الحاوي في الطب ج (2)
ـ 164 ـ
دياسقوريدوس ، قال بولس : سلخ الأفاعي إذ سحق مع العسل واكتحل به أحد البصر جداً ، الكندر يجلو ظلمة البصر.
جالينوس : عصارة الكمون الكرماني تحد البصر جداً ، إذا أكل الكرنب أحد البصر ونفع من ضعفه. جالينوس ـ قال : الكرنب يحدث ظلمة البصر إلا أن تكون العين من الأصل أرطب من المزاج المعتدل.
دياسقوريدوس : دهان اللوز اينفع من کدر البصر. دياسقوريدوس : جميع أجزاء نبات لسايطوس إذا خلط بعسل واكتحل به يحد البصر وبذر السايطوس إذا شرب يفعل ذلك أيضاً.
دياسقوريدوس : المر يجلو ظلمة العين اذا اکتحل به. جالينوس : / المر قشيثا محرقا أو غير محرق له قوة جالية لظلمة البصر. حنين : الروسختج يجلو غشاوة
دياسقوريدوس : النطرون إن اكتحل به مع عسل أحد البصر.
دياسقوريدوس : السليخة جيدة في ادوية العين التي ايراد بها حدة البصر.
دياسقوريدوس : السندروس يبري ء ضعف البصر اذا ديف بشراب واکتحل به.
دياسقوريدوس : السکر الجامد على القصب نافع من ضعف البصر اذا اکتحل به. وهو يتفتت كالملح
دياسقوريدوس : السكر الذي يجلب من الحجاز
(1) يشبه الملح الأندراني وسكر العشر
(2) نافعان لضعف البصر إذا اكتحل بهما.
ابن ماسويه : السکبينج ان اکتحل به جلا البصر وآذهب ظلمته وغشاوته.
قال جالينوس : هو من أفضل الأدوية لظلمة البصر الحادثة عن أخلاط غليظة وعصير السذاب يحد البصر إذا اكتحل به.
ابن ماسويه : روفس قال : السذاب يحد البصر.
دياسقوريدوس : السذاب إن أكل مملوحاً وغير مملوح أحد البصر.
دياسقوريدوس : عصارة العنصل تخلط بعصارة الرازيانج والعسل ويكتحل بها تحد البصر. د : العقرب البحري جيد لغشاوة البصر.
**************************************************************
(1) قال جالينوس في السابعة أما السكر المجلوب إلينا من بلاد الهند ومن بلاد المغرب فيزعمون أنه شيء يستخرج من القصب فيجمد ـ الجامع للمفردات 1 / 23.
(2) سكر العشر قال ابن البيطار نقلاً عن ابن سينا هو من يقع على الشعر وهو كقطع الملح وفيه مع الحلاوة قليل عفوصة ومرارة فمنه يماني أبيض ومنه حجازي إلى السواد وفيه جلاء مع عفوصة وهو يحل البصر ـ الجامع للمفردات.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 165 ـ
دياسقوريدوس : العسل يجلو ظلمة البصر.
دياسقوريدوس : ماء الحصرم يحد البصر إذا اکتحل به. ديا سقوريدوس : عروق الصباغين قال جالينوس : إنها نافعة لمن يحتاج إلى تحديد البصر لاجتماع شيء عند حدقته يحتاج إلى أن يحلل.
دياسقوريدوس ، قال بديغورس : خاصيتها تحديد البصر وتقويته ، وان خلط عصارة
الکاکنج المنوم بعسل واکتحل بها احدت البصر. دياسقوريدوس : الفجل يحد البصر.
ابن ماسويه : عصارة الفراسيون تستعمل لحدة البصر. دياسقوريد وس : الفلفل جال الظلمة البصر.
ديااسقوريدوس : عصارة بخور مريم ان اکتحل بها مع عسل نفع من ضعف البصر ، الصعتر يحد البصر الضعيف. ابن ماسويه : إذا كان من الرطوبة. دياسقوريدوس : الصدف السلطسي
(1) إذا أحرق ثم غسل جلا البصر من الرطوبة ، صمغ القراسيا
(2) يحد البصر ، عصارة القنطوريون الصغير إذا خلطت بالعسل جلت ظلمة البصر. ديا
سقوريدوس : القيسوم يجلو غشاوة البصر. ديا سقوريدوس : ماء الرازيانج جفف / في الشمس ثم جعل في الأكحال المحدة للبصر نفع جداً ، وماءه الرطب يفعل لاك ذلك أيضاً ، والصمغة التي تخرج من ساق شجرته إذا قطعت أقوى في حدة البصر. ديا سقوريدوس : القطران يدخل في الأكحال المحددة للبصر. ديااسقوريدوس : شحم السمك النهري إذا أذيب في الشمس ثم خلط بعسل واكتحل به أحد البصر. دياسقوريدوس : شحم الافعي اذا خلط بقطران وعسل وزيت عتيق نفع من الغشاوة في العين ، وجميع أصناف الشب يجلو غشاوة البصر ، دخان الكندر جيد للبصر.
