الجزء الثاني
تأليف
ابي بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب


في امراض العين
الباب الاول : في جمل : في العين وفي الأورام في الجفن والعين وجميع
ضروبه وعلاج عام في العين وکلام مجمل فيها وفي أدويتها


  جالينوس الرابعة من الميامر : قال : ينظر في علل العين إلى كثرة المادة وقلتها وشدة لذعها ، وحمرة العين وكثرة الدم في عروقها وقلته ، وكثرة الغذاء وقلته ، واختلاف الألوان الحادثة فيها وقلتها ، وخشونة الأجفان ، ونوع الوجع.
  قال : التوتيا المغسول يجفف بلا لذع ، ولذلك يعالج به العين إذا كانت / تنحدر إليها مادة حريفة لطيفة ، وذلك بعد أن يستفرغ الرأس جملة والبدن إما بالفصد وإما بالإسهال ، ويستفرغ الرأس خاصة بالغرور والمضوغ والعطوس ، والتوتيا المغسول من شأنه أن يجفف الرطوبات تجفيفاً معتدلاً ، ويمنع الرطوبة الفضلية المحتقنة في عروق العين إذا طلبت الاستفراغ من النفوذ والممر في نفس طبقات العين ، وكذلك الرماد الكائن في البيوت التي يخلص فيها النحاس والسنار أيضاً ، فإن استعملت أمثال هذه الأدوية التي تغري وتسدد قبل أن ينقى الرأس أو يستفرغ ما فيه من الفضل في وقت ما تکون الرطوبات تنجلب وتنحدر بعد الى العين جلبت على المريض وجعا شديدا ، وذلك لأن طبقات العين تمدد بسبب ما يسيل إليها من الرطوبات ، وربما حدث منها لشدة الامتداد شق في الطبقات وتأكل.
  قال : ولطيف بياض البيض داخل فى هذا الجنس ويفضل / عليها بأنه يغسل الرطوبات اللذاعة ويغري ويملس ما يحدث في العين من الخشونة ، إلا أنه لا يلحج ولا يرسخ في المسام والثقب الدقاق كتلك ولا يجفف كتجفيفها ، فلهذا ليس يجلب وجعا في حال ، وأما عصير الحلبة فهو في لزوجته شبيه ببياض البيض ، إلا أن فيه قوة تحليل وإسخان معتدل ، فلذلك تسكن أكثر أوجاع العين فهذا واحد من أجناس الأدوية.
  ومنها جنس آخر مضاد لهذه ، وهي الحادة الحريفة كالمومياء. والحلتيت والسكبينج والغربيون ، وبالجملة كل دواء يسخن إسخاناً قوياً من غير أن يحدث في العين خشونة.
  وجنس آخر وهو جنس الأدوية الجلائية مثل قشور النحاس والقلقطار المحرق والنحاس المحرق وتوبال النحاس والزاج (1) الأحمر والكحل.

**************************************************************
(1) الزاجات هي جواهر تقبل الحل مخالطة لأحجار لا تقبل الحل ، وهذه نفس جواهرها تقبل الحل قد كانت سيالة فانعقدت ، فالقلقطار هو الزاج الأصفر والقلقديس هو الأبيض والقلقنت هو الأخضر والسوري هو الأحمر ، وهي كلها تنحل في الماء والطبخ إلا السوري فإنه شديد التجسد والانعقاد ، والأخضر أشد انعقاداً من الأصفر وأشد انطباخاً ـ كتاب الجامع للمفردات 2 / 148.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 4 ـ

  وجنس آخر وهو جنس الأدوية التي تعفن مثل الزرنيخين ، وأما الزاج فيه من هذه القوة شيء يسير.
  / وجنس آخر وهو جنس الأدوية القباضة ، وما كان من هذه يقبض باعتدال فهو يقمع ويمنع من تجلب ما يتجلب إلى العين ، فأما القوية القبض فيضر بها في أكثر الأوقات ، لأنها تحدث في العين خشونة فتكون مضرتها أكثر من منفعتها في قمع المادة ، ولكن قد يلقي منها في بعض الأوقات الشيء اليسير في الأدوية التي تحد البصر لي جمع جرم العين ويقويه فيقوي على فعله.
  فأما المعتدلة القبض فجيدة للرمد والقروح والبثور ، ومثال هذه الورد وبزره وعصارته والسنبل والساذج والزعفران وشياف ماميثا وعصارة لحية التيس.
  فأما الأدوية التي تنضج أورام العين والقروح مثل المر والزعفران والجندبادستر والكندر وعصارة الحلبة ، فهذه كلها من شأنها أن تنضج وتحلل وخاصة المر مع الإنضاج أن تحلل ، وقال : ومن الأدوية المجففة بلا لذع والمملسة طين شاموس والتوتيا ـ المغسول / والقليميا المحرق المغسول والأبار (1) المحرق المغسول. على أن في القليميا شيئاً من جلاء فهو لذلك يوافق إنبات اللحم في القروح ، والنشا (2) المغسول وإسفيداج الرصاص إذا أحرق ثم غسل فإنه يصير مثل الأبار المحرق المغسول.
  لي : أنا أظن أن الإسفيداج فيه بقية من الخل ولذلك هو إلى أن يغسل خير.
  قال : وجملة كل دواء لا يتبين الطعم فيه كيفية وإن كان لا بذ فشيء ضعيف ، وهذه الأدوية تبين أثرها ببطء ، لأنها ليس لها كيفية قوية تعمل بها وإنما تجفف بما لها من الأرضية ، غير أن الأطباء يستعملونها لعدمها التلذيع في العلل الحادة والمواد الحريفة والقروح ، لأنه ليس جنس آخر من أجناس أدوية العين "غير هذه) تصلح لهذه العلل.
  ابتداء في الكلام في القروح والمواد الحادة التي تسيل إلى العين ، والكلام في البثور والمواد الحادة
  قال : وفي هذه العلل أعني التي تنجلب إلى العين فيها مواد حريفة رديئة وتزمن وتتأكل وفي القروح يتقدم في بعض البدن بالفصد والإسهال وحجامة الرأس بعد ذلك ، وفصد الشريان الذي خلف الأذن ، وقطع عروق الشريان الذي في الصدغ إن

**************************************************************
(1) هو الرصاص الأسود ـ كتاب الجامع للمفردات.
(2) النشا ـ بالفتح والقصر : النشاستج ، فارسي معرب حذف شطره تخفيفاً ... وهو لب الحنطة المغسولة.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 5 ـ

  کانت العلة ردينة لا يحتبس سيلانها حتى لايبقي عليها شيء يهتم به ، بالا ما قد حصل في العين نفسها ثم نعالجها بهذه الأدوية ، فإن هذه تجفف هذه المواد الرديئة على طول الزمان تجفيفاً لا أذى معه ، ولا يصلح ضرب من ضروب أدوية العين لهذه العلل خلا هذه ، ولا هذه يمكن أن يتبين نفعها والمواد دائماً تسيل.
  قال : لأن القابضة تزيد في الوجع وتحدث في العين خشونة ، والحادة تزيد في رداءة هذه الأخلاط وحدتها وفي سعة العروق ونتوئها ولا تدمل القروح ولا تنبت فيها لحماً ، قال : وكذا / المنضجة لا تصلح لهذه أيضاً ولا المرة والحريفة ، فإنها أبعد من أن تصلح لأمثال هذه العلل ، فلم يبق لأمثال هذه العلل إلا هذا الجنس من الأدوية ، وهذه الأدوية يسميها الأطباء الشياف الأبيض والغالب عليها الإسفيداج ، وإذا خلطت أدوية القروح باللبن كانت أوفق للقروح ، لأن اللبن فيه جلاء ، والجلاء موافق للقروح التي تحتاج آن تمتليء کما بينا في قوانين القروح ، فان لم يقدر على لبن فحلک الشياف بطبيخ الحلبة لأن فيه شيئاً من الجلاء.
  فأما بياض البيض فإنه عديم الجلاء البتة ، وهذه العلل التي ذكرتها من على العين عسرة البرء بطيئة العلاج.
  لي : يعني القروح والبثور والمواد اللطيفة الحادة التي تنصب إلى العين دائما ، فإن كان معها في الأجفان خشونة كانت أردأ وأشر ، لأن طبقات العين تألم وتتجع من هذه الخشونة ، وليس يمكن أن يعالج من في عينيه قرحة بأدوية تجلو الخشونة.
  فأما في الرمد فربما أمكن أن يقلب الجفن ويحك بعض الشيافات / التي تصلح للخشونة ، وربما خلطنا بعض أدويته بأدوية الرمد ، وأما في القروح فلا ، وليس يمکن في القروح إذا كانت معها خشونة في الأجفان إلا أن تحك الأجفان بمغرفة الميل أو بالفتلي حتى تنقي وتنظف وتلين فينشف ما يسيل منها وينظفه ثم يطبق على العين.
  لي : لا ينبغي أن يحك الجفن في علاج القروح ويطبق ، لأن القروح تحتاج أن يلزم الرفادة في وقت انحدار المواد من البشور ، ولا يؤمن يدتزق ، فإن کان ليس بشديد الأذى فاترك الحك البتة إلى أن تبرء القرحة ، فإن اضطررت إلى ذلك ، فإذا حککته فنظفه ثم ملسه بعضي الالعبة ونحوها لئلا يلتزق ، وحکه آسرع ، ولا تشده شديداً ولا طويلا حتى تأمن ذلک.
  قال : وإذا انقطعت المادة عن العين أنبت في القرحة اللحم بشياف الكندر ، وإذا ـ ـ. نقيت العين من الرطوبات نبت في القرحة / اللحم سريعاً واندمل بسهولة.
  في الرمد ـ قال : الرمد ورم يحدث في الملتحم والملتحم جزء من الغشاء المغشي على القحف من خارج ، ولذلك ربما رأيت الورم في الرمد الشديد مجاوراً لالعين الى حواليها حتى يبلغ الى الوجنة.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 6 ـ

