الحاوي في الطب ج (2)
ـ 191 ـ
لي : تدبير للشعر الزائد : يؤخذ حديدة فى دقة الإبرة قدر شبر فيعقف رأسها على قارية قائمة قدر عقد ثم يحمى الرأس المعقف جيداً ويقلب الجفن ، ومده إليك وضع على أصل الشعرة المنقلبة فتکويه نعما ، فإنه يحترق ولا يعود ولا ينبت ، فإن کان شعراً کثيراً فاکو کل مرة واحدة او اثنتين ، ولا تعاود الکي حتى يبرا الاول ـ اعني موضعه ، فانه جيد لطيف.
قريطان : مما ينبت الاشفار ويبري ء الجرب : نوي التمر المحرق سبعة ناردين قليطى درهمان ، يجعل كحلاً إن شاء الله. دواء جيد لتساقط الأشفار والجرب والسلاق وي حفظ صحة العين : يؤاخذ قليميا رطل فتدق جريشا وتعجن بعسل ، وتجعل في نار فحم إلى أن لا يخرج دخانه ، ثم ارفع فم الكوز وأطفئه بمطبوخ واسحقه ، وخذ / منه لا ورمر النحاس المحرق المغسول وکحل مغسول ولاز ورد ، فأنعم سحقه واستعمله.
من اختيارات حنين قال : يقلع الشعر ويطلى مکانه بمرارة الهدهد ، فإنه كاف يحتاج الي غيره.
أطهورسفوف قال : يوضع الكندر على جمر ملتهب ، ويكتب فوقه طست ويؤخذ دخانه فيخلط به شحم البط والزوفا الرطب ويكحل ، فإنه عجيب جداً في إنبات الشعر في الاشفار وتحسينها.
حنين قال : ذهاب شعر الأجفان ربما كان من غير ورم وحمرة فيها من رطوبة حارة مثل داء الثعلب ، وإما مع حمرة وغلظ وقروح في الأجفان.
والسلاق هو تأكل الآماق فقط ، والوردينج غلظ الأجفان مع حمرة.
حنين : كحل ينفع من انتشار الأشفار ـ إذا لم يكن معه غلظ في الجفون : يؤخذ نوي التمر وزن ثلاثة دراهم / وموسحوسه
(1) وزن در همين ، اسحقهما واکحل بهما.
آخر : يؤخذ إثمد وقليميا وقلقديس وزاج بالسوية ، دقها واعجنها بالعسل ، ثم احرقها واسحقها واکحل بها.
آخر جيد لسقوط الأشفار مع الغلظ في الأجفان والحمرة : أسحق خرء الفأر مع عسل واکتحلي به.
علاج الشعر : قال : علاج الشعر قطع الجفن.
أهرن قال : للشعر يشق الموضع الذي يسمى الإجانة وهو حيث الجفن حرف يشبه الإجانة ، قال : والإجانة إذا نبت هناك لحم فضلى سوى الشعر لم يدعه ينقلب الى العين.
**************************************************************
(1) لعله منتجوشه ، وهو السنبل الرومي.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 192 ـ
لي : هذا شاهد أيضاً على جودة النبطين قطع على ما رأيناه : تؤخذ القمادان الصغيران ويقلب الجفن ، سوه تحت الإجانة وتشقه ، ويجب أن لا تشقه حتى تعلم القمادين من الزاويتين اللتين فى المأقين جميعاً ، فإنك إن شققت الوسط وكان عند / الزاويتين مختلفتين لم ينل بالشق في الوسط کبير شيء فهذا ملاکه ، فلذاشققته هکذا فقد احکمت النبطين فعند ذلل قدر مقدار ما تحتاج اليه آن تشيله من الجفن ، وان کان الشعر في موضع ما أشد انقلاباً في العين فاجعل القطع في ذلك الموضع أعظم ، ثم أدخل إبرة في الجفن بخيط في ثلاثة مواضع متقابلة على خط سواء ، وخذ الخيوط بيدك وشلها إليك حتى ترى ما تقطع ولئلا تقطع على ما يجب ، لأنك إنما تحتاج أن تقطع جلد الجفان الاعلى فقط ، ثم اقطع ما دون الخيوط بکاز ثم خطه في مواضع کل موضع بعقدتين أو ثلاث ، ثم ذر عليه ذروراً أصفر ورطب خرقة وضعها عليه حتى يلتحم ، وإذا كانت شعرة أو شعرتين أو ثلاثاً أو خمساً فانتف منها كل يوم واحدة أو اثنتين واكو الموضع بمكوى مثل الإبرة في الدقة معقفة الرأس على ما تقدم من وصفنا ، يحمى حتى يصير مثل لون م وضع على لموضع نفسه المکري جدا ، ثم ضع على لجفن بياض البيض ودهن ورد ، فإذا برأ ما كويته فانتف واكو أيضاً ـ إن شاء الله.
علاج انطليس الاسكندروس للسلاق : نافع عجيب : يؤخذ قشور صنوبر وحجارة أرمينية فيجعل كحلاً ، فإنه أنفذ ما يكون فى إنبات الأشفار.
ابن سرابيون ، قال إذا لم يكن مع ذهاب الأشفار غلظ ولا حمرة فذلك كداء الثعلب أو مثل قرع ، وإذا حدث مع غلظ وصلابة وحمرة فذلك هو السلاق ، فالنوع الأول ـ أعني داء الثعلب ـ يعالج بتنقية الرأس ثم يطلى بالأدوية الحادة على الأجفان ، وأما النوع الثاني فابدأ بالأدوية المحللة ثم اكحله بالحجر الأرمني ، فإنه نافع جداً من انتشار الأشفار الحادث من خلط حاد ، فإنه يصلح الخلط ويقوي العضو.
تم القول على العين ، وبه كمل السفر الأول من كتاب الحاوي بحمد الله وعونه ، والصلاة على النبي رسوله وعبده وعلى آله / وصحبه وسلم تسليماً. وكان الفراغ منه في يوم الاثنين الثاني عشر لمحرم عشر وستمائة ، وذلك على يدي محمد بن الوليد البياسي المأمور بطليطلة ـ أطلق الله سبيله مما انتسخه ـ الخزانة متملکة بها للوزير الحکيم ابي سليمان دي (؟) ابن نحميش الاسرائيلي وفقه الله ونفعه به.
يتلوه إن شاء الله في السفر الثاني القول في الأذن وجمود الدم فيها وتركيبها ، والعلل العارضة فيها والدلائل الدالة عليها ، وعلاج جميع ذلالک ـ آسهل الله تعالى العون عليه بمنه وكرمه! لأن به قوة.