دياسقوريدوس : دخان الزفت جيد لضعف البصر الحادث من اخلاط. دياسقوريدوس : لبن التين الجبلي وعصارة ورقه إذا اكتحل به مع عسل جيد لظلمة البصر الحادث من أخلاط غليظة. ديسقوريدوس : شجرة الغرب
(3) تشرط في وقت ما تورق
**************************************************************
(1) السلطسي لعله تحرف من الطلبيسي ، وهو صنف من الصدف صغير العظيم إذا كان طرياً ـ الجامع 2 /
(2) يقال له قراصيا ـ بالصاد ، کما ذکره صاحب بحر الجواهر قراصيا وجاء بالسين آلو بالو او وهو حلو وحامض ، الحلو حار رطب في الأولى والحامض بارد يابس ملين الطبع وصمغه يقوي البصر ، وشرب مثقال منه مع الشراب يفتت الحصاة ، وقال ابن البيطار في المفردات نقلا عن ديسقوريدوس : صمغ القراصيا إذا خلط بشراب ممزوج بماء أبرأت السعال المزمن وتحسن اللون وتحد البصر وتنهض الشهوة وإذا شربت بشراب وحده نفعت من به حصاة.
(3) ومن الناس قوم يعمدون إلى هذه الشجرة (شجرة الغرب) في وقت ما تورق فيشرطون لحاءها بمشراط ويجمعون الصمغة التي تجري من ذلك الموضع ويستعملونها في مداواة جميع الأشياء التي تقف في وجه الحدقة فيظلم البصر لأن هذه الصمغة دواء يجلو ويلطف ـ الجامع لابن البيطار.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 166 ـ
تجمع / الدمعة الجارية من تلك المواضع فتستعمل في مداواة جميع الأشياء التي تقف في وجه الحدقة ويظلم بها البصر لأنها جالية لطيفة.
جالينوس : وهذه الصمغة جالية لظلمة البصر.
دياسقوريدوس : الخردل ان دق وضرب بالماء وخلط بالعسل واکتحل به نفع من الغشاوة. جالينوس : الخردل محد للبصر اذا اکتحل به.
ابن ماسويه ، قال بولس : زعم جالينوس آن رماد الخشاف
(1) يحد البصر ، ان آکلت الخطاطيف بعد شيها احدت البصر.
دياسقوريدوس : وکذللک ان آحرقت الأم مع الفراخ في قدر وخلط رمادها بالعسل واکتحل به.
قال جالينوس : وقد يستعمل هذا الرماد لحدة البصر ، والخربق الأبيض يدخل فى الأشياف الجالية للبصر.
الأدوية التى تنقى البصر وتحده
قال ابن ماسويه : الأدوية المنقية للعين المحدة للبصر هذه : دهن الخروع إذا شرب نقى ما في العين من الخلط الغليظ وخاصة إن شرب مع نقيع الصبر أو نقيع يارج فيقرا ، والزيت يفعل ذاللاک ، ودهن الفجل ودهن الغار ودهن الحلبة ودهن النرجس ودهن الشبت ودهن المرزنجوش ودهن السوسن والأقحوان هذه كلها ينقي العينين وكذلك / يفعل دهن البلسان إذا شرب أو اكتحل به ، والحضض يفعل ذلك ، والشيطرج والسکبينج والوج والکماذريوس وکذللف خاصية مائه وماء القنطوريون الدقيق وماء البادروج وماء البصل وماء السذاب وماء الرازيانج وماء الكرفس وماء الحندقوقي وماء شقائق النعمان وخاصة ماء أصله ودم السلحفاة وماء الكبد المشوية إذا غرز فيها الدار فلفل والفلفل ومرارة ضبعة العرجاء ومرارة الديك ومرارة الذئب ومرارة الكلب ومرارة النعامة ومرارة النعجة ومرارة المعز وشحم الأفعى ودماغ البومة ودماغ الخطاطيف ودماغ ابن عرس وجند با دستر وقلقند وروسختج وقشور کندر وشيح ودار صيني وعاقرقر حا وفر بيون ـ هذه کلها اذا اکتحل بها جلت ونفعت العين ، والوج وماء ه ودار صيني وحب البلسان وعيدانه واللوز المر واللبان وماء الرازيانج وقنطوريون الدقيق ودهن البلسان ـ هذه كلها إذا اكتحل بها أحدت البصر ، وكذلك يفعل الفلفل والدار فلفل والزنجبيل ، وماء الغرب اذا اکتحل بها جلا البصر ـ يعني لبن الغرب ، والفجل إذا أكل أحد البصر وإن اكتحل بمائه ، والسذاب أكل أو اكتحل بمائه وكذلك
**************************************************************
(1) رماد : (رماد الخفاشل) يحد البصر ـ الجامع.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 167 ـ
الحلتيت ، إن كحل العين بقشور السليخة بعد سحقها ونخلها أو كحل بالقطران أو سلخ الحية بعد سحقه ونخله بحريرة أو بفراخ الخطاطيف بعد حرقها وسحقها ، أو أطعمه فجلاً أو سذاباً ، واکحله أيضاً بماء السذاب وبماء البصل مع الشهد أو بماء الخردل الطري أو الفلفل بعد / سحقه ونخله ، أو أكحله بماء الأفسنتين أو بماء الحاشا ، مثل أو أطعمه صعتراً رطباً أو يابساً ، أو أكحله بالجاوشير ، وإن ألقى في ماء البادروج شيء من جاوشير وأكحل به نفع أو في بعض هذه المياه.