  قال : وينبغي أن يعالج بالعلاج العام للورم من أجل أنه ورم ويزاد فيه من آجل العين لما هي عليه من شدة الحس وسرعة التحلل أعراض أخر.
  لي : يعالج الرمد بأدوية تقمع وتمنع ولا يحداث في العين خشونة ، وذللث يکون بأن لا تكون قوية القبض لكن تكون مجففة بلا لذع ويكون معها بعض الرطوبات المسكنة التي ذکرت کبياض البيض واللبان وطبيخ الحلبة ، ومتى ما استعملت اللبن فأعن أن يكون لبن امرأة فتية سليمة ويحلب من الثدي على المسن (1) الذي يحك عليه الشياف ليقطر في العين فاتراً.
  قال : وإنما يحتاج إلى أن يستعمل هذا إذا كان الوجع شديداً مبرحاً إما لعظم الورم وإما لرطوبات حريفة تسيل إليه ، وأما في أكثر الأمر فحسبك في علاج الرمد أن سنها تستعمل بياض البيض مع / شياف من اليومية ، وقد أبرأنا بهذه الأشياف غير مرة رمداً عظيماً من يومه ، حتى أن صاحبه دخل الحمام عشي ذلك اليوم وكحلناه من غد بشياف السنبل فبرىء برءاً تاماً ، وينبغي إذا عالجت العين بالأشياف السنبلية في عقب الرمد أن تخلط معه فى أول الأمر شيئاً يسيراً من الشياف الحاد المسمى اصطفطيان (2) ، ويخلط معه فى المرة الثانية أكثر من ذلك المقدار قليلاً فإنك تكتفى باستعماله مرتين ،. وقبل إدخاله الحمام ينبغي أن يمشي قليلاً ولا يكثر.
  فأما الأشياف اليومية فإنه يقع فيها أقاقيا (3) ونحاس محرق شيء يسير ويقع فيها من الزعفران والمر والحضيض والجندبادستر / والكندر ، وتفقدها فما كان الغالب عليه القبض فادفه ببياض البيض والرطوبات وخاصة إن كانت القوابض الغالبة عليها المعدنية ، فأما ما كان الغالب عليه المر والزعفران والكندر والحضض فاستعملها أغلظ ، وكمد العين بالاسفنج إن كان الوجع خفيفاً مرة أو مرتين ، وإن كان الوجع شديداً فکمده بلاسفنج مرات کثيرة وخاصة في أيام الصيف الطوال ، ويکون التکميد بطبيخ إكليل الملك والحلبة وهذا كاف في الرمد ـ إن شاء الله.
  القول في القروح : وقروح العين في الجملة تحتاج إلى ما ذكرنا من العلاج في القروح عامة ويخصها من أجل العين أن يكون أدويتها في غاية البعد من اللذاع كالتوتيا

**************************************************************
(1) المسن بالکسر. ما يحدد عليه.
(2) جاء في القانون ج 19 / 3 : کحل يسمي اسطاطيقون ولعله هو الصواب ، وذکر اخلاطه هانال فراجعها
(3) هو عصارة القرط ، ذكره صاحب بحر الجواهر نقلاً عن الشيخ. وقال جالينوس هو صمغه وقال بولس هو ربه وقيل صمغه هو الصمغ العربي وفيه لذع يزول بالغسل لأنه مركب من جوهر أرضي قابض وجوهر لطيف منه لذعه ويبطل بالغسل بارد في الثانية مجفف وغير المغسول بارد في الأولى يابس في الثالثة قابض يمنع سيلان الدم ويسود الشعر وينفع من الشقاق العارض من البرد.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 7 ـ

  المغسول والعصارات التي ذكرت ، وعند الوجع الشديد استعمل المخدرة.
  قال : والغرض أن تحفظ القرحة بأن تكون نقية لأنها إذا تنقت ملأتها الطبيعة واندملت ، فأما ما دام في العين ورم آو وجع فعالجها بشياف الكندر والأدوية المعدنية محرقة مغسولة والعصارات التي لا تلذع ، فإذا انفجرت القرحة فاخلط حينئذ بها شياف الزعفران والأدوية المعدنية التي تجلو الجلاء الخفيف / وما كان من القروح يأكل الطبقة القرنية حتى خاف منها نتو العنبية فعالجه بما يشد ويقبض ولا يبلغ إلى أن تحدث خشونة البتة. فأما البثور الحادثة في العين والقيح المتولد تحت القرني وهو المعروف بكمنة المدة فإنها تحتاج إلى أدوية محللة ، وما دامت هذه العلل قريبة العهد ومعها ورم بعد فعلاجها بشياف المر والكندر والزعفران ، فإذا طالت العلة احتاجت إلى أدوية أكثر تحليلاً من هذه كما يحتاج إلى ذلك في الأورام الحادثة في طبقات العين إذا صلبت ، فإن هذه تنفعها الأدوية التي يقع فيها الصموغ الحادة بمنزلة ما يتخذ لمن ينزل الماء في عينه والظفرة والجرب ، فإنهما يعالجان بأدوية تجلو جلاء قوياً وتطرح فيها أدوية معفنة ويحتاج التي تذهب الظفرة وترققها أن تكون قوية جداً.
  تحصيل جملة أفعال أدوية العين ، قال : والجنس الأول من أجناس أدوية العين العديمة اللذع وهي المعدنيات المحرقة المغسولة باللبن وبياض البيض والحلبة والصمخ والکثيراء والنشاء.
  قال : وجنس آخر له لذع يسير بسبب أنها تؤلف من أدوية / لها قبض يسير وجلاء يسير کالورد والکندر والزعفران والمر والانزروت والحضض ونحوها.
  قال : وللكندر حرارة معتدلة وجلاء معتدل ، ولهذا اينضج وي جمع المادة ويسکن الوجع وينظف القرحة وينبت اللحم ، والزعفران فيه أيضاً تحليل وإنضاج وكذلك المر ، إلا أن الزعفران يقبض قبضاً معتدلاً ، والمر يحلل وينشف الرطوبات ويجفف ولا يقبض ويفعل هذا فعلاً قوياً ، والزعفران أقوى من الكندر تحليلاً ، والمر أقوى من الزعفران ، إلا أن الكندر أشد إنقاء للقروح لأنه لا جلاء في الزعفران والمر.
  قال : والحضض الهندي والجندباد ستر والعنزروت فقريبة من هذه ، والأنزروت يحلل وينضج ، والبارزد أقوى في ذلك من الأنزروت (1) في الخصلتين ، فأما إكليل الملك وطبيخه فإنه منضج قابض كالزعفران.

**************************************************************
(1) الأنزروت معرب عنزروت كذا في الصحاح ، وفي الخلاصة وعين الخليل ومجمع اللغة : عنزروت بالعين وهو صمغ شجرة شائكة وفيه مرارة منه أبيض ومنه أحمر حار في الثانية يابس في الأولى وقيل رطب في الثانية مغر مجفف بلا لذع وينبت اللحم في الجراحة وينضج المادة ويحللها وينفع الرمد إن سحق في لبن الجارية.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 8 ـ

  / والشاذنة تجفف الرطوبات وهى ألين من القليميا (1) لأن جوهره هوائى ينحل لا حجاري ، وسمطوس (2) مثله ، والكحل إذا لم يغسل قابض ، فإن غسل شارف الأدوية التي لا تلذاع.
  ومما يجلو بقوة قشور النحاس وتوباله والقلقطار المحرق ، فإن غسلت ضعفت إلا أنها تجلو قليلاً على حال ، والزاج والزنجار يجلوان بقوة قوية ويصلحان للجرب الصعب وللصلابة ، وبعضهم يلقي مع هذه الأدوية عفصاً وبعضهم يلقي فلتفياً ، وهو أشد الأدوية كلها قبضاً مع حدة قوية جداً. وقشور الشابرقان داخله في هذا الجنس ، وقشار / الكندر أقبض وأقل جلاء. قال : والأدوية القوية القبض إذا كانت أرضية صلبة الجرم حجارية فإنها تذوب الجرب والصلابة وتفنيهما ، فأما ما كان منها عصارات كعصارة الحصرم ولحية التيس وقاقيا ونحوها فإنها تخرج من العين سريعاً لأن الدموع
  لي : فهي لذلك أقل عملاً فى هذه ، والعروق المحرقة من جنس ما يجفف ولا يلذع ويجلو ، وأرمانيقور يجلو ، وكذلك الماميران (3) الهندي ، ولذلك لا يضران بالقرحة إذا لم يكن معها ورم ، والصبر فإنه يجلو ويقبض ، ولذلك يدمل القروح وينبت اللحم ، والورم في نحوه في الفعل إلا أنه أضعف منه جداً في الأمرين.
  والنوشادر وزهرة السوسن وقشر ينبوت دواء الجرب ، والزاج والزنجار والزرنيخ يدخل في أدوية الجرب والسليخة والساذج / والدارصيني والحماما ، فإن الدارصيني منها يحلل ، والحماما ينضج ، والبقية فيها قبض وتحليل.
  الثالثة من الميامر : (4) واعلم أن جميع الأدوية القليلة الجلاء تصلح للجرب الضعيف والقوية للجرب القوي وتصلح الآثار التي من القروح ، وذلك أنها ترققها

