ـ
کناش الاختصارات : قال : علامات الرمد الحار الکائن من حرارة العين ورمها والرمص ، وعلاجها بالشياف والذرور الأبيض
(1) ، وعلامة الرمد البارد أن يكون العين مع الورم ثقيلة قليلة الحمرة ، فعليك بالذرور الأصفر والغرز والشياف الأحمر اللين.
الوردينج : قال : فأما الوردينج فإنه أكثر ما يعرض للصبيان ، وعلامته آن ترى العين وارمة وخاصة جفونها حتى أنها تنشق ويخرج منها الدم ، فذرها بالذرور الاصفر ، قال : وليحذر الحمام والا بزن من کان به رمد حتى يبري ء من رمده.
قال ابن ماسويه : الخل ليس بجيد لصاحب الرمد.
لي : جربت ذلك فوجدت الأشياء الحامضة القابضة كالحصرم والسماق أبلغ في ذلك.
لي : على ما رأيت لطوخا يلطخ على الأجفان اللورم يمنع / انصباب المواد : حضض مثقالان صندل احمر مثقال اقاقيا دانقان شياف ما ميثا نصف درهم زعفران دانق ، يجمع شيافا ويطلي على العين الوارمة بماء الهندباء إن شاء الله.
السادسة من مسائل أبيذيميا : قال : إذا ألمت العين وورمت فاستعمل أولاً التنقية إما بالفصد وإما بالإسهال وإما بهما جميعاً ، وامنعه من الغذاء يومه أجمع ، وبالعشي أدخله الحمام والكحله بالأدوية البعيدة من اللذع زمناً وإن لم تكن المادة كثيرة فيكفيك أن تحميه من الطعام ثم حمه.
قال : واحذر التبريد بالأكحال والأضمدة حيث تعلم أن المادة كثيرة جداً ، لأنها تحصرها فتمتد الطبقات ويهيج الوجع.
آريباسيوس ، قال : اذار سخت المادة في الطبقات وأزمن الرمد / والوجع فحينئذ ينفع الحجامة على الاخدعين والعلق على الصد غين وما قرب من العينين.
قال : وإذا نضج الرمد فأدخله الحمام ، وقال : الوردينج رمد شديد فلا تكحله إلى ثلاثة أيام أو أربعة ، بل اقتصر به على تقطير اللبن فيه والاستفراغ ، فإذا نضج النفس ، وحلل الأورام في الأجفان بالاستفراغ والأطلية وترك الغذاء وعالج أولاً بما يقبض قليلاً وفي آخر الأمر بما يحلل.
**************************************************************
(1) اتصاف الذرور بالبياض کما وصفه الشيخ الرئيس في القانون 2 / 421 : أخلاطه يؤخذ زنجار وأشق وسرطان بحري محرقاً من كل واحد درهمين ملح دراني ثلاثة دراهم فلفل أبيض عشرون درهماً زبد البحر أربعة دراهم قشور البيض التي تخرج من تحت الفراريج ثلاثة دراهم برادة مسن خمسة دراهم بعر الضب عشرة دراهم لؤلؤ غير منقوب أربعة دراهم.