دياسقوريدوس : النطرون اذا اکتحل به مع عسل احد البصر.
دياسقوريدوس : عصير الشراب محد للبصر اذا اکتحل به ، العسل يجلو ظلمة البصر ، وکذلله الخردل يحد البصر وجميع الحواس ، وصمغ الفراسيا يحد البصر ، الخردل إن دق وضرب بالماء وخلط بالعسل واكتحل به نفع الغشاوة. ابن ماسويه :. قال بولس : إن رماد الخفاشل يحد البصر.
أركيغانيس
(1) في الأدواء المزمنة ، قال : إذا عرض من وجع الرأس ضعف البصر فينبغي إذا علم ذلك أن يتوقى التخم والبرد والحر الشديد والنور الساطع والعشا والسهر والنوم المفرطين ، ويتعاهد الحمام دائما والقياء بعد الشراب. من التذکرة كحل لظلمة البصر : كحل بماء الفجل أو بدهن بلسان فإنه قوي ، وأكل الفجل ينفع ، والحضيض يحد البصر إذا اكتحل بمائه وماء شقائق النعمان.
/ من التذكرة : لظلمة البصر : يكتحل بالزنجبيل اليابس أياماً إن شاء الله.
مجهول : وأما إذا كانت معه رطوبة فزنجبيل يابس وهليلج أسود بالسوية ، يکتحل به ولا يکثر.
تيقولاوس في كتابه في فلسفة أرسطوطاليس قال أيضاً : والمشايخ يعرض لهم تكمش ، فلذلك لا يقبل الضوء قبولاً جيداً.
استخراج هذا يعرض من اليبس ، ودواءه الترطيب بالحمام والأغذية المرطبة الدهنية وفتح العين في الماء الفاتر الصافي ، من كانت عيناه ضعيفتين أو تهيجان سريعاً لسعة أورادهما وحمرتهما أو لسبل أو جرب فيهما أو غير ذلك فلا ينام بعد أن يتملأ من الطعام والشراب ، وليدع الأشياء الضارة لفم المعدة والمتخذة من البصل والكراث والبا دروج ، وليدع الحمام ، ويديم دللاک آسافل البدن وشدها واليدين ووضعها في الماء الحار والفصد ودواء المشي
(2) قبل النوائب التي قد اعتادها ، ويحذر القيء ويستعمل المسهلات والحقن.
**************************************************************
(1) لعله آرخي جانس.
(2) دواء المشي أي دواء الاستطلاق.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 168 ـ
من العلل والأعراض : البصر يتعطل إما من أجل العضو الخاص به ، وإما مما يخدم ذلك العضو ، والقوة الباصرة لا تفعل فعلها إما لسدة تحدث في العصبة ، وعلامة ذلك أن لا تتسع العين الأخرى عند تغميض إحداهما ، وإما أن يتفرق اتصال هذه العصبة ، والرطوبة الجليدية إن مالت إلى أحد المأقين لم تضر الأبصار ، فإن زالت إلى فوق أو إلى أسفل رأى الشيء شيئين.
وثقب العنبية يضر الأبصار على أربع جهات إما بأن يتسع وإما بأن يضيق وإما بأن يزول عن موضعه وإما بأن ينفتق ، واتساعه ضار بالبصر مولوداً كان به أو حادثاً ، وأما ضيقه فإن كان مولوداً فهو جيد ، لأنه يجعل البصر أحد ، وإن كان حادثاً فهو رديء لأنه يعرض من غور الرطوبة البيضية ، وهذا يكون أكثر ذلك في المشايخ وفي التدبير اليابس ، ويكون أيضاً لترطيب الطبقة العنبية ، وهذا يبرؤ ، وأما الأول فلا ، وذلك أن المرض اليابس عسر البرء ، الرطوبة البيضية تضر بالبصر إذا كثرت وإذا قلت وإذا غلظت ، وأما قلتها وكثرتها فيضران ثقب العنبي ، وأما غلظها فإنه يغلظ البصر / ويجعله عسر القبول للتأثير ، وإن استحالت عن لونها رأى الشيء بذلك اللون ، فإن اصفرت رأى الأشياء صفراء ، وكذلك في سائر الألوان ، فإن وقع هذا الغلظ في هذه الرطوبة بحذاء مركز ثقب العنبي ظن أن ما يراه فيه كوة ، وذلك أنه لا يرى من الجسم موضعاً ويرى ما حوله فيظن بما لا يراه أن فيه كوة فإن كان وقوع هذه الرطوبة الغليظة حوالي المرکز الى ما يلي المحيط لم ير الکثيرة دفعة کما يراها الصحيح ، وان کانت هذه الرطوبة الغليظة منقطعة متبددة في مواضع كثيرة رأى أمام عينيه بقا يطير ، ويتخيل هذا كثيراً للسكران أيضاً وبعقب القىء ولمن يريد أن يصيبه رعاف ، وهذا لا يكون دائماً كما يكون في الماء العارض في العين ، وإن غلظت الرطوبة البيضية كلها حتى يكون ما هو منها بحذاء ثقب العنبي غليظاً أيضاً منع البصر ، وقد يمنع البصر أيضاً والعين بحاله ، ولا يتبين أثر سدة ولا غير ذلك من أجل بطون الدماغ.