**************************************************************
(1) کذا اقليميا الذهب ـ بحر الجواهر.
(2) كذا بالأصل ولعله : سمطاوس ، اسم الکحل.
(3) الماميران هو الصنف الصغير من العروق الصفر ـ الجامع للمفردات 129 / 8 ، وقال في البحر : لو غلي الماميران الصيني وقطر من مائه قطرة في العين الوجعة سكن الوجع في الحال أي وجع كان.
(4) هو كتاب لجالينوس قال في عيون الأنباء 1 / 98 : (كتاب) تركيب الأدوية جعله في سبع عشرة مقالة أجمل في سبع منها أجناس الأدوية المركبة فعدد جنساً جنساً منها وجعل مثلاً جنس الأدوية التي تبني اللحم في القروح على حدته ..... أقول : وجملة هذا الكتاب الذي رسمه جالينوس في تركيب الأدوية لا يوجد في هذا الوقت إلا وهو منقسم إلى كتابين وكل واحد منهما على حدته ولا يبعد أن الاسکندرانيين لتبصرهم في کتب جالينوسي صنعوا هذا أو غيرهم فالاول يعرف بکتاب قاطباجانس ويتضمن السبع المقالات الأولى التي تقدم ذكرها والآخر يعرف بكتاب الميامر ويحتوي على العشر المقالات الباقية والميامر جمع ميمز وهو الطريق.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 9 ـ

  وتلطفها وتلطف غلاظها وتجلو من ظاهرها شيئاً ، فأما الأدوية التي تصلح لطبقات العين إذا صلبت فإنها تؤلف من الأشق والمر والزعفران والبارزد (1) ، ويخلط بها ما هو أقوى من هذه الصموغ.
  لي : مجموع العلل والأعراض والجوامع مع التقاسيم : البصر / يعدم أو يضعف إما من قبل الحاس الأول أعني الدماغ أو من قبل المجاري التي تنفذ منه إلى العين ، وإما من قبل الأشياء القابلة لذلك الفعل كالرطوبات والطبقات ، وإذا كان الضرر عن الدماغ كان معه ضرر في التخييل أيضاً لأنه لا يجوز أن يكون مقدم الدماغ عليلاً إلا والضرر واقع بالتخييل ، وإما سدة تدل على أصناف سوء المزاج الحار أو البارد ، وإما بعض الأورام.
  وأما سوء مزاج مفرد فسوء المزاج الحار ايستدل عليه بشدة لهيب العين مع عدم الإبصار ، ويستدل على البارد ببرودة كبرودة الثلج في العين مع عدم البصر ، وأما الرطوبة فتحدث في الصبيان وفي المزاج الرطب ، واليبس في المشايخ.
  وأما الورم الحار في العصبة فبالضربان والثقل مع فقد البصر.
  وأما الورم السوداوي والبلغمي فبالثقل مع فقد البصر ، / ولا يحس بحرارة ولا ـ هـ ضربان ، والوقت أيضاً يستدل به ، وذلك أن الورم الصلب لا يحدث إلا في مدة طويلة.
  والسدة فيستدل عليه من أنه يحدث في الموضع ثقل دفعة ومن أن الناظر لا يتسع ولا يضيق عند التغميض والضوء والظلمة ، وإما أن تتفرق أيضاً العصبة ، وهذا ينتاً منه العين دفعة مع عدم البصر لأن النتوء إذا كان والبصر على حاله فإنما استرخت العضلات القابضة على أصل العين ، فإذا كان مع جحوظ العين عدم البصر فأما أن تكون العصبة المجوفة انهتكت ، وإما أن تكون تمددت تمدداً كثيراً.

أمراض الجليدية
  إما عن أصناف سمور المزاج الثمانية ، أو بزوالها عن مجاورة مکانها ، فزوالها عرن مكانها يمنة أو يسرة لا يحدث ضرراً في البصر ، وأما زواله إلى فوق وأسفل فيحدث أن يرى الشيء شيئين ، وإن غارت / الرطوبة الجليدية صارت العين كحلاء ، وإن علت ـ ـ حتى جحظت صارت العين زرقاء.

أمراض ثقب العنبية
  الضيق والاتساع والاعوجاج فضيق الحدقة إن كان مولوداً فإنه يكون سبباً لحدة البصر جداً ، وإن كان حادثاً أضر بالبصر ، وذلك أنه يعرض إما لأن الطبقة العنبية

**************************************************************
(1) بارزد صمغ شجرة يكون بالشام يقال له بالعربية قنة البحر.

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 10 ـ

  رطبت فاسترخت وتعصبت ، أو لأن الرطوبة البيضية رطبت فصار لذلك لا تمدد الطبقة العنبية فضاق لذلك الثقب ، وهذا ضار لأن هذه الرطوبة تحجب الشعاع عن أن يقع على الجليدي دفعة ويندبها ويحفظ مزاجها ، فإذا فقدت هذه عرض للجليدي اليبس وذهاب البصر كما يعرض لمن ينظر إلى الشمس.
  قال : وضيق الناظر العارض من استفراغ الرطوبة البيضية التي هي محصورة في العنبية فعسر برءه ، والعارض من ترطيب العنبية يسهل برءه.
  قال : فضيق الحدقة إذا كان من يبس لا يبرؤ ، وهذا أكثر ما يعرض للشيوخ ، فأما الضيق الحادث من نقص العنبية للرطوبة / فإنه يبرؤ ، وأما اعوجاج ثقب العنبية فإنه لا يضر بالبصر البتة ، ويعوج من أجل قرحة حدثت في القرنية ، فإذا كانت صغيرة نتا شيء قليل من العنبي وهو المورسرج (1) فيعوج بذلك ثقبتها ولا يضر بالبصر ، وإن نتأ شيء كثير أبطل البصر ، لأن ثقب العنبي يبطل البتة ويحاذي الجليدي جرم العنبي ، وربما نتأ العنبي كله وبطل الثقب البتة.

أمراض القرنية
  إما أن يغلظ آثار القروح وهذا إذا لم يكن في وجه الثقب لم يضر بالبصر البتة ويجف وينقص من يبس فيقل صفاءه فيضعف البصر ويعرض ذلك للشيوخ أو يتسع ثقب العنبي ويكون ذلك من جفاف العنبية ، وذلك أنها إذا جفت تمددت واتسع ثقبها وهذا عسر البرء جداً ، أو لأن البيضية تكثر فتمدد هذه الطبقة فيتسع الثقب ، أو لأن ورما يحدث في العنبي وهذان يسهل برءهما.
  لي : لم يعط علامته.

أمراض العنبية
  الطبقة العنبية : إن انخرقت سالت الرطوبة البيضية وعرض من ذلك قرب لقاء النور للجليدي فيعرض من ذلك بسرعة ما يعرض لمن ينظر إلى الشمس ، والثاني أن يخرج الروح من تلك الجراحة.
  لي : وهذا باطل.

أمراض البيضية
  الرطوبة البيضية تضر بالبصر إما لكميتها وذلك أنها إن كثرت مددت الجليدية

 الحاوي في الطب ج (2)  ـ 11 ـ

  فاتسع الثقب فصار مانعاً لنفوذ البصر فيها بعمقها فيعدم الجليدية وقاءها وسترها ثم عرض من ذلك ما يعرض من الشمس ، وإما لكيفيتها فإنها إذا ثخنت لم يبصر الإنسان ما بعد ولا يكون أكثر أيضاً لما قرب يبصر أيضاً بصراً صحيحاً ، وإن ثخنت ثخناً كثيراً ، وكان ذلك عند الثقب نفسه منع البصر وكان كالماء النازل في العين ، وقد قيل : إن الماء النازل في العين هو هذا ، وإن ثخن بعضها وكان حول الثقب لم يبصر الإنسان آشياء کثيرة دفعة ، وذلك أن ثقب العنبى يكون ما هو منه لا يستر عن الجليدي ضيق ، وإن كان هذا الغلظ الثخن في الوسط وحواليه / مكشوف أبصر الإنسان ما يراه كأن فيه. كوة ، فإن كانت فيه أجزاء غليظة ثخينة متفرقة رأى الإنسان كالشعر والبق بين يديه ، وإن تغير لونها إلى الكدورة رأى الأشياء كأن عليها كالضباب أو الدخان ، وإن احمرت رأى الأشياء حمراء وإن اصفرت رآها صفراء.
  أمراض القرني : إن غلظ وتلبد حدث في البصر ظلمة ، وإن ترطب أبصر الأشياء في ضباب ودخان ، وإما أن ينقص مثل ما يحدث للشيوخ وهذا يكون إما لعرض يبس القرنية في نفسها والتکميش في ثقبها في نفسها ، ويکون في هذا ثقب العنبي على ما لم يزل عليه أو لنقصان البيضية فيضيق ثقب العنبي ، وإن تغير لونه إلى حمرة أو صفرة أبصر الأشياء حمراء وصفراء.
  استعن بالرابعة من العلل والأعراض وتقاسيمه وجوامعه وكتاب العين : إذا نتأت القرنية من قرحة كانت أضرت ذلك بالبصر / على نحو قرب الجليدي من النور وهو الـ الذي يعرض منه كالعشا (1) العارض من الشمس ، وإن غلظ منع البصر ، وذلك إذا صار دشبذا (2) من أثر قرحة.
  الأولى من الأخلاط : قال : ينبغي أن تدر الدموع حيث تريد أن تستفرغ أخلاطاً محتقنة في العين ، ويمنعها متى كانت تحدث بحدتها أوراماً وقروحاً في العين.
  الخامسة من الفصول وهى آخرها : قال : قد أبرأنا مراراً كثيرة علل العين من رطوبات كانت تنصب إليها منذ مدة طويلة باستفراغ الدم من نقرة القفا وما فوقها بوضع المحجمة على تلك المواضع.
  الإسكندر قال : من كان يكثر النوازل إلى عينيه فلا يحرك رأسه في ماء حار ولا بارد جداً لأنه ضار ، ويمنع من الدهن على الرأس.