وإن غلظت جملة الرطوبة البيضية إلا أنه أغلظ لا يعوق البصر بمرة / لم ير صاحبه الأشياء من بعد
(1) وإن كان ما يراه من قرب بقدر ذلك الغلظ ، وأما الطبقة القرنية فإنها إن غلظت أضرت بالأبصار ويعرض لها هذا من الرطوبة وذلك أنها تغلظ وتمتلىء فيقل لذلك شفيفها وتأديتها الأشباح ، وإن يبست أيضاً شديداً حدث فيها تشنج وقصور فلم يقبل الأشباح على مثال ما يجب ، وهذا يعرض للمشايخ كثيراً ، وإن تغير لونها رأي العليل الاشياء بلونها ، فان کانت صفراء کما يعرض لليرقان رأى الأشياء صفراً ، وإن كانت حمراء رآها حمرا ، كما يعرض في الطرفة ، وإن رقت بأكثر
**************************************************************
(1)البعد بفتحتين وکذلل البعد بضم أوله وسکون ثانيه وبعيد کلها متحدة المعنى .
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 169 ـ
من الحال الطبيعي أضر ذلك بالبصر لأنها تزيل النور إلى الجليدي بأكثر مما له ، وإن غطاها شيء مثل الظفرة وأثر حرقة وإن كان التشنج الحادث في القرنية من نقصان البيضية ضاق معه ثقب الناظر ، وهذا يعرض للمشايخ ، وإذا كان مع علة تخص القرنية نفسها كان الثقب بحاله.
من العلل والأعراض : اللون الأبيض يفرق اتصال نور العين فلذلك يؤلمها واللون الأسود يجمع الطبقات أيضاً جمعاً / شديداً فيؤلمها أيضاً لذلك واللون كل الأسمانجونى وبعده الأدكن يجمعان البصر باعتدال ، فلذلك هو أجود من سائر الألوان ما دام البصر صحيحاً ، فأما متى كان عليلاً فإن اللون الأسود أنفع الأشياء له ، لأن شفاء کل افراط بضده.
من الأعضاء الألمة : الآفة تنال الأبصار إما من أجل العصب وإما من أجل الروح الباصر ، والعصب تناله الآفة إما من ورم وإما من سوء مزاج وإما من سدة ، والورم الحادث في عصبة العين إن كان فلغمونياً كان مع ضربان وثقل ، وإن كان حمرة كان مع شدة حرارة وكذلك ، مع الورم السوداوي يحدث ثقل ، ويحدث فيه ورم بلغمي.
لي : لم يعط علامة. قال : ويفرق بين هذين يعني بين الأورام الحارة والباردة بطول وقت العلة.
لي : طول وقت العلة يدل أن الورم سوداوي أو بلغمي ثم السوداوي معه ثقل والبلغمي معه ثقل أقل ، وأما سوء المزاج الحادث في العصبة فإن كان حاراً كان معه لهيب ، وان کان باردا کان معه برد شبيه بالثلج ، واليابس يعرف بالتدبير اليابس وسن .. الشيوخ ، والرطب / بالتدبير الرطب وسن الصبيان
وأما السدة فيستدل عليها من أنه يحدث ثقل في الرأس وفي الموضع دفعة ، وأما الروح الباصر فيناله الآفة إما قليلاً قليلاً فينقطع أولاً أولاً كما يعرض للشيوخ ، وإما أن
لي : الأبصار لا يمكن أن يكون انقطاعها لأجل علة في الدماغ ، ثم لا يکون مع ذلك ضربة إلا مع ضرر بالفعل الكائن من العصب النابت من مقدم الدماغ ، فأما قليلاً قليلا فيمکن کما يکون في المشايخ.
حفظ الصحة : قال جالينوس : إن العين تحفظ صحتها بجذب فضولها إلى المنخرين والفم بالعطوس والغرور وتقويتها بالأكحال اليابسة المعمولة بالحجر الأفروجي الذي يصفه في الميامر : بأن يمر الميل الذي يأخذ به هذا الكحل على الجفن فقط ولا يصيب طبقاتها ، يفعل ذلك في كل يوم.
اليهودي : ضعف البصر الذي يكون من كثرة البكاء هو من اليبس وجفاف الجليدية.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 170 ـ
لي : الذي يبصر في الظلمة ولايبصر في الضوء يکون من اليبس وبالضد ، والدليل على الأول أن الذين ينظرون إلى الضوء تضيق أحداقهم ، فإن كان الإنسان لا يبصر في الضوء يكون من اليبس فهو ضيق الحدقة ، يحكم النظر فيه كذلك.
في الترياق
(1) إلى قيصر : إن جلد الأفعى إذا سحق بعسل واكتحل به نفع من ضعف.