**************************************************************
(1) العشا ـ بالفتح والقصر : سوء البصر بالليل والنهار وقيل أن يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل ؛ وهو أن يتعطل البصر ليلا ويبصر نهارا ويضعف في آخره ـ بحر الجواهر.
(2) الدشبذ کقنفذ وقيل کز برج شيء شبيه بالغضروف اينبت عليه وعلى العظم عند انکسار هما وقد يطلق على شيء ينعقد على الجراحة وليس من جوهر العضو ـ بحر الجواهر.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 12 ـ

  السادسة من مسائل أبيذيميا : قال : أفضل الأحداق المعتدلة بالعظم لأن الضيقة الصغيرة تدل على قلة الروح المنبعث في العصبة ، والواسعة جداً يتبدد فيها ذلك النور.
  من کتاب جامع الکحالين المحدثين : ما انسحق من أدوية العين فصوله ، وما لم ينس حق فاجعله في کوز لطيف واشوه في فحم حتى يحترق کسوار الهند وغيره حرقه على هذا ثم يؤخذ من المغسول فيسحق ما يشاء أيضاً.
  قال : واعلم أن الزنجار يأكل حجب العين ويهتكها ويؤثر فيها وخاصة في أعين النساء والصبيان فاخلط به الکثير من الاسفيداج.
  قال : والمغربة كالنشاء والإسفيداج والقليميا إنما ينبغي أن يستعمل والمادة قد انقطعت ، لأنها إن استعملت قبل ذلك منعت التحلل فهاج الوجع لتمدد الطبقات إلا أن يكون في القروح ، فإنا حينئذ نضطرا إليها لأنها عظيمة النفع ها هنا ، ولا دواء لها غيرها وإذا ألقى كحال في عين دواء فليصبر حتى يذهب مضغه (1) وأثره البتة ثم يتبعه بميل آخر فهو أبلغ من أن يكون بعضه على أثر بعض.
  قال : والرمد في البلدان الباردة والأمزجة الباردة أطول مدة فالزم العلاج ولا تضجر لأن حجب أعينها أشد تكاثفاً.
  قال : ومما يعم جميع أوجاع العين بعد قطع المادة تلطيف الغذاء وتسهيل الطبيعة أبداً وقلة الشرب وترل الجماع وشد الاطراف ودلکها وتکميدها بالماء الحار وشد الساقين ودلالک القدمين وخاصة عند شدة الوجع وطلي الجفون والصد غين والجبهة فإن ذلك يمنع النزلة ولا شيء أضر بالعين الصحيحة والمريضة من دوام يبس البطن وطول النظر إلى الأشياء المضيئة وقراءة الخط الدقيق والإفراط في الباه وكثرة أكل السمك المالح ودوام السكر والنوم بعقب التملىء من الطعام ، فلا ينبغي لمن عينه ضعيفة أن ينام أبداً حتى ينحدر طعامه ، ولا يغسل العين في الرمد والقرحة بماء بارد فإنه يحقن المادة ويمنع من انقلاع آثار القروح ، وقل من ينفعه الماء البارد إلا لمن كان ـ ـ به سوء مزاج حار فقط بلا مادة ، ويلزم خرقة سوداء من بعينه رمد حار / آو بثر ويکون في موضع قليل الضياء وفراشه ليس بأبيض وحوله خضر ، ومن کانت القر حة في عينه اليمني فلينم على الجانب الايمن وکذللک اليسري ، ولايصيح ولا يعطس ولايد خل الحمام إلا بعد نضوج العلة ، فإن دخله فلا يطيل المكث فيه ، ومن كان بعينه ماء فليتوق الغرغرة والعطاس والصياح ، لأنه يجلب المادة ، وينبغي أن يستاك بالأرياج.
  قول جميع الكحالين : كل عين شديدة الحمرة كثيرة الرطوبة والرمص فالمادة

**************************************************************
(1) المضغ ـ بالضم : الجراحات .

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 13 ـ

  دم ، فإن كانت مع شدة الحمرة جافة غير رامصة فالصفراء ، وإن كانت الحمرة قليلة والر مص کثيراً فالبلغم. وان کانت الحمرة والرمص قليلين فالسوداء ، والرمد الکاتن من دم وبلغم تلتزق في النوم ، والذي من صفراء وسوداء لا يلتزق في النوم ويکون ذلك قليلاً جداً ، وينبغي أن يقصد أولاً إلى استفراغ المادة المهيجة للعين.
  قال : ويسمي ما خرج في بياض العين بثراً ، وما خرج في سوادها قرحاً لانه أعظم مضرة . وقالوا : جميعاً : إن البشر والقروح على / ثلاثة أنواع ، نوع يخرج في ـ ـ الملتحم وهو بشر ، ونوعان يخرجان في القرنية ، وما في الملتحم كله أحمر ، وما في القرنية أبيض ، وإن كان أغبر إلى السواد كان شراً ، وكل رفادة (1) تكون عليها مادة بيضاء فثم وجع صعب وضربان شديد ، وإن كانت المدة إلى الصفرة أو الغبرة والزرقة فهي أقل وجعاً وضرباناً ، وإن كانت إلى الحمرة فأقل أيضاً.
  وقالوا جميعاً : إن جميع الأكحال الحجرية لا يجوز أن يستعمل إلا بعد حرقها وتصويلها وإطالة سحقها بعد ذلك وإلا عظم ضررها ، وليكن الميل شديد الملاسة.
  لي : يمر في الجلد على صنيع المهالة مدة حتى يلين جداً ، وينبغي أن يرفع الكحال الجفن ويرسله برفق وتؤدة ولا يعجل ويضع الذرور بين الجفنين في المأقين ولاي خط في العين ميلا في الرمد والوجع ، وأما عند قلع الآثار فليعمد بالدواء الأمر ويمره عليه جيداً ، وإذا قلب الجفن فليرده قليلاً قليلاً ولا يختلس يده ليرجع / من تلقاء ثلا نفسه ، وكل علة معها ضربان ووجع شديد فليعالج بأدوية لينة من اليابسة والرطبة كالرمد والقروح ، وكل علة عتيقة مزمنة لا وجع معها كالجرب والسبل وآثار القروح والحكة والغشاوة والكامنة وبقايا الرمد والسلاق والظفرة فبالأدوية الجلائية المنقية على قدر مراتبها فيما يحتاج إليه من فوتها ، وإن اجتمعا فابدأ بالذي يوجع.
  قالوا : ومتى کانت المواد تنصب الى العين دائماً فعلاجها في نفسها باطل ، فانظر أولاً هل ذلك من جميع البدن أو من الرأس وحده ، فإن كان من جميع البدن فاستفرغه أو من الرأس وحده فانفض البدن أو انفض الرأس واطله بالأطلية ، وما كان يسيل من خارج القحف فاقطع الشريانين واطلهما بالا طلية ، وما کان يه سيل من داخل القحف فعلامته العطاس والحكة واللذاع فالفصد وأسهل واستفرغ الرأس ، ومن ضعف بصره وشكله بحاله فانظر ذلك من الدماغ نفسه أو من سدة في العصبة أو من يبس القرني على أن هذا يتغير منه شكل الحدقة : فعالج بعد التثبت / والنظر ، قالوا جميعاً : ـ يحتاج في أول علاج القروح والبشور كلها إلى أدوية مركبة من أصناف شتى مبردة : كاسرة للحدة كالإسفيداج والنشا والصمغ ، ومن ضجة كالأنزروت والمر والكندر الرفادة ـ بالکسر : خرقة يرفد بها الجرح وغيره.

**************************************************************
(1) الرفادة ـ بالكسر : خرقة يرفد بها الجرح وغيره.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 14 ـ

  والزعفران وماء الحلبة ، ومخدرة كالأفيون ، وإن تطاولت العلة ولم تنضج فاخلط بها القوية الإنضاج كالأشق والجندبادستر.
  لي : نؤلف شيافاً لكل نوع فنقول : إذا تأخر النضج فشيافات الابتداء للدفع فقط ، وشياف لمنع البثور ، وشياف للإنضاج ، وشياف لإنبات اللحم ، وشياف لقلع الآثار ، وقالوا : من أمراض العين ما لا بد فيه من استفراغ البدن فيه بفصد أو حجامة أو إسهال وتلطيف الغذاء مع الأكحال ، ومنها ما لا يكتفي بالأكحال ، فالذي لا بد معه من التلطيف البثور والقروح والرمد الحار والسبل إذا كان معه انتفاخ أو ورم أو شدة حمرة وكثرة رطوبة وقذى ، وأما ما لا يحتاج إلى استفراغ فمثل آثار القروح التي إنما ـ تحتاج إلى جلاء وسائر / الأوجاع التي لا يظهر معها امتلاء ولا انتفاخ عروق العين ولا كثرة رطوبة سائلة ، وقد تختلف أدوية القروح بحسب نقائها ووضرها ، وإذا تطاولت الأورام في حجب العين ولم تنضج ولم تجمع مدة فاكحله بالأنزروت المربى والزعفران والجندباد ستر والكندس والحضض الهندي وماء الحلبة ، فإن لم تجمع فاخلط في هذه الحلتيت والسكبينج والأشق والدارصيني والساذج والسنبل ، وبادر بها قبل أن تأكل حجاب العين وتخرقها خرقاً عظيماً فتسيل الرطوبات ، وإذا انفتح فعالجها بما يجذب ما فيها من المدة ويملأ الحفر مثل الملكاية (1) ، وأدف الشياف الأبيض بلبن وبماء الحلبة ، وإذا بقى الأثر فعليك بقشور البيض وبعر الضب وزبد البحر وأنفحة (2) الأرانب والمسحقونيا (3) ونحو ذلك. ـ
  / قالوا : إذا كان الوجع في العين من امتلاء فأفرغ ، فإن لم يسكن فاعلم أن المادة قد رسخت في العضو فعالج بالأشياء المسكنة للوجع وبما يحلل من الكماد وغيره ، فإن لم يسكن بذلك فعليك بالمخدرة ، واعلم أن عظم ما يحدث في العين آفة القروح ، وعلامتها كثرة الدموع وشدة النخس والوجع ، ويحتاج قبل انفجارها إلى الأدوية اللزجة اللينة المغرية التي لا لذيع فيها ولا جلاء ، وأما البثور فعلاجها بما يجمع ويشد ، وخير الأشياء له التوتيا والشاذنة والإثمد مغسولة مسحوقة على ما وصفنا مرارا.