روفس إلى من لا يجد طبيباً ، قال : الظلمة العارضة للمشايخ لا يصلح لهم إلا أن يمشوا مشياً ليناً ويتدلكوا ولا يتملأوا من الطعام ، ولا يأكلوا الحريفة ويتوقوا من کل ما يرتفع منه بخار الى الرأس ، ويتقيأوا برفق بعد الطعام والشارب ، وإذا عرض الزكام في الأنف باعتدال نفع من ظلمة البصر ، وكذلك العطاس والتغرغر بما يجلب شلل البلغم ، ومما ينذر بضعف البصر / أن يكون لون أشفار العين مثل قوس قزح ويبدأ ضعف في البصر لم يعهد ، ويري قبالة عينيه مثل البق ، وتعرض الشقيقة والصداع ، فإذا رأيت ذلك فأقل غذاءه ورضه ونقه ـ إن شاء الله.
بختيشوع : قديظلم البصر الخس والکراث والبادروج والکرنب والعدس والجرجير والشبث إذا أكثر منها.
عزير جيد من اختيارات حنين مجرب : يؤخذ قليميا وزن ثمانية در اهم لؤلؤ ومر من کل واحد وزن در همين مرارة النسر ومرارة الحجل من کل واحد دانق فلفل آبيضي دانقان نوشادر ومسلک وکافور من کل واحد دانق ، يسحق ويستعمال.
يرود الرمان وهو المسمي جلاء عيون النقاشين : يؤخذ رمان حلو ورمان صادق الحموضة فيعصران باليد في عصارة نظيفة کل واحد على حد ته ، ويجعل کل واحد منهما في إناء زجاج ويستوثق من رأسه ، ويشمس في أول حزيران
(2) ، ويصفى كل شهر
**************************************************************
(1) قال في بحر الجواهر : الترياق بالكسر لفظة يونانية مشتقة من تريوق وهو اسم لما ينهش من الحيوان كالأفاعي ونحوها قال قوم إنما سمي بهذا الاسم بعدما ألقى فيه لحوم الأفاعي إذا كانت الأفاعي داخلة في جملة الحيوان الناهش كذا قال العلامة قال مولانا نفيس اشتق هذا الاسم في لغة اليونان من اسم ذوات النهوش وذوات السموم وهو في لغتهم تريوق ومن اسم الأدوية السمية القتالة وهو في لغتهم فالآن هذا الدواء نافع من جميع تلك السموم فسمي ترياق فأصلحته العرب وسمته الترياق وفي التاج انما سمي به لان فيه من ريق الحيات قال الجوهري الترياق بالکسر دواء للسموم فارسي معرب والعرب يسمون الخمر ترياقاً لأنه يذهب بالغم وفي التخليص الترياق بفتح التاء ، وترياق الفاروق وترياق الأفاعي وترياق الأكبر هي التي تحيل مزاج الروح العارض عن دواء سمي إلى مزاجه الطبيعي ويحفظ عليه بخاصية فيها وهي مما يحصل في أربع سنين ولا يجوز استعماله قبل ذلك وهي منه إلى ثلاثين سنة حديث قوي في سائر الأفعال ومن بعد ثلاثين سنة إلى ستين سنة عتيق ضعيف العمل ويشبه العتيق بالشيخ والحديث بالشاب.
(2) حزيران هو شهر من شهور السريانيين ثلاثون يوماً في العدد ، ويقال له بؤنة من شهور القبط ـ مروج الذهب 9 / 1 : 3 و 350 .
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 171 ـ
عن الثقل زيري بالثفل ، ثم يؤخذ من الصبر والفلفل والدار فلفل والنوشادر درهم درهم لکل رطل من ماء الرمانين ، فينعم سحقه ويحله ويلقي في ماء الرمانين ، ويکحل به فانه. عجيب ، وما عتق ازداد ، وهذا جلاء لا شيء بعده في الجودة / إن شاء الله.
نسخة عزير بشار الكحال نافع : يؤخذ قليميا الذهب وشادنة وتوتيا هندي وتوبال الشبه وسرطان بحري وساذج هندي وكحل أصفهاني من كل واحد درهم دار فلفل وفلفل ونوشادر نصف نصف زعفران درهمان يجعل كحلاً.
عمل توبال النحاس
(1) : يحمي توبال الشبه ويترلد حتى يبرد ويطرق ويرقق حتى تأخذ حاجتك منه ويجاد سحقه ، يصلح للمشايخ والعيون الرطبة.
مجهول : كحل عجيب يحفظ صحة العين : شادنة تسعة أجزاء توتيا ثلاثة أجزاء قليميا الذهب جزء ، وي جمع بعد التصويل بهذا الوزن ويکتحل به ، فانه يقوم مقام الكحل المتخذ بالحجر / الأفروجي لجالينوس.
مجهول : إذا كان شكل العين باقياً والبصر مفقوداً فأول ما ينظر إليه هل ضاقت الحدقة او اتسعت فان کانتا مشابهتين فيغامض احدي عينيه ، فان اتسع الاخر فقد حدث بنفس ثقب العنبى آفة ، وإلا فهى علة أخرى.
قال : وأما ضعف البصر الحادث عن اليبس فعلاجه عسر ، وأنفع شيء له الاستعاط بدهن النيلوفر وترطيب البدن بالغذاء والشراب والحمام ، ويسعط بدهن قرع حلو ، ويصب على رأسه الطبيخ الذي يهيا للوسواس ، ويقطر في عينيه بياض البيض ، ويحلب فيها اللبن حاراً مرات ، فإنه نافع.