**************************************************************
(1) ملكاية : ذرور أبيض ينفع من الورد ينسج ويحلل بقايا الرمد ـ بحر الجواهر.
(2) قال القرشي : كل الأنافح حارة يابسة في الثالثة حادة ملطفة محللة مجففة يحلل الدم واللبن الجامدين في المعدة. بحر الجواهر.
(3) قال الرازي في الحاوي : هو ماء الزجاج ، وفي کتاب أهرن القس أنه ماء الجرار الخضر حين تعمل ، سليمان بن حسان : المسحقونيا هي الشحيرة وهو خلط يقوم من الملح والآجر يعرفه أهل صنعة تخليص الذهب ، وزعم قوم أنه حار جداً ولذلك يقلع البياض من العين ويجفف الرطوبة وينفع من الحكة والجرب إذا طلي به الجسم في الحمام.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 15 ـ

  وقال مرانا وعلى الکبير وعيسى باب الطاق وابن الجنيد وجماعة من الکحالين المعدودين في الخرق : إذا حدثت القروح في العين فلا تدع بعد الفصد ، أو حجامة الساق إذا لم يمكن الفصد ، / أو اجمعهما ، وإسهال الطبيعة كل أربعة أيام بهليلج أو كـ تمر هندي آو بخيار شنبر وترنجبين وجاص ، او بهذا فهو آجود : يؤخذ من الکثير آو رب السوس جزء جزء وسقمونيا نصف جزء مشوي ويجعل حباً ، الشربة درهم ويكون تدبيره إلى اللطافة ولا يلطف جداً لأن في العلة طولاً ولكن لطف إلى جمع المدة وانفجار القرحة ثم غلظ أكثر فأعطه بعد انفجار القرحة الفروج وأطراف الجداء لئلا تسقط قوته ، لأن القوة إذا سقطت كثرت الفضول في الجسم وكثرت لذلك في عينيه ولم تقو الطبيعة على نضج الأخلاط لكثرتها وضعف قوتها في البدن ، واعلم أن البشر الصغير لا يكاد يجمع وينفجر إلا أن تكون مادته شديدة الحرقة ، والشياف الأبيض يبرئه ويجففه.
  قال : وينفع أن يكتحل القروح والبثور بعد الاستفراغ بالشياف الأبيض اللين الذي لا قليميا فيه ولكن يتخذ من الأنزروت والنشا والصمغ والكندر والأفيون يعجن ببياض البيض رقيقاً ويقطر في العين بألبان النساء فإنه جيد في هذا الموضع ، إلا أن يكون الوجع شديداً / فألق حينئذ في عينيه الشياف المتخذ من كثيراً ونشا وأفيون وإسفيداج ، فإذا انفجرت القرحة فاكحله بالأحمر اللين والأبيض الذي فيه قليميا وشادنج (1) وسائر الأحجار المجففة ، فإذا سكن اللذع والوجع واحتجت إلى تنقية القرحة فاخلط بهذه الأدوية أدوية جلاء لتنقى القرحة وتنبت اللحم مع ذلك. قال : فإذا كانت القرحة زائلة عن الناظر فاعلم أنها لا تمنع البصر البتة.
  قال : وينبغي إذا حدث النتوء أن يلزم الرفادة والإكسيرين اللذين ذكرت لك فإنه يطمئن ويسكن ، وإذا أردت أن تعالج البياض الباقي من أثر القرحة فألزمه الحمام كل يوم ثم اكحله بعد الخروج من الحمام فإنه يلين البياض الباقي ، قال : وارفق ولا تخرق لئلا يخرق / العنبي فيحدث النتوء ، فإن نتأ في حال فعالج بالإثمد والشاذنة والإسفيداج ـ وألزم الشد والرفادة.
  لي : ربما لم يمكن الحمام لعلة في البدن فأكب العليل على بخار الماء الحار ويفتح عينيه مدة طويلة حتى يعرق وجهه ويحمر ثم اکحله.
  الرمد : لا يكحل العين الرمدة الشديدة الوجع الوارمة بشياف نافع شديد القبض

**************************************************************
(1) قال في بحر الجواهر شادنج معرب شادنه وهو حجر صغير كالعدس بارد يابس يحبس السيلانات الدموية وينفع من السحج ... ويقوي العين وقروحها وأوجاعها غير المغسول حار في الأولى يابس في الثانية والمغسول بارد إلى الثانية بدله حجر المغناطيس إذا أحرق.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 16 ـ

  قبل الاستفراغ وانقطاع المادة ، لكن عالج الرمد مع الامتلاء بالشياف الأبيض المركب من كثيراً ونشا وصمغ وإسفيداج (1) وأفيون معجوناً بماء إكليل الملك ثم أدفه ببياض البيض الرقيق وقطره في العين واستعمله باللبن لأن اللبن حار جداً غير لذاع.
  وما احتجت إليه من القابضة فى ابتداء العلة لئلا يقبل العين المادة فلا يكون بليغة جداً ، وإياك واستعمال الأدوية المحللة / الحادة في ابتداء الرمد والقروح إلا أن يكون الوجع شديداً لأنها تملأ العين مما يجذب إليها ، والمخدرة في حال شدة الوجع نافعة ولكن لا تطاول بها فإنها تثبت العلل وتضعف البصر جداً ، فإذا سكنت المواد ونقصت فالحمام والأكحال المحللة نافعة ، ولا يهجم أبداً بالأكحال الحادة فتتغير العين لكن يدرج إليها ، واستعمل في الوردينج ـ وهو الرمد الشديد ـ الذرور الأبيض ثم الأصفر ، وينفع جداً في شدة الوجع في الرمد الشياف الأبيض اللين وهو الذي ليس فيه من المعدنية إلا الاسفيداج يداف بياض البيض الرقيق ويقطر فيها ، وأما التکميد فان کان الوجع شديدا فأكثر منه ، وإن كان قليلاً فيكفي بمرة أو مرتين وليكن بماء إكليل الملك والحلبة. ـ
  فأما الأضمدة فاتخذها من زعفران وإكليل / الملك وكزبرة البئر وورق الكزبرة وصفرة البيض والخبز المنقع في عقيد العنب ، وإن كان الوجع شديدا فاخلط فيها قشور خشخاش وأفيوناً.
  وأما الاطالية فليکن من زعفران وما ميثا وحضض وصبر والصمغ العربي على الأجفان.
  وأما ما يطلى ويوضع على الجبهة لمنع النوازل فإن كان السيلان حاراً فاتخذه من عوسج وسفرجل وسويق شعير وبقلة الحمقاء وبزرقطونا وعنب الثعلب ونحوه ، وفي الجملة ما يبرد ويقبض.
  فان کان السيلان ليسي بمفرط الحرارة فليکن من غبار الرحي ومر ، ويذاب الکندر بياض البيض.
  وان کان مايسيل بار داً فاتخذه من کبريت وزفت وفلونيا وترياق.
  قال : والشيح المحرق يملأ الحفر جداً لأنه يجفف ويجلو بلا لذع.
  قال : فإذا لم يبق في العين لا ورم ولا وجع أصلاً من الرمد والقروح فاستعمل الشياف الأحمر والذرور الأصفر ليحلل بقايا الرمد والغلظ.

**************************************************************
(1) اسفيد اج هو رماد الرصاص ، وبياض لعله اراد به بياض الاسفيداج ، کتاب الجامع للمفردات 1 / 21 : وإن أحب أحد أن يعمل منه (من الإسفيداج) أقراصاً فيعجنه بخل ويعمله أقراصاً ويجففه في الشمس وليفعل هذه الأشياء وهو في الصيف فإن الإسفيداج حينئذ قوته وفعله فعل قوي وبياضه أحس (1) حسري .

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 17 ـ

  من كتاب العين قال : أجناس أدوية العين سبعة : مسدد مفتح / جلاء معفن قابض منضج مخدر.
  قال : المسددة منها أرضية يابسة ومنها رطبة لزجة سائلة ، والأولى تصلح للتجفيف والسيلان اللطيف الحاد ولا سيما إذا كان مع قرحة من بعد إفراغ البدن والرأس وانقطاع ذلك السيلان ، لأنها تجفف الذي قد حصل تجفيفاً معتدلاً وتمنعها من النفوذ في طبقات العين ، فأما إن كان السيلان لم ينقطع فلا تستعمل لأنها إن استعملت اشتد الوجع ، لأن هذه بمقدار ما معها من التغرية تعين على أن تمنع تلك الرطوبة من التحلل فتمتد لذلك صفاقات العين لكثرة ما يحصل فيها من الرطوبات وربما تخرقت وتأكلت وتقع ، هذه الأدوية لا تستبين إلا في طول الزمان ، إلا أنا نضطر إليها ، وإذا كانت في العين قرحة وكان يسيل إليها رطوبة حريفة ولا يمكن أن يستعمل جنس من الأدوية غيرها لأن القابض يزيد في الوجع لشدة جمعه ومنعه الرطوبات أن تسيل ، والحار يزيد في رداءة المادة وحرافتها ، والمرخي والمحلل والمنضج وإن كانت تنزع الرطوبة فإنها لا تملأ القروح ولا تقبض / النتوء ، والحامض ثل والبورقي لأنهما يلذعان فيهيجان العلة ولا يصلحان لهذه العلة ، والذي يصلح لها إنما هو المعتدل في الحر والبرد والمجفف بلا أذى ولذع كالتوتيا المغسول والنشا والقليميا المغسول المحرق والرصاص كذلك ، والإسفيداج والإثمد المغسولان ، فأما بياض البيض واللبن ونحوه فيدخل في علاج هذه العلة لأنها تغري وتملس الخشونة التي تحدثها المادة الحريفة لأنها تغسلها وتعدلها فتسكن الوجع لذلك ، ولزوجته تعين على طول بقائه في العين ، ولولا ذلله لاستعملنا الماء مکانه ، ولکن العين تستنفع بطول بقاء الدواء فيها لئلا تحتاج أن تزعج كل ساعة لأن ذلك يزيد في وجعها وهي هذه : رقيق بياض البيض وماء الحلبة المغسولة واللبن وماء الصمغ والكثيرا ، واللبن بجلائه أوفق في القروح والحلبة كذلك بفضل تحليلها وتسكين الوجع الشديد ، وأما بياض البيض فيغري فقط ولايسخن ولا يبرد ولاي جلو ، والصمغ والکثير ايصلحان لعجن الأدوية الحجرية لها فتلينها وتملسها فضل / تمليس وتصلح أيضاً إذا حلت بغسل ، الرطوبات اللذاغة ، وما يصلحها بياض البيض.
  قال : وأما الجنس الثاني وهو المفتحة فإنها تصلح إذا أزمنت المدة في القرنية ولم ينفتح ، وللأورام الصلبة إذا أزمنت ، ويخلط بها المنضجة لتعدلها وهي الحلتيت والس کبينج والاشق والفر بيون والدارصيني والحماما والوج والسليخة والساذج والسنبل.
  وأما الجلائية فالقليلة الجلاء التي لا تلذع فتصلح لجلاء البياض الرقيق والقروح کالقليميا والکندر وقرن الايل المحرق والصبر والورد.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 18 ـ

  وما كان منها شديد الجلاء فتصلح للأثر الغليظ والظفرة والجرب أكتوبال النحاس والزاج والزنجار والنشادر والقلقديس والنحاس المحرق ، فإن غسلت قل لذعها ونقص جلاءها بقدر غسلها.
  وأما المعفنة فإنها تصلح للظفرة والجرب والحكة إذا أزمن نوع هذه وصلب القروح وهي الزرنيخ والزاج.
  وأما القابضة فالمعتدلة منها تصلح لرفع السيلان في الرمد والقروح كالورد وبزره والسنبل والسلاحة (1) والزعفران وماء الورد / والماميثا والشادنج ويخلط فيها قليل من أقاقيا وهو فسطيداس (2) ، وماء الحصرم أقوى قبضاً من هذه إلا أن العصارات تسرع الخروج من العين والأرضية تبقى أكثر ، ولذلك لا تكاد العصارات تنكأ العين كما تنكأها الحجرية إذا وضعت غير موضعها.
  قال : ومنها ما يقبض قبضاً شديداً وهذه لا تصلح لدفع السيلان لأنها تورث من الوجع الخشونتها أكثر من النفع في دفع السيلان ، / لكنها تستعمل في نوعين فيخلط في بعض الأدوية التي تحد البصر شيء منها فيجمع الروح الباصر في العين فيقويه ، ويقلع أيضاً بها خشونة الأجفان والجرب ، وهذه هي الجلنار والعفص وتوبال الحديد والقلقديس (3) وهو أقواها كلها وألحجها في قلع الخشونة ما كانت حجرية ، وأما العصارات كعصارة لحية التيس والأقاقيا وماء الحصرم فلأنها تخرج سريعاً من العين فلا تقلع الخشونة.
  وأما المنضجة فإنا نستعملها في أورام العين وفي القروح إذا كانت المدة محتبسة داخل القرنية أولاً وحدها ، فإن لم تنجع خلطنا معها الأدوية القوية التحليل ، وفي الأورام الصلبة في العين ، وهي الزعفران والمر والجندباد ستر والكندر وماء الحلبة والحضض والأنزروت والبارزد وإكليل الملك وطبيخه.
  وأما المخدرة وهي الأفيون والبنج واللفاح وتستعمل هذه / خاصة إذا كان مع ذلك حدة وتأكل وقروح ، واستعملها بحذر لأنها تضعف البصر وربما أتلفته ولهذا

**************************************************************
(1) سلاخة ويقال بالحاء المهملة كما في محيط أعظم 2 / 48 ومخزن الأدوية ص 229 ـ وضبطه فيهما بالإعراب بضم السين وبفتحها وفتح اللام والألف وفتح الحاء المهملة وآخره هاء ـ : اسم لما تجمد على الصخور الجبلية من بول التيوس أيام نبيبها فيصير كالزفت وهو حار يابس في الثالثة يفجر الأورام والدبيلات ويزيل سائر الآصار طلاء ، وإذا شرب أسهل الأخلاط المحترقة ، ودرهم منه في كل يوم إلى آربعين بالسکنجبين يخلص من الجدام وان نثر الاطراف تذکرة داود ص 197.
(2) قال المالقي من زعم أنه لحية التيس فقد غلط وأخطأ وإنما هو نوع من الطراثيث صغير ، ووقع في 1 : طراثيث ـ وقال صاحب المخزن والتذکرة : هو لحية التيس ، بحر الجواهر.
(3) القلقديس صنف من الزاج الأبيض.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 19 ـ

  يجب استعمالها عند الضرورة الشديدة ، ولا تلح أيضاً في استعمالها بل استعملها وقتاً يسيراً بقدر ما بهذا الوجع ، فإذا هدأ الوجع تركنا استعمالها واستعملنا بعقبها الأكحال المسخنة المتخذة بدارصيني.
  مجهول من كتاب مجهول : إذا رأيت العين حمراء وارمة تلقى رمصاً فإنه رمد رطب ، وإن كانت صافية وتلتزق بالليل فهو رمد يابس وشفاءها كحل مضاض (1) جداً ، وإذا طال على العين الرمد ولم ينجع فيها العلاج فاقلب جفنها فإن فيه جربا والجرب بشر صغار ، فان کان العين لايقدر صاحبها آن يفتحها بالغداة حتى يدلکها دلکا کثيرا فعالجها بكحل مضاض ، وإذا رأيت مأقى العينين أحمرين فهو شلاق دواءه شياف بارد فلا تذرها واکحلها بکحل بارد.
  / جالينوس : الصبر نافع للأورام التي في العين وشأنه منع ما ينجلب إليها ـ وتحليل ما قد حصل فيها.
  لي : إذا عملت الجامع من كتاب العين فاقرأ أعراض العين في جوامع العلل والأعراض فإنه يشفيها شفاء (2) حسناً ولخصها وزاد مرضاً واحداً لم أره في غيرها وهو ترطب القرني.
  قال جالينوس : وإكليل الملك مع صفرة البيض ودقيق الحلبة ودقيق البزركتان والميفختج يتخذ منها ضماد لورم العين الحار الصلب.
  ابن ماسويه : الزعفران يمنع المواد لذا طلي على العين.
  مسيح الزعفران قد يجمع قبضاً إلى إنضاج.
  لي : لذلك هو جيد للورم في الأجفان إذا طلي عليها.
  لي في جملة مصلحة من كتاب العين ومن كتاب العلل والأعراض في ذكر علل جميع العين
  جالينوس أمراض العين جنسان : إما مرض يحدث فى القوة الفاعلة للبصر وإما في الآلة التي يكون بها البصر أو الحس / أو الحركة ، تدخل على القوة بفساد مزاج أو ورم أو انهتاك يقع في الدماغ وخاصة في الموضع الذي ينبت فيه إما العصب المجوف أو العصب الذي يجيئها بالحس ، أو فى الآلة ، فأول الآلة العصبة المجوفة ويحدث فيها إما تغير مزاج ثمانية أصناف وإما أورام أربعة أصناف وإما تهتك وإما تمدد وتطول وإما أن تشنج وإما من سدد بورم وغيره ، وتتلوه الجليدية وتحدث فيها

**************************************************************
(1) مضاض ـ بالضم : خالص.
(2) كذا بالأصل ولعله : نسفها نسفاً ـ بالفاء.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 20 ـ

  إما أن تجف وإما أن ترطب وإما أن تنتقل عن موضعها أو تتغير عن لونها أو تعظم أو تصغر أو يتفرق اتصالها ، فإن زالت يمنة أو يسرة عرض الحول وأكثر ما يعرض للصبيان وإن زالت إلى أسفل أو فوق عرض أن يرى الشيء شيئين.
  لي : وإن غارت فهذا عمل طويل ويمكن أن نبينه متى فرغنا من المقالة المنقسمة التي في آخر کتاب العين.
  من القرابادين الکبير : ان حداث في العين الورم المسمي التهيج / فضمدها (1) سفنجة مشربة بخل وماء حار مرات کثيرة ثم کمدها بماء حار وحده إن توجعات ، وشد عليها بعصابة رقيقة.
  لي : رأيت فصد الأماق وعرق الجبهة نافعين من جميع العلل المزمنة في علل العين كالسبل القديم والجرب والسلاق الأحمر ونحو ذلك ، وقُصد بين يدي جماعة كانوا يتأذون بالسبل فخف عنهم وهدؤوا وعروق الأماق وهي عروق الجبهة تنقسم قسمين إلا أن عرق الجبهة ينفع العينين جميعاً ، وفصد الآماق ينفع الواحدة ونفعه أكثر وأبلغ ، فإذا لم يوجد عروق الآماق فعرق الجبهة نافع جداً.
  حنين (2) في اجناس ادوية العين ، قال حنين : آجناس آدوية العين / سبعة : مسدد مغر مملس ، والثاني والثالث جلاء ، والرابع منضج ، والخامس مخدر ، والسادس معفن ، والسابع قابض.
  فالمسددة المغرية ضربان أرضي يابس وهي تجفف بلا لذع وهي صالحة للتجفيف والسيلان اللطيف الحاد وخاصة مع القروح وتصلح بعد إفراغ البدن والرأس وانقطاع السيلان لأنها تجفف تجفيفاً معتدلا وتمنع الرطوبة التي في أوراد العين من