اطهورسفوس
(2) ، قال : يؤخذ فراخ الخطاطيف وتقطع وتحرق بقدر ما يسحق ويخلط معها شيء من سنبل ويهيا کحل فانه يحسن / العين حتى ترى اذا اکتحل منها أنها قد عظمت ، ويسود الحدقة ، ويقلع الجرب والحكة ، ولا تدع رطوبة غريبة تجيء الى العين.
حنين قال : إذا كان البصر قد ذهب ولست تنكر من شكل العين شيئاً البتة فإنه إذا كان في الرأس مع ذلك ثقل وخاصة في عمقه وفيما يلي قعر العين فإنه آفة البصر من رطوبة كثيرة سالت إلى عصب العين ، فإن أخبرنا العليل أنه قد كان يتخيل أولاً ما يتخيله أصحاب الماء ثم عدم البصر بغتة ولا يلتبس في حدقته علة وفي العين فإن علته سدة في العصب واستدل على السدة في العصب بأن تغمض إحدى العينين فإن لم
**************************************************************
(1) النحاس الأصفر كالشبه ـ بالكسر ، ويقال لاعنده أواني الشبه والشبه) أي النحاس الأصفر ـ أقرب الموارد ، وقال في المفردات لابن البيطار : الشبهان ، وفي تذكرة داود الأنطاكي : شبة ـ بالتأنيث كذا.
(2) لم نظفر بهذا الاسم.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 172 ـ
تتسع الأخرى فهناك سدة ، فإن كان أصابه قبل ذهاب البصر سقطة أو ضربة شديدة على رأسه أو كان تقياً قيئاً شديداً فنت من ذلك عينه ثم إنها غارت بعد وضمرت فإن عصبة عينه انهتكت.
لي : قد يکون آن يرى القريب ولايرى البعيد ويرى ما صغر ولايرى ما کبر وبالضد فانظر أجمع وفي علله واستخراجه وعلاجه إن شاء الله.
علاج ضعف البصر : قال حنين : افصد المأقين واطرح العلق على / الصدغين ، وقال : الأدوية التي تدر الدموع وتنفع من السدة وظلمة البصر إنها تؤلف من الجلاءة بقوة مثل القلقطار والزنجار ومن الفلافل وسنبل الطيب ، وأما التي تحفظ صحة العين وتمنع من حدوث العلل فيها فتتخذ بالحجر المنسوب إلى فروجية
(1) والأنزروت والصبر والماميثا والإقليميا والإثمد والزعفران ، وينفع من ظلمة البصر أيضاً المتخذة بدهن البلسان والمرارات والحلتيت والعسل والرازيانج ونحوها.
علاج ضعف البصر : قال : متى ذهب البصر والعين لا ينکر منها شيء فذلل لعلة العصبة المجوفة ، ويكون ذلك إما لسوء مزاج وإما لمرض فيها مثل سدة أو ورم وإما لانقطاع المجاري فيها عنها.
قال : ويعرض للمشايخ أن يضعف أبصارهم بسبب يكمش القرنية أو بسبب قلة آپ ؟ البيضية ، فإن كان ثقب الحدقة ضيقاً فالسبب في ذلك / قلة الرطوبة البيضية ، وإن كان بحاله كان صافياً فيمكن أن يكون السبب في ذلك تكمش القرني ، ويحتاج إلى علامة ، وعلاجه صعب لأن ترطيب هذه الطبقة ليس مما يسهل ، وقال : أجود الألوان للبصر اللون الأسمانجوني ثم الأدكن ، لأنهما مركبان من السواد والبياض ، فلا يفرقان البصر كالأبيض ، ولا يجمعانه جمعاً عنيفاً مستكرهاً كالأسود ، وهذا ما دام العضو صحيحاً ، فأما إذا كان العين قد أضعفها ضوء الشمس ونحوه فالأسود جيد لها ، لأن شفاء الضد بالضد.
الساهر
(2) ، قال : ماء الجبن نافع من ظلمة البصر الكائنة عن الخلط المراري وبعقب الأمراض الحادة.
**************************************************************
(1) قال في مخزن الأدوية ـ بالفارسية : حجر الأفروج ـ بفتح ألف وسکون فاء وضم راء مهملة وسکون واو وجيم ـ حجر آفردي نيز نامند ماهيت آن سنگيست مانند قيشور وسبلک که برروي آب مي ايستد ، وذكره في الجامع للمفردات لابن البيطار باسم حجر الأقروح ونعته كما نعت بالفارسية في مخزن الأدوية.
(2) الساهر اسمه يوسف ويعرف بيوسف القس عارف بصناعة الطب وكان متميزاً في أيام المكتفي وقال عبيد الله بن جبرئيل عنه نه کان به سرطان في مقدم رأسه وکان يمنعه من النوم فلقب بالساهر من اجل مرضه قال وصنف کناشا يذکر فيه ادوية الامراض وذکر في کناشه آشياء تدل على آنه کان به هذا المرض ـ عيون الانباء
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 173 ـ
لي : اللبن جيد لضعف البصر الحادث عن اليبس إذا سقي.
من الكتاب المجموع : قال : قد قالت الأوائل : لا شيء أضر بالعين الصحيحة ـ وهي بالوجعة أشد إضراراً ـ من دوام يبس البطن ، وطول / النظر إلى الأشياء المضيئة ، كك والانكباب على قراءة الخط الدقيق ، وإفراط الجماع ، وإدمان الخل والمالح والسمك ، والنوم بعقب الامتلاء من الأكل الكثير ، لأنه يملأ الرأس كثيراً ، فلا ينبغي لمن كانت بعينه علة آن ينام بعقيب الطعام حتى ينهضم.
مجهول ، قال : من يخاف أن يذهب بصره فليأكل من السلجم نيئاً ومطبوخاً وعلي الريق والشبع ما قدر عليه او حتى يشبع منه ، فانه جيد لهم.
الكحل الأكبر يحفظ صحة العين ويذهب بالبلة وهو البرود الفارسي : يؤخذ کحل وتوتيا ومرقشيثا وقليميا بالسوية من کل واحد خمسة در اهم مصولة ومن اللؤلؤ المصول درهمان ويؤخذ من الساذج الهندي والزعفران والسنبل درهم درهم ومن الکافور دانقان ومن المسلف دانق ، ي جمع ويکتحل به غدوة وعشية.
لي : يکتفي في هذا بالکحل والکافور والسنبل ان شاء الله.
لي : يؤخذ من الكحل المصول خمسة دراهم ومن المسك در هم ومن الکافور دانق ، يستعمل ، إذا رأيت العين بحالها والبصر معدوم فانظر أولا هل هناك سدة ، ويعلم ذلك بأن تأمره أن يغمض إحداهما / فإن اتسعت اليمنى عند تغميض اليسرى فلا كك سدة فيهما ، وأي عين لم يتسع ناظرها فالآفة في العصبة على رأي جالينوس ، وأما على ما نرى ففي العنبي.
ضعف البصر او ذهابه وشکل العين بحاله يکون اما من قبل الداء الذي يسميه جالينوس السدة ونسميه نحن بطلان انقباض العين واتساعه ، وأما الذي يسميه جالينوس غلظ الروح الياصر وهو عندنا على الحقيقة غلظ الجليدي ، واما لتکمش القرنية وكدورة تعرض فيها ، وهذا يعرض للمشايخ ، وإما يبس العين وقلة الرطوبة البيضية ، وهذا إنما يعرض للمشايخ وأصحاب الأمراض الحادة والطويلة حين النفوذ حتى يرجع الدماء وتكثر في أبدانهم ، وأما الشيء الذي يسميه السدة فتعرفه على ما ذكر ، وينقل صاحبه من ظلمة إلى ضوء ، ويتفقد الناظر ، وهو أصح وأجود ، ولم يذكر جالينوس لها علاجاً ، وهو عسر بالحقيقة لأنه في العضل الذي يبسط العنبي ويقبضه ، وينبغي أن / ينظر فيه نعماً ، وطريق علاجه طريق علاج العضل الذي يبطل أفعاله.
فأما نقصان البيضية فيستدل عليه بنقصان العين وغورانها ، وعلاجه الغذاء الرطب والحمام والنوم والراحة والدهن على الرأس والسعوط ، وأما تكمش القرنية وكدورتها فينظر إليها عياناً ، وهو عسر العلاج ، ويتفقد على حال بالاستحمام بالماء العذب الحار
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 174 ـ
وعلاج نقصان البيضية ، وأما الذي من كدورة تعرض جوهر الجليدي فلا يسهل التشج فيها ، وهو الذي يسميه جالينوس غلظ الروح الباصرة
(1) ، ويكون منه العشا الذي لا يبصر الشيء من قريب ولا من بعيد ، لان شبح البعيد لا يسهل تصوره فيه لغلظه ، وشبح القريب ليس أيضاً يقوى على التأثير مثل ما يوضع الشيء الذي يشم في الأنف فإنه لا يشم ، وله علة طبيعية وهي أنه متى كان ممكناً في الجليدي للطفه لم يمكن أن يتشبح فيه الأشباح بسهولة ، فإنه إذا كان بينه وبين البصر بعد وسط كان البصر أشد تحقيقاً ، لأن الشبح يتأكد في سطوح الهواء ، وهذا طريقه فأتم بالبحث في البحوث الطسعية.
وأما أن يكون الجليدي شديد اللطف والرقة أو في غاية الصغر والرقة والضعف فإنه عند ذلك لا يتضواً الأشباح المنيرة جدا ، ولذلك يبصر بالنهار جيدا ، لأن الأشباح حينئذ تمتد منيرة ، فأما في غير هذا من العلل الضارة بالبصر فقل ما يرى في العين منها تغيير يظهر لالحس؛ ومن هذه العلل علة مشتبهة وهي ضيق ثقب العنبي ، فإنه لا يعلم ذلك إلا أن يكون في عين واحدة لنفسها بالأخرى ، أو يكون الناظر اليها قد رأي هذه والعين في حال صحتها ، والا لم يکن مما يراه دليل على ضيق الحدقة.