**************************************************************
(1) الضماد ـ بالكسر ـ أن يخلط الأدوية بمائع ويلين ويوضع على العضو وأصل الضمد الشد من باب ضرب يقال ضمد رأسه وجرحه إذا شده بالضماد وهي خرقة يشد بها العصو الماؤف ثم قيل لوضع الدواء على الجرح وغيره وإن لم يشد ، والكماد ـ بالكسر ـ أن يوضع الأدوية على العضو بشرط أن يكون يابسة كما يوضع الملح المسخن أو النخالة المسخنة في القولنج وقيل يبسه ليس بشرط بل قد يكون رطباً ـ بحر الجواهر.
(2) هو حنين بن إسحاق أبو زيد العبادي ـ بفتح العين وتخفيف الباء ، والعباد ـ بالفتح ـ قبائل شتى من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية بالحيرة والنسبة إليهم عبادي ـ وكان مولد حنين في سنة مائة وأربع وتسعين للهجرة وتوفي في زمان المعتمد على الله وذلك في يوم الثلاثاء أول كانون الأول من سنة ألف ومائة وثمانين للإسكندر ... وكانت مدة حياته سبعين سنة ـ وله من كتبه كتاب يشتمل على عدة مقالات منها المقالة الثامنة يذكر فيها أجناس الأدوية للعين خاصة وأنواعها ، والمقالة التاسعة يذكر فيها مداواة أمراض العين ، والمقالة العاشرة فى الأدوية المركبة الموافقة لعلل العين ... ـ عيون الأنباء.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 21 ـ

  النفوذ في الطبقات ، فإذا كان السيلان لم ينقطع فلا ينبغي أن تستعمل لأنها حينئذ تشدد الوجع ، وذلك أن أوردة العين تتمدد من كثرة ما تمتلىء وتمدد الصفاقات فربما تأکلت ور بما تخرقت ، ومنفعة هذه لا تتبين إلا في زمان طويل إلا أنه يضطر إليها إذا كانت في العين / قرحة وتأكل في القرنية ونتوء في العنبية ، وإذا كانت تسيل إليها رطوبة حريفة ـ لأنه لا يمكن حينئذ استعمال شيء غيرها لأن القابضة وإن كانت تمنع الرطوبة أن تسيل منعاً قوياً ـ فإنها تحصر وتجمع العين بشدة فتزيد في الوجع ، والدواء الحاد يزيد في رداءة الرطوبات ويجر إليها ، والدواء المرخي والمحلل والمنضج يفرغ هذه الرطوبات السائلة إلا أنها لا تملأ القروح ولا تدملها ولا تقبض النتوء ، وليس يصلح لمثل هذه العلة إلا الأدوية القريبة من الاعتدال وإلى البرد ما هي التي تجفف تجفيفا يسيراً ولا تلذع البتة ، وهذه هي التوتيا المغسول والإسفيداج والإثمد المغسول والقليميا المحرق المغسول والرصاص المحرق المغسول.
  جالينوس : وفي القليميا جلاء يسير مع ذلك ، ولو غسل بعد الإحراق أو لم يحرق البتة ، وفي التوتيا قبض يسير وكذا في الرصاص المحرق المغسول وفي الإسفيداج ، وأما النشا فإنه إذا تقصى غسله لم يكن له قبض البتة ولا حرافة ، والمرطبة من هذه كبياض البيض الرقيق ولبن النساء وطبيخ الحلبة أو مائها وماء الصمغ والكثيرا فهذه أجمع لا تلذع البتة وتغري وتملس الخشونة / وتسكن حدة الرطوبات الحريفة وتغسلها فيسكن لذلك الوجع ، ولها في العين بقايا للزوجتها وهذا الذي يحتاج إليه لأن العين تنغسل عنها جميع الأدوية أسرع مما يخرج من جميع الأعضاء ولهذا جعلوا أكثر أدويتها حجرية لما يراد من طول بقائها فيها ، ولزوجة هذه يطول بقاءها فيها وذلك أجود شيء لأنك لا تحتاج أن تنبعث العين دائماً ويسيل الجفن في كل قليل ، فإن ذلك أعون ما يكون على هيجان الوجع ، لأن العين حينئذ تحتاج إلى هدوء وسکون ، وخلط الاطباء الصمغ ونحوه بالمعدنية لتليين خشونتها ودفع عاديتها عن العين ، ولطيف بياض البيض يغري فقط ، وأما ماء الحلبة فإنه مع ذلك يسكن ويحلل باعتدال ولذلك يسكن كثيراً من أوجاع العين.
  واللبن فيه جلاء لمائيته ولهذا يخلط اللبن بالحلبة في الأدوية التي تملأ القروح ، لأن التي تملأ القروح تحتاج أن تكون جلائية.
  والصمغ والكثيرا (1) يجمعان الأدوية ويغريان.
  والمنضجة تستعمل في أمراض العين والمدة المحتبسة / داخل القرنية في ابتداء

**************************************************************
(1) الصمغ والكثيرا فيهما تغرية أيضاً ، قال في كتاب الجامع للمفردات : حنين في كتاب الترياق في الصمغ مع التغرية يبوسة ـ الجامع وكثيراً ... بارد يابس مجفف مغر يكسر حدة الأدوية ـ بحر الجواهر.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 22 ـ

  ذلك وحدها لأنها تنضج ذلك وتجذبه ، فإذا أزمنت المدة والأورام ولم تنجح هذه فيها خلط بها الفتاحة التي لها حرافة ، وهذه المنضجات هي المر وزعفران وجندبادستر وكندر وماء الحلبة وحضض وأنزروت وبارزد وماء إكليل الملك ، وهذه كلها مع ما ينضج تحلل ، والمر أكثرها تحليلاً ، والزعفران أقل تحليلاً منه وفيه قبض معتدل ، والكندر أقل تحليلاً من الزعفران وفيه من جلاء ، ولذلك يملأ القروح ، وفي الحضض أيضاً جلاء وقبض ، وأما الجندبادستر فأكثرها تقطيعاً وتلطيفاً ، والأنزروت معه أيضاً تحليل ، والبارزد أكثر تحليلاً منه ، وإكليل الملك كالزعفران ، وماء الحلية يحلل ولا يقبض.
  وأما الفتاحة المحللة التى فيها حرافة فإنها تخلط بهذه وتستعمل بعد إذا طال مكث المدة ولم تنضج ولم تحلل أو تجذبه هذه ، وكذلك في أورام وصفاقات العين إذا لم تحللها المنضجة وهي الحلتيت والسكبينج والأقربيون (1) والأشق والدارصيني والحماما والوح والسليخة / والسنبل والساذج ، وللسليخة والسنبل والساذج قبض قليل ، وأما الآخر فلا قبض فيها البتة ، وهذه التي تصلح لابتداء الماء من جنس واحد وهي المرارات وماء الرازيانج ، وأما التي تجلو يسيراً فلا تلذع ، فإنها تجلو الأثر الذي ليس بغليظ وتملأ القروح ، وهي القليميا والكندر والقرون المحرقة والصبر والورد ، والإثمد في هذه الطريقة والقليميا وهما معتدلان في الحر والبرد ، والكندر إلى الحر أميل ، ولذلك يسكن الوجع وينضج وهو أقل جلاء ، وأما الصبر فمركب كالورد لأن فيه مرارة تجلو بها وقبضاً تجمع به وتدمل ، فأما القرون المحرقة فباردة يابسة إلا أنها بتجفيفها تملأ القروح لأنها تجفف الرطوبة ، وأما التى هى أكثر جلاء من هذه وهى الشديدة الجلاء وهى اللطيفة الثانية والثالثة من الأدوية الجلائية ، فإن الشديدة الجلاء تصلح للظفرة والجرب وحكة الأجفان ، والآثار الغليظة وهي توبال النحاس والزاج والزنجار والنوشادر والسريقون وهو دواء الجرب والقلقديس والنحاس المحرق وزهرة النحاس ، وهذه كلها لذاعة ، وأقلها ث ـ لذعاً القلقديس المحرق ، وإن غسلت هذه كلها قل / لذعها ونقص جلاءها بقدر نقصان لذعها ، وأما الأدوية المعفنة فإنها تصلح لقلع الخشونة والجرب المزمن الصلب وقلع الظفرة المزمنة والحکة المزمنة وهي الزرنيخ والزاج ، وهذه تخلط بالجلائية لتقوي بها.
  فأما القابضة فالتي منها معتدلة القبض تصلح لدفع السيلان في الرمد والقروح والبثور كالورد وبزره والسنبل والساذج والماميثا والزعفران وماء الورد.

**************************************************************
(1) أفربيون ويقال له فربيون بإسقاط الألف ويقال فرفيون ـ بالفاء في موضع الباء هو صمغ حاد حار يابس في الرابعة وقيل في الثالثة الشربة منه قيراط إلى دانق يجلو البصر اكتحالا ويقطع الماء النازل في العين لکن تبقي حرقته يومين ـ بحر الجواهر.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 23 ـ

  فأما القوية القبض فإنها تورث بهذه الحال لشدة جمعها وتخشينها من الوجع فوق ما ينفع من دفع المادة ، وقد تصير من أجل الوجع سبباً لتجلب المواد فتحدث ضرراً شديداً ، ولكن يستعمل القليل منها في الأدوية التي تحد البصر لتجمع جوهر العين وتقويه وفي التي تحفظ صحة العين لذلك المعي أيضاً ، وتدخل أيضاً في التي تقلع خشونة الأجفان ، لأنها تغري الأجفان وتعين على قلع ذلك وخاصة إذا كان معها حدة ، وهي كالجلنار والعفص الفج وتوبال الحديد والقلقنت / وهو أقواها كلها قبضاً ، سكو وأنجحها في قلع الخشونة ما كان أرضياً قابضاً كالقلقنت وزنجار الحديد ، وأما القاقيا وعصارة الحصرم ولحية التيس فإنها تنغسل سريعاً فلذلك لا يقوى فعلها.
  وأما المخدرة فإنها تستعمل إذا خيف التلف من شدة الوجع وخاصة إن كان مع ذلك حدة وتأکل من قروح ، واحذرها ما أمكنك ، فإنها تضعف البصر وربما أذهبته البتة ، وإذا استعملتها أيضاً فاستعملها وقتا يسي را بقدر ما يسکن الوجع ثم دعاها ، ثم استعمل بعقبها الأكحال المسخنة كالمتخذة بالدارصيني والمخدرة التي ذكرناها هي كالأفيون والبنج وماء اللفاح وقشوره.
  لي : وإذا استعملت دهن البلسان وعصارة السذاب والرازيانج ومرارة الحيوان ونحوها مما ينفع ظلمة البصر وابتداء الماء فاستعملها وغيرها من الأكحال الحادة إذا کان الرأس غير ممتلي ء وکان الهواء نيراً صافياً ليس بالبارد جداً ولا بالحار کذللاک ، وقطر بعقب جميع هذه الأكحال الحادة اللذاعة في العين لبن النساء وكمد حتى يسكن اللذاع بعد ذلك ونق.
  حنين : السلخ (1) نوع واحد يحدث مما بما (2) من الحجاب من حديد أو قصب / أو غير ذلك من أدوية حادة.
  لي : وقد يكون السلخ من الجرب الرديء فهو لك ثلاثة أنواع إما بحديد وإما بأدوية وإما بجرب ، والسرطان نوع واحد وهو ورم من المرة السوداء.

ذکر ادوية العين واحداً واحداً
  الحلتيت : قوي جداً يستعمل حيث يحتاج إلى تحليل كثير بقوة.
  السکبينج : حار والحلاتيت لطيف جلاء للاثار التي في العين ينفع من الماء

**************************************************************
(1) قال في بحر الجواهر : السلخ بالفتح ـ اي سلخ العين ـ بالفارسية ـ عبارت از آنست که ناخنه را از روي
(2) كذا في الأصل ، ولعله : بها ، أما السلخ فإنه يعرض في القرنية من الأشياء الفتاحة ـ تذكرة الکحالين.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 24 ـ

  وظلمة البصر الحادثة عن الغلظ ، المر حار يابس في الثانية جلاء يجلو آثار القروح التي في العين ولا يخشن.
  الكندر : حار في الثانية يابس في الأولى جلاء منضج ، يملا القروح ويسکن الوجع ، الصمغ يابس معتدل في الحر والبرد ، يغري ويلين ، وكذلك الكثيراء إلا أنه أقل تجفيفاً منه.
  البارزد : ملين محلل مخشن في الثانية مجفف في أولها ، الأنزروت مجفف بلا لذع ويلحم.
  الحضيض : يابس في الشانية معتدل في الحر والبرد ، في قبض يسير وجلاء وتلطيف للغلظ العارض في وجه الحدقة ، الأشق محلل ملين.
  الحلبة : حارة في الثانية يابسة في الأولى ، تحلل الأورام الصلبة ، والورد فيه قبض وتحليل وتجفيف ، الماميثا (1) تبرد تبريداً مع قبض ، الحية التيس : تجفف الأعضاء إذا استرخت.
  القاقيا : قوي التجفيف في الثالثة إن لم يغسل ، فإن غسل ففي الثانية. الرازيانج : حار في الثالثة (2) يابس في الأولى ، ينفع من الماء الذي في العين ، البابونج حار يابس في الأولى ، لطيف محلل مرخ.
  الصبر : يابس في الثالثة حار في الأولى ، يلزق القروح العسرة الاندمال ، ويدفع وي جلو ويحلل.
  النشا : بارد يابس مغر ، العفص يابس في الثالثة بارد في الثانية ، يدفع السيلان ويشد الأعضاء ، الزعفران يسخن في الثانية ويجفف في الأولى وينضج.
  الجلنار في مذهب العفص ، السنبل والساذج حاران في الأولى / يابسان في الثانية في آخرها مع قبض وحذة . والسليخة حارة يابسة في الثالثة لطيفة مع حدة وقبض وتقطيع وتحليل.
  الدارصيني : يسخن ويجفف. البطباط : يلزق القروح ويبرد ويدفع. الحماما : يسخن ويجفف في الثانية وينضج.
  الشادنة : تجفف وتقبض وتنفع من خشونة الأجفان وزيادة اللحم في القروح.
  الملح : يجلو ويجفف ويحلل . النوشادر ألطف منه وأقوى في ذلك.

**************************************************************
(1) الماميثا هي حشيشة واسعة الورق مائلة إلى الصفرة ـ بحر الجواهر.
(2) جالينوس في السابعة (أي المقالة السابعة) هذا (رازيانج) دواء يسخن إسخاناً قوياً حتى يمكن منه أن يكون في الدرجة الثالثة الجامع للمفردات.

 الحاوي في الطب ج (2)   ـ 27 ـ

  الزرنيخ : محرق . الزنجار (1) : ناقض اللحم. القليميا : يجفف ويقبض ويجلو ، معتدل في الحر والبرد ، فإن أحرق وغسل جفف بلا لذع وينفع الأخرى.
  البورق ملطف مقطع للفضلة الغليظة اللزجة ، الزاج المحرق معه قبض شديد وينفع القروح التي تحتاج أن تمتلىء في العين وجميع البدن / ولا سيما الرطبة.
  الرصاص المحرق : مجفف مع حرافة ولذع ، فإن غسل جفف بلا لذيع ، الإثمد : يجفف ويقبض. القلقنت : يقبض قبضاً قوياً مع إسخان قوي ويجفف اللحم الرطب ، القلقديس : يقبض جداً ويحرق وهو لطيف ، وإن أحرق زادت لطافته وقل لذعه . النحاس : المحرق حار قابض يدمل القروح التي في الأجساد اللينة إن غسل ، الإسفيداج : بارد مغر.
  زهرة (1) النحاس : أحد وألطف من النحاس المحرق ومن توبال النحاس ، ولذلك يجلو خشونة الأجفان.
  القسريفوق وهو دواء الجرب ، أكثر تجفيفاً من القلقديس وأقل لذعاً منه وألطف. التوتيا المغسول : يجفف بلا لذع وينفع البشر والقروح الرديئة والسيلان. توبال الحديد يجفف ويقبض وينفع القروح الرديئة. توبال النحاس : ينفض اللحم الزائد ويذيب. وفي کل توبال / لذيع ولطف . والمرارات : تحد ـ گالبصر. بياض البيض يغري وفيه جلاء للرطوبة التي فيه. العظام المحرقة المغسولة : باردة يابسة مسددة. الجندباد ستر : مقطع منضج . الفلفل والسنبل : نافعان في إدرار الدموع وظلمة البصر. الحجر الأفروجي والأنزروت والصبر والماميثا والقليميا والإثمد والزعفران : نافعة لحفظ صحة العين ومنع النوازل أن تنزل إليها . دهن البلسان وعصارة السذاب وعصارة الرازيانج ومرارات الحيوان والحلتيت ونحوها : نافعة من ظلمة البصر وابتداء الماء لأنها تلطف وتنقى وتسخن ، قال : وينبغى أن تستعمل هذه الأدوية وغيرها من الأكحال الحادة إذا كان الرأس غير ممتلىء والهواء صافياً جداً وليس بالبارد جداً ولا بالحار جداً ، وقطر في العين بعقب جميع الأكحال الحادة اللذاعة لبن النساء وكمدها حتى يسكن الوجع واللذاع ثم اغسلها بعد ذلك ونقها.

**************************************************************
(1) الزنجار ـ بالفتح ـ زنكار وهو معدني وصناعي ، قال صاحب التقويم الصناعي هو صدى نحاس رش عليه الخل ودفن في الندي قال صاحب الاقناع يکب آنية نحاس على آنية فيها خال حتى يتز نجر ثم يحك الزنجار عنها حار يابس في الرابعة حاد أكال اللحم نافع من الجرب والبهق والبرص والقيروطي يعدله فيجعله مجففاً بلا لذيع يمنع القروح الساعية وينقي الوسخة منها ويقع في أدوية البواسير أجوده شديد الخضرة المعدني الذي حصل في معدن النحاس ثم الحلي المصنوع ومع أدوية العين ينفع من غلظ الأجفان وحسأتها والظفرة والجرب والسبل ويحد البصر ـ بحر الجواهر.
(2) زهرة النحاس هو شيء يحدث من النحاس إذا أذيب وأجري في أخاديد في الأرض ورش عليه الماء ليجمد فيجتمع أجزاء النحاس عند ذلك بعضها إلى بعض ويضغط الماء بينهما ويحمى فيصير زبداً صافياً على النحاس كأنه الملح أجوده الأبيض وهو أكال لذاع قابض ـ بحر الجواهر.