أهرن قال : أحمد العيون الصغيرة الغائرة قليلاً التي إلى اليبس ، فأما العظام الناتية فلا تعدم الدهر رطوبة وألماً؛ قال : ومما يحد البصر أن يعصر ماء الرمان الحلو ويجعله في قارورة ضيقة الرأس في الشمس حتى يغلظ ثم يكتحل به ، ترفعه عندك فإنه متي عتق کان آجود له ـ ان شاء الله.
وقال : الأدوية التي تستعمل للبياض وتحفظ صحة العين تستعمل في الشتاء ؛ ممسكة وفي الصيف كافورية بأن يلقى معها في الشتاء مسك / وفي الصيف كافور.
لي : تذكر جملة أمر ذهاب البصر وصورة يبسه أولاً ، فإنه ربما يكون البصر قد فقد آو ضعف وليس في شکل العين کثير تغيير ، وان کان فيکون قليلا ، وان کان لا يبصر الانسان وليس في الحدقة اتساع ولا ضيق بين ولا کدورة والعين بحالها فانظر هل هناك سدة بأن تنقله من الضوء إلى الظلمة ، وتفقد اتساع الناظر بتغميض إحدى العينين أيضاً ، فإن تفقدت ذلك وكان على الحال الطبيعية فانظر فلعل الثقب قد اتسع فضل اتساع أو ضاق فضل ضيق ، وإنما لم يستبن لك ذلك من أجل أنك لم تكن قد رأيت الحدقة في وقت الصحة ، وهذا إنما يمكنك أن تعرفه بأن لا يتشابه حال
**************************************************************
(1) الباصر مذکر والروح يذکر ويؤنث.
الحاوي في الطب ج (2)
ـ 175 ـ
الحدقتين لكن يكون إحداهما تضيق أكثر مما تتسع أو تتسع أكثر مما تضيق ، فإذا تقصيت النظر في أمر الثقب وعلمت أنه لم يحدث له ضيق ولا اتساع خارج عن الطبع فانظر في أمر العصب الجائي ، فإنه / إن كان ثقل في الرأس ، وأبطأ في الحواس أجمع ثلة ـ وسائر ذلك من ضرر الحواس ـ فالعلة من الدماغ ، وعند ذلك فانظر إلى التدبير وحال البدن والنوم واليقظة ليستدل أمن يبس هو أم من رطوبة ، وانظر إلى العين أغائرة متقلصة مهزولة هي أم بخلاف ذلك ، وخذ منها دليلا ، وقبل هذه كلها انظر هل الحدقة كدرة أم لا ، فإنها إن كانت كدرة لم تحتج إلى شيء من هذا ، واعلم أن من يبصر الشيء من قريب ولا ي بصره من بعيد فقد غلظت رطوبته الجليدية ويحتاج الى تلطيف التدبير ، ومن يبصر من بعيد ولايبصر من قريب فقد ذکر نا علته ويحتاج آن يغلظ تدبيره ، والاعشي قد غلظت رطوبته ويحتاج آن يلطف تدبيره.
والروزکور يحتاج آن يغلظ ويزاد في رطوبته ، ومن يبصر في الأشياء كوة فإن بعض رطوباته قد غلظت حول الجليدي ، وكذلك من لا يبصر في دفعة الأشياء ، ومن يبصر الأشياء حمراً فإن لم يكن به طرفة
(1) ولا يرقان فأسهله وأفصده وأخرج من بدنه الخلط الذي يولد اللون ، ومن کان يرى الشيء شيئين فانه اذا کان کثيراً / فلا حيلة. فيه ، لان حد قتيه جليديتيه ليستا موضوعتين على سمت واحد لکن احداهما ارفع من الأخرى ، إن عالجت فعالج بأن تشد شيئاً فوق عينه الحولاء ليكثر النظر نحوها فيستوي ، فأما من مالت جليديتاه إلى الآماق إلا أنه لم يعل إحداهما على الأخرى فإنه لا يضر في الإبصار شيئاً ، ومن انخرقت عيناه ذهب بصره ، وذلك أن الرطوبة البيضية تسيل وتنخسف وتخفش عيناه ، وإن كان يرى الأشياء فى ضباب ودخان فإنه قد رطب فرنيته ، وإن كان تراها صفراء أو حمراء فقد أحمرت أو اصفرت ، وإذا تشنج القرني ضعف البصر ، لأن صفاءه يقل ، وذلك يكون إما للهرم وإما لقلة الرطوبة البيضية ، ويکون معهما جميعاً ضمور العينين.
في آفات کل آلة من آلات العين : إن حدث بالعصبة هتك بتة جحظت العين لك وانخسفت وبطل البصر ، وإن حدث فيها سدة صلبة لا تنحل بطل البصر ، وإن انخرق القرني نتا العنبي ، وإن انخرق العنبي انصبت البيضية وعمي البصر ، وإن انخرق الملتحم قليلاً لم يضر ذلك
قال جالينوس : من تكمشه الطبقة القرنية إذا لم يكن العين ضامرة فإن الرطوبة البيضية ناقصة ، وإن كانت غير ضامرة فإنما هو من يبس في القرني ، وهذا عسر ويکون في الهرم.
**************************************************************
(1) الطرفة بالفتح ثم السكون ـ نